صورة الشروق قامت أجهزة الأمن بتجنيد أفراد من الشرطة بالزي المدني في العديد من الأحياء الشعبية، خاصة بالعاصمة التي تعرف بالمعاقل السابقة للإرهاب أو مسقط رأس الانتحاريين، وترصد كل التحركات المشبوهة وتم إلزام هؤلاء برفع تقارير دورية عن تطور الوضع في هذه الأحياء، كما تم توجيه تعليمات لأفراد الاستعلامات العامة لتكثيف العمل الإستعلاماتي ومراقبة المساجد والتجمعات ونوادي الانترنيت. * وقالت مصادر مؤكدة ل"الشروق اليومي"، إن هذه الإجراءات تندرج في إطار تدابير وقائية تكون قد اتخذتها أجهزة الأمن لقطع الطريق أمام شبكات التجنيد في صفوف الجماعات الإرهابية وتكرار سيناريو التجنيد الوهمي تحت غطاء المقاومة العراقية، حيث سبق تجنيد العديد من الإرهابيين الذين نفذ بعضهم اعتداءات انتحارية تحت غطاء الالتحاق بصفوف المقاومة العراقية أواخر سنة 2006 بالترويج لأقراص مضغوطة تصور بشاعة الاحتلال الأمريكي وعمليات المقاومة العراقية، وسجلت حالات تجنيد تحت غطاء المقاومة العراقية بشكل لافت في منطقة الوسط وولاية الوادي. * وتأتي هذه "الإجراءات الوقائية" في ظل توفر معلومات عن معاناة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمارة المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) من تراجع فظيع في التجنيد قدرته تقارير أمنية بحوالي 80 بالمائة، خاصة في المعاقل الرئيسية بمنطقة الوسط مما دفعه الى تجنيد أجانب من موريتانيا، مالي، المغرب، ليبيا. * ولاتستبعد أطراف تشتغل على الملف الأمني، استغلال قيادة التنظيم الإرهابي حماسة الشباب وتأثرهم بما يحدث من مجازر في مدينة غزة الجريحة لتفعيل شبكات التجنيد باستهداف هذه الفئة كما وقع مع العدوان الأمريكي على العراق، خاصة وأن شعارات الشباب الذين تظاهروا بالعاصمة بعد صلاة الجمعة حملت شعارات تذهب في هذا الإتجاه منها "يا قدس نحن قادمون" إضافة الى المطالبة بفتح الحدود أمام الراغبين في الجهاد وهو ما دعا إليه أيضا أمراء سابقون في التنظيمات المسلحة المحلة. * وأكدت مصادر متطابقة ل"الشروق اليومي"، أنه لايستبعد أيضا إيهام هؤلاء الشباب بضمان نقلهم الى غاية الحدود مع غزة للالتحاق بصفوف المقاومة الفلسطينية مقابل تسديد تكاليف الرحلة، وقد يلجأ التنظيم الإرهابي الى ذلك بهدف جمع الأموال في ظل حاجته الماسة للسيولة، خاصة وأنه تمت الدعوة للتبرعات المالية في اليومين الأخيرين لمساعدة الجرحى والأطفال في غزة، "مما يتطلب التحلي باليقظة" حسب مسؤول أمني سألته "الشروق اليومي" عن خلفية هذه الإجراءات الوقائية، ليشدد على دور الأولياء في إحباط ما وصفه "تهريب" أبنائهم الى الجبال ومعاقل الإرهاب تحت غطاء المقاومة الفلسطينية وإبلاغ مصالح الأمن مباشرة بعد "اختفائهم"، وأضاف "سنركز عملنا على الإختفاءات الغامضة في هذه الظروف" لتحديد خريطة نشاط شبكات التجنيد التابعة للجماعات الإرهابية، وقال إن هؤلاء الشباب لم يلتزموا الصمت وتحركوا أمام وحشية ما يحدث لإخواننا في غزة "لكن بعض الأيادي الإجرامية قد تقوم باستغلالهم لأغراض إرهابية وتنفيذ اعتداءات انتحارية". * الى ذلك، تم تشديد الرقابة بمحيط العديد من المساجد حسب ما عاينته "الشروق اليومي" خلال جولة ببعض أحياء العاصمة، وإذا كان مراقبون يدرجون هذه التعزيزات ضمن مراقبة المسيرات العفوية على خلفية مسيرة أول أمس، حيث يخشى استغلال الوضع لتنظيم حركات ذات طابع سياسي، إلا أن مصادر مؤكدة، تفيد أن التجمعات وأماكن التقاء الشباب تخضع للرقابة الأمنية في ظل الترويج لفكرة الجهاد في فلسطين "وإن كان أمرا شرعيا، إلا أنه أمر غير متاح"، وهو ما يجب أن يقتنع به هؤلاء الشباب وألا ينساقوا وراء وعود غير مؤسسة تقودهم الى معاقل الإرهاب كما وقع مع الراغبين في الانضمام للمقاومة العراقية قد يكون أبرزهم أصغر انتحاري المدعو "نبيل بلقاسمي" (أبو مصعب الزرقاوي العاصمي) الذي كان تلميذا مراهقا وتأثر كغيره بما يقع في العراق قبل أن ينتهي في اعتداء انتحاري استهدف ثكنة حرس السواحل بدلس شرق بومرداس.