ساهم الواقع المرير الذي يحياه الفلسطينيون في غزة منذ فرض الحصار عليهم وتأزّم الأمور مع العدوان والقصف الجوي والبري، في إطلاق المواطنين الفلسطينيين للعديد من النوادر والتهكمات على حال العرب وخذلانهم لهم وسط الاكتفاء بتواصل سيل التنديد الشفهي لما يرتكب من مجازر إنسانية فاقت وحشيتها كل التصورات. * يردّد المواطنون الفلسطينيون هذه الأيام نوادر وتهكمات ساخرة من مواقف الدول التي استمر قادتها في »الضحك على ذقون شعوبهم من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى«. ولعلّ ما بادر إليه الفلسطينيون لا يكاد يعدو أمنيات وواقعا تمنوا تحققه على خلفية الوعود والمفرقعات التي يطلقها من حين لآخر بعض من كانوا يعتبرونهم سنداً لهم في المحن والشدائد. * ومن بين ما شاع أن طائرات انتحارية إيرانية تهاجم الموانئ الإسرائيلية وتدمر ميناء »حيفا« و»أشدود« و»إيلات«، وأن الحرس الثوري في إيران أطلق 11000 صاروخ من نوع »شهاب 3« على »تل أبيب« دمرت وزارة الدفاع الإسرائيلية رداً على قتل الأطفال في غزة، وكذا انطلاق 200 طائرة هجومية قطرية من قاعدة السيلية في الدوحة لقصف أهداف في »المجدل« و»كريات شمونة« و»تل أبيب« بقيادة قائد سلاح الشرق حمد بن ثاني. دون علم المكتب التمثيلي التجاري الإسرائيلي في قطر. * ويتردد أيضا أن حسن نصر الله أصدر تعليماته لقوات حزب الله بإطلاق 1000 صاروخ من نوع »هزة أرضية« على »حيفا« وما ما بعد بعد بعد بعد... حيفا... ردا على مجزرة غزة، وأن قرارا صدر بالإمداد الغذائي والوجبات الساخنة تصل إلى كل جنود كتائب القسّام وكل وجبة لا تقل عن ساندويش شاورما وعلبة كولا. * ولم يتوقف التهكم على مواقف العرب خارج فلسطين، بل أن البعض راح يعيب على الفلسطينيين أنفسهم انقسام صفوفهم الداخلية الذي أدى بهم إلى التشتت ورسموا صورا خيالية لانتفاضة قادتهم أوجزوها في أن المبادرة الوطنية الفلسطينية بقيادة مصطفى البرغوثي تعلن عن تشكيل جناحها العسكري تحت اسم »هاجم وإدفع بالدولار، أهم شي تصورني«، و»وجود خلاف بين أبو راس ويونس الأسطل حول قيادة الجيش لتحرير المسجد الأقصى«. * إنها أحلام اليقظة التي صارت تستريح خلفها ضمائر الفلسطينيين لمّا اغتيل الضمير العربي وراء الأنظمة العربية.