قمة بدون عنوان توافد أمس، القادة العرب وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على الكويت لحضور القمة العربية الاقتصادية التي أرادتها الكويت قمة للتضامن مع غزة ولبلورة رؤية اقتصادية شاملة تنتشل البلدان العربية من فقرها وتخلفها. * وتتجه أشغال قمة الكويت إلى التركيز على صندوق إعمار غزة، خاصة بعد قرار إسرائيل وقفها إطلاق النار من جانب واحد، حيث يدفع الكويتيون إلى الخروج من قمتهم بقرارات ملموسة لإعادة بناء ما هدمه العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد ان رفعت قمة الدوحة سقف التضامن مع غزة إلى حيث تبني خطاب المقاومة وتجميد العلاقات مع الكيان الإسرائيلي. * في الوقت نفسه وبينما العرب يحجون الى الكويت للملمة جراحهم والبحث عن سبل إزالة الدمار في غزة واسترجاع اللحمة العربية التي انشطرت نصفين، في هذا الوقت ارتأت مصر ان تفتح منتجع شرم الشيخ للاوربيين من أصدقاء اسرائيل والباحثين لها عن ضمانات حماية عربية كافية من صواريخ المقاومة، على غرار الرئيس الفرنسي الذي أعطى مبارك شرف رئاسة القمة ليطير بعدها مباشرة الى تل أبيب، حيث ينتظر أولمرت قدومه بفاتورة وقف إطلاق النار الذي اعلنه الجيش الاسرائيلي من جانب واحد. * ويحضر قمة شرم الشيخ 6 من الدول الاوربية أغلبها تدفع الى تضييق الخناق على حركة حماس من أجل منع تهريب السلاح، خاصة من انفاق الحدود المصرية، ويتعلق الامر بألمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا، بالاضافة الى تركيا والامين العام للامم المتحدة والرئيس الفلسطيني ابو مازن الذي غاب عن قمة الدوحة بحجة ضغوط مورست ضده. * وعكفت قمة شرم الشيخ امس، في ظاهرها على بحث سبل استرجاع الهدنة الاسرائيلية الفلسطينية والتمكين لاستمرار وقف اطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل من جانب واحد. القراءات التي أحاطت بالقمة وبالنظر الى طبيعة ضيوفها يؤكدون ان الرهان الاساسي الذي يجري تباحثه هو تنفيذ الاتفاقية الامريكية الاسرائيلية المتعلقة بوقف تهريب السلاح نحو فصائل المقاومة بكل الطرق والوسائل، من خلال إرغام مصر على قبول مراقبين دوليين يتحكمون في طول الشريط الحدودي المصري الفلسطيني، ويظهر الخطاب الذي تبنته قمة شرم الشيخ ان الأوربيين يسوقون من خلالها لما يعتبرونه انتصارا لإسرائيل على المقاومة، وحتى إن رفضت مصر صراحة الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي حول شروط منع تهريب السلاح، الا ان مبارك وفر للأوربيين من أصدقاء اسرائيل اجواء التسويق للرؤية الإسرائيلية التي تريد دفن المقاومة وتسليم زمام المبادرة للمطبعين والمستسلمين الذين يجرون خلف الأوهام بمبرر عملية السلام. * من جانب آخر، تريد مصر تجميع قواها ولملمة بعض اوراق القوة قبل القدوم الى قمة الكويت، خاصة بعد قمة الدوحة التي وضعت القاهرة في رواق ضعيف وجعلت عمرو موسى يختفي خلف ثيابه من شدة الاحباط والتيه. * وبغض النظر عن الحسابات التي تؤطر السياسة المصرية، فإن قمة الكويت ومن خلال الحضور المكثف للقادة العرب ينتظر ان تكون عملية وواقعية، خاصة وان 14 رئيسا الذين حضروا قمة الدوحة موجودون في صلب قمة الكويت، ما يبشر بنتائج كبيرة على صعيد إعمار غزة وإزالة الدمار الذي خلفته الالة الاسرائيلية.