دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لأشبال المنتخب الوطني لكرة القدم الذي سيكون أمام مهمة عسيرة عشية الأحد بملعب الدارالبيضاء عندما سينزل ''ضيفا'' على منتخب بوركينا فاسو رائد المجموعة الثانية لحساب المربع الذهبي لكأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 عاما. * * ويجمع المراقبون على ترشيح البوكينابيين لحجز بطاقة التأهل للنهائي على خلفية المستوى الكبير الذي كان قد أظهروه خلال الدور الأول حيث فازوا بمبارياتهم الثلاث فاستحق عن جدارة المركز الأول. * وكان الجزائريون قد أخفقوا في رهان البقاء بملعب زرالدة بعد خسارتهم في موعدهم الثالث ضد غامبيا، حيث بدا واضحا بالمناسبة أن مستوى ''الخضر'' بعيد عن أن يقارع المنافس الذي يعد المرشح الثاني بعد بوركينا فاسو لنيل اللقب.. ومع ذلك، فإن الطاقم الفني الوطني يتمسك بلعب كامل أوراقه الأحد، وهذا بالرغم من اعترافه بصعوبة المهمة.ولعل الذي يرشح رفقاء المتألق شرشار للتطلع لإحداث المفاجأة اليوم أنهم سيلعبون متحررين من كل الضغوط، سيما وأنهم تمكنوا من تحقيق الهدف المسطر قبل انطلاق الدورة وهو اقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال القادم لأول مرة في تاريخ هذا المنتخب، بعد فوزهم في المباراتين الأوليين ضد الكاميرون وغينيا على التوالي، ما يعني ببساطة أنهم سيلعبون متحررين من كل الضغوط، وهو ما سيدفعهم بالتأكيد لتفجير كل طاقاتهم. * وما يبعث للتمسك بخيط الأمل أيضا أمام بوركينافاسو أن الطاقم الفني الوطني بقيادة عثمان إبرير سيسترجع بالمناسبة لاعبيه المعاقبين، بالإضافة إلى أولئك الذين فضل إراحتهم في المباراة السابقة ضد غامبيا من أجل استرجاع أنفاسهم.. * ورغم صعوبة الرهان هذه المرة، خاصة وأن البعض لا يتردد في التشكيك في الأعمار الحقيقية للمنافس البوركينابي مثلما كان الشأن مع الغامبيين، فإن إبرير وأشباله ليس لديهم ما يخسرونه وتحدوهم إرادة كبيرة لتكذيب كل التوقعات. * * عثمان إبرير: الهجوم يقلقني والمنافس لا يملك أي ثغرة * يعترف عثمان إبرير المدرب الوطني لأقل من 17 عاما بصعوبة المهمة التي تنتظر أشباله الأحد ضد بوركينافاسو "من الطبيعي أن يرشح الجميع بوركينافاسو للمرور إلى الدور النهائي، لكن ذلك لا يعني بأننا سنخوض المباراة بذهنية الخاسر مسبقا، لقد حضرنا لهذا الموعد بطريقة جيدة وكل اللاعبين تحذوهم إرادة كبيرة لقلب كل التوقعات رغم أنني أؤكد بأن المنافس أقوى على الورق". * ويتابع إبرير حديثه عن المنافس قائلا "تابعت الخرجات الثلاث السابقة للبوركينابين وصراحة تيقنت بأن الأمر يتعلق بفريق قوي جدا ومتماسك في خطوطه الثلاثة، ما يجعل مهمة قهره صعبة جدا، حيث أننا بحاجة لأن نفجر كل طاقاتنا لتجاوز عقبته، فبالإضافة إلى البنية الجسمانية القوية التي يتمتع بها البوركينابيين، فإنهم يتألقون أيضا بفنيات عالية، ما دفع الكثير لترشيحهم لنيل الكأس". * هذه المعطيات لا تمنع المدرب الوطني بالمقابل من التمسك بخيط الأمل، ولو أنه متيقن بأن لاعبيه مطالبون بتقديم وجه آخر مقارنة بالدور الأول، سيما على مستوى خط الهجوم "الأكيد أننا إذا أردنا مواصلة المغامرة، علينا أن نقوم بعمل أفضل على مستوى خط الهجوم، حيث لا بد من الاعتراف بأننا لم نكن في المستوى من هذا الجانب خلال الدور الأول". * ومهما كان مصير شبان الجزائر في هذه الدورة، فإن عثمان إبرير يذكر بأن "المهم هو مواصلة العمل مع هذا الفريق الشاب لإعداده لحمل المشعل بعد بضع سنوات".