حزب الله في قفص الاتهام مرة أخرى اتفق الفرقاء اللبنانيون في ختام جلسة حوار وطني عقدوها أمس الثلاثاء على عقد الجولة القادمة في الأول من جوان القادم،أي قبل أسبوع من موعد الانتخابات النيابية. * كما أكد المشاركون في الجلسة التي رعاها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "أهمية الالتزام بما تم التوافق عليه في الجلسات السابقة لجهة الابتعاد عما يوتر الأجواء وعلى مواكبة مسيرة الانتخابات، بما يكفل إجراءها بصورة متوازنة في أجواء من الديمقراطية والاستقرار والهدوء". * واتفق المشاركون أيضا على "استكمال البحث في موضوع الإستراتيجية الوطنية الدفاعية، بما يضمن حماية لبنان في مواجهة تهديدات إسرائيل المتمادية خصوصاً من خلال شبكات التجسس التي تم اكتشافها أخيرا". * ويذكر أن القوى الأمنية اكتشفت مؤخرا عدة شبكات تجسس لصالح إسرائيل وأوقفت العديد من أفرادها. ويرفض حزب الله رفضا قاطعا التخلي عن سلاحه الذي يؤكد أنه ضروري لمواجهة إسرائيل، في حين يطالب فريق الرابع عشر من آذار بحصر السلاح بيد الدولة وحدها. وكانت جلسات الحوار قد بدأت في سبتمبر من العام الماضي بعد أزمة سياسية حادة انتهت باتفاق الدوحة الذي أنهى الخلافات العميقة بين الفرقاء اللبنانيين. * ويتعرض حزب الله اللبناني إلى ضغوط داخلية وخارجية قوية مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في شهر جوان المقبل. وتسعى أطراف عديدة إلى الحد من نفوذ هذا الحزب الذي يعتبر رقما مهما في المعادلة اللبنانية من خلال محاولات استغلال بعض المعطيات، في خطوة تشبه ما حدث مع حركة حماس الفلسطينية منذ شهور.. * وفي هذا الإطار، شن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هجوما عنيفا على حزب الله واتهمه في تقرير موجه إلى مجلس الأمن ببث "أجواء من التخويف في لبنان وبزعزعة استقراره مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية"، وهو تاسع تقرير نصف سنوي يرفعه بان كي مون إلى مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1559 الصادر في سبتمبر 2004 والذي دعا إلى "حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها". * واعتبر أن الحزب يحتفظ بقدرة شبه عسكرية مهمة وبترسانة تشكل "تحديا مباشرا لسيادة الدولة اللبنانية وعقبة في وجه المسار الديمقراطي الطبيعي في البلد". كما اتهم بان كي مون في تقريره الذي أثلج صدور الإسرائيليين الحزب اللبناني ب "التدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة"، في إشارة إلى مصر التي دخلت بدورها في حالة صراع شديدة مع هذا الحزب بعد إعلانها عن ما بات يعرف ب "خلية حزب الله" التي قالت أنها كانت تخطط لزعزعة الاستقرار في مصر. وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد أقر بوجود تلك الخلية فوق الأراضي المصرية ولكنه أكد أن مهمتها تركزت في تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ومن جهتها، تساهم الولاياتالمتحدة في تكثيف الضغوط على حزب الله الذي تدرجه ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية في العالم، حيث وجهت إدارة باراك أوباما رسالتها بهذا الخصوص من خلال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي كانت قد زارت بيروت الأحد الماضي ومن هناك أعلنت أنها "ستواصل دعم أصوات الاعتدال في لبنان والمؤسسات الرسمية التي يعملون على بنائها". كما أعربت هيلاري التي زارت بيروت في ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان، عن أملها أن تكون نتائج الانتخابات "الاستمرار في مسار معتدل" وجددت على دعم بلادها للجيش اللبناني الذي تقدم له مساعدة سنوية تخطت كلفته 410 مليون دولار منذ عام 2006 . * وجاءت التحركات الأمريكية باتجاه لبنان بعدما شرعت حليفتها بريطانيا في اتصالات مع حزب الله. *