قرات مقالا للصحفي الصهيوني النشط والكاتب في صحيفة هآرتس الصهيونية جدعون ليفي يتحدث من خلاله عن اخطر قضايا وجود الكيان الصهيوني تلك التي تتمثل في عدم قدرة الكيان الصهيوني بعد اكثر من ستين سنة على قيامه في امكانية صهر الخليط الاجتماعي والثقافي البشري الذي يشكل الكيان الصهيوني في نسيج واحد.. * * * * يقول جدعون ليفي متسائلا :( هل قام لاسرائيل شعب واحد؟ هل نجح أتون الصهر؟ شك كبير. رغم التجند الوطني الكبير، من عبرنة الاسماء، الاكراهي احيانا، وحتى الخدمة في الجيش الاسرائيلي، من حشد المنافي وحتى الاندماج، رغم عدة رموز موحدة، بما في ذلك الحروب وجلعاد شليت، بقيت اسرائيل مجتمع قبلي من المهاجرين، متعدد القوميات، متعدد الطوائف ومتعدد الثقافات، ربما أكثر من أي وقت مضى. فالى جانب الاندماج يوجد ايضا غير قليل من سياقات الانعزال والانطواء، والاحاديث عن الوحدة ليست اكثر من جملة كليشيهات مهترئة. خير أم شر هذا، هيا نعترف بذلك. ) * * نعم فان خمس الدولة العبرية اليوم عربا من المتبقين في فلسطين بعد النكبة واكثر من ثلث الدولة ليسوا يهودا بما يحتويه هذا الثلث من روس مسيحيين يعانون ازمات من العزلة والانطواءالقومي في اماكن من السكنى الانعزالية وفلاشا مسيحيين واحيانا مسلمين هربوا من الجوع في اثيوبيا اضطر كثير منهم الى الهروب والانتحار والمفاسد بعد ان اكتشفوا انهم في دولة الغيتوهات..واليهود الشرقيين في الاطراف ومحيط المدن في حالات انطوائية انعزالية لايمتون الى اليهود الاشكناز الغربيين بصلة رغم مضي عقود من الزمن..والجزر البشرية لتكتلات الاصوليين منعزلة لايدخلها العلمانيون الا كسواح . والمستوطنات ما هي الا ابارتيد جديد لاصلة له بالمجتمع الاسرائيلي حيث لا يلتفت ابناء تل ابيب الى ان يقوموا بزيارة الى أي مستوطنة من تلك التي تضخ فيها الدولة اغراءاتها وامكانياتها فلعلهم يجدون السفر لنيويورك اقرب من رحلتهم الى مستوطنة. * * ولم تنجح مؤسسات الدولة على انجاح عملية الانصهار رغم المناهج والحوافز العديدة يقول جدعون ليفي : (الجيش الاسرائيلي وجهاز التعليم، اللذين يفترض بهما ان يكونا محركين لنمو الاندماج لم ينجحا في التوحيد. الاصوليون والعرب لا يتجندون، وتل ابيب هي الاخرى تتجند اقل، بات يوجد غير قليل من الوحدات العرقية في جيش الشعب. هكذا ايضا في المدارس، التي بعضها فقط مشتركة، وبدلا منها تقوم المزيد فالمزيد من المدارس الانعزالية..شعب واحد؟ بعيد عن ذلك. ) * * اسرائيل او الكيان الصهيوني او الدولة العظمى في الشرق الاوسط كما يقول شمعون بيرس هي اوهى من بيت العنكبوت..وهي تعيش واحدة من اسوا مراحلها على الصعيد الاجتماعي والتماسك السياسي وان كان الاحساس بالخطر الخارجي حيث تروج له وسائل الدعاية الصهيونية قد استطاع ان يؤجل الانفجارات الداخلية الا ان الامور اخذة في التعمق ولم يعد من متسع لاحتمال استدراك مامضى..انه كيان على فوهة بركان ديناميت. *