الحكم دائما في الواجهة يخطئ من يعتقد بأن اليد الحديدية التي لجأ إليها الرئيس الجديد القديم للاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أعادت تنظيم أمور التحكيم الجزائري، لأن الطامة أكبر من أن تجد حلولها بواسطة قرارات عقابية لا يزال الكثير من المتتبعين والعارفين بالشؤون الكروية الجزائرية يشككون في عدالة الكثير منها. * ويدخل ضمن هذا السياق ما يصفه البعض بسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها أعضاء اللجنة المركزية للتحكيم، من خلال الإسراع في توقيف حكام بعينهم لاتهامهم بارتكاب أخطاء واضحة، فيما يسلم حكام آخرون رغم ارتكابهم لأخطاء مشابهة. * قصة بن باقة وبوهني * ولعل خير مثال يمكن سرده عن ذلك ما حدث للحكمين بن باقة وبوهني.. فالأول تم تعليق نشاطه منذ مباراة سعيدة بين المولودية المحلية وشبيبة القبائل، يومها ارتكب بن باقة أخطاء فادحة كلفت المحليين الخسارة، وهو السيناريو نفسه الذي حدث مع اتحاد البليدة التي حرمها بوهني من ضربة جزاء واضحة ضد شبيبة القبائل مكتفيا بالإعلان عن مخالفة على مقربة من منطقة العمليات، ومع ذلك فإن هذا الحكم لم يتعرض لأي أذى من طرف القائمين على شؤون التحكيم الجزائري، حيث يواصل مهامه بصفة طبيعية جدا.. * وما يزيد في توريط المسؤولين التبريرات التي تم تقديمها لتفسير عدم عقوبة بوهني، حيث أكدت ''الفاف'' في هذا السياق بأن إدارة البليدة لم تتقدم بأي احتجاج لدى مصالحها بالشكل الذي يدفع لمعاقبة الحكم بوهني، عذر تنطبق عليه مقولة أنه أقبح من ذنب.. وأكثر من ذلك، فإن بوهني تمت مكافأته من خلال منحه شرف إدارة اللقاء النهائي لكأس الجمهوية أواسط الجمعةالماضي بين وداد تلمسان وشباب بلوزداد. * بن عيسى وخليفي يحالان على التقاعد غير المقنع * هذا التصرف غير المفهوم بتاتا يضاف إلى تصرفات أخرى تبقى غامضة في أعين المراقبين، على غرار ما يحدث مع الحكم بن عيسى الذي لم يتم تعيينه لإدارة أية مباراة منذ أن حكم لقاء مولودية العلمة ضد نصر حسين داي، أو خليفي الذي أحيل على التقاعد غير المعلن على الرغم من صغر سنه لأسباب مبهمة أيضا، حتى أن أطرافا في ''الفاف'' تدخلت لإلغاء قرار تعيينه لإدارة الداربي القسنطيني الأخير بين ''السنافير'' و''الموك'' وتعيين حدادة بدلا منه، في إجراء يعبر صراحة عن أن خليفي لم يعد مرغوبا فيه من طرف البعض في مراكز القرار. * 15 يوما راحة لبنوزة للهروب من الضغط * والظاهر بأن الضغط الكبير الذي يعيشه محيط التحكيم الجزائري منذ فترة قد انعكس سلبا على الحكام أنفسهم، بدليل أن أكثرهم شهرة تأثر نفسيا لتلك الضغوط، على غرار محمد بنوزة الذي تقدم مؤخرا بطلب إعفائه من إدارة أية مباراة لمدة موسمين من أجل السماح له ''بالتنفس'' قليلا بعد أن اقتنع كل الحكام بأن المقصلة أصبحت فوق رؤوسهم.