لوحت المعارضة الموريتانية بالنزول للشارع لإفشال الانتخابات الرئاسية المقررة إجرائها في السادس من جوان 2009 بعد فشل الوسطاء الأفارقة في التوصل لاتفاق بين الأطراف ينهي الصراع القائم بين الطرفين منذ شهور. * وقال رئيس البرلمان الموريتاني وزعيم الأرقاء السابقين مسعود ولد بلخير إن لحظة المواجهة اقتربت وإن المعارضة ستنزل للشارع لإفشال الانتخابات الرئاسية المقررة من طرف واحد وإرغام المؤسسة العسكرية على احترام الدستور المعمول به في البلاد. * وقال ولد بلخير للصحفيين بعيد فشل الوساطة السنغالية المدعومة دوليا "لقد قبلنا بكل الحلول المعقولة لإخراج موريتانيا من أزمة طالت بفعل غياب الشرعية عنها، ولكن الطرف الآخر وتحديدا الجنرال محمد ولد عبد العزيز مصر علي المواجهة، ولم يبق أمامنا من خيار سوى اللجوء للشارع لإرغام الجيش على احترام الدستور". * وزارة الداخلية الموريتانية استبقت مؤتمر المعارضة الموريتانية وأعلنت عن رفضها لأي نزول للشارع قد يلجأ إليه بعض "المشاكسين" متعهدة بقمع التظاهرات الشعبية والتعامل بصرامة القانون مع المحرضين عليها. وقال وزير الداخلية محمد ولد معاوية في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية الموالية للجيش الممسك بزمام الأمور في البلاد منذ تسعة أشهر إن حركة التصحيح (المجلس الأعلى للدولة الحاكم) قبلت بالتظاهر طيلة الشهور الماضية لكن البلاد الآن تعيش أجواء انتخابية وبناء عليه "قررت السلطة حظر التظاهر وعلى الجميع مراعاة ذلك". * وبدوره، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية والرئيس الدوري للجبهة المناوئة للإنقلاب محمد جميل ولد منصور استهزأ بتلك التحذيرات وقال إن الشعب الموريتاني يرفض بقاء الجيش في السلطة، وإن الجبهة عازمة على النزول للشارع ولديها القوة اللازمة لفرض خيارها الديمقراطي وحمل العسكريين على الخروج من السلطة. وقال ولد منصور إن البلاد مفتوحة علي كل الإحتمالات، وإنهم بقدر ما هم راغبون في المصالحة والخروج بالبلاد من الأزمة جاهزون كذلك للمواجهة ولديهم القدرة علي الإستمرار فيها لحين إرجاع الشرعية الدستورية لموريتانيا وإعادة الرئيس المعزول. * غير أن رئيس المجلس العسكري المستقيل ومرشح الرئاسيات محمد ولد عبد العزيز قلل من أهمية مواقف المعارضة قائلا إن الإنتخابات الحالية ستكون المخرج الوحيد من الأزمة وإن هنالك مؤامرة دولية تحاك ضد موريتانيا وبمشاركة اطراف في المعارضة وصفهم بالمفسدين، متعهدا بالوقوف بحزم في وجه تلك المؤامرات وإعادة الإستقرار للبلاد. * وكانت الأطراف السياسية بموريتانيا قد أعلنت عن فشل الوساطة السينغالية بعد أن حاول الوسطاء خلال أسبوعين الضغط على الأطراف للقبول بتسوية تجنب البلاد ويلات المواجهة المرتقبة في الشارع بين أنصار المعارضة والمجلس العسكري الحاكم.