وقع والي العاصمة محمد كبير عدو ومدير عام بلدية مدينة ابوظبي خليفة المزروعي في العاصمة الاماراتية على اتفاقية توأمة بين المدينتين، تهدف الى تبادل الخبرات في قطاعات التخطيط والبناء، ومجالات البنى التحتية، بما فيها شبكات الطرق والجسور والأنفاق، اضافة الى توظيف الخبرات المتبادلة في مجال التطوير الإداري والتكوين الهيكلي للإدارات، ومضاعفة التظاهرات التجارية بين البلدين. * يأتي هذا الاتفاق عقب الاجتماع السابع للجنة المشتركة بين البلدين، والذي عرف ابرام عدة اتفاقيات في عدة قطاعات اقتصادية، تهدف الى دفع اكثر عجلة الاستثمارات الاماراتية في الجزائر. * وينتظر من اتفاق "التوأمة" بين مدينتي الجزائر العاصمة وابوظبي، ان تطلع الادارة الجزائرية على جوانب ريادية ميزت التجربة الاماراتية، فالزائر للمدينة التي اصبحت في مقدمة كبريات مدن الشرق الاوسط، يلحظ تميزها في قطاعات الانشاءات وتطور بنيتها التحتية، وحداثة خدماتها، ما دفع بتطوير السياحة واستقطاب الاستثمارات الاجنبية. * * مدينة تخطط لعام 2030 * اطلقت أبوظبي خطة طويلة المدى سميت ب "رؤية ابو ظبي 2030"، وذلك لترقية وجه المدينة وتنويع اقتصاد الإمارة الى اقتصاد قائم على المعرفة، من خلال تخفيض الاعتماد على قطاع النفط، حيث تمثل عائدات الذهب الاسود حوالي ثلثي الناتج القومي الاجمالي للامارات، كما تمتلك خامس احتياطي للنفط في العالم، ما يشكل عشر هذا الاحتياطي. * وعلى الرغم من أن عائدات النفط توفر نصيبا يفوق 80 الف دولار للفرد الواحد، وهو ثاني أعلى معدل دخل فردي في العالم، فإن الامارة تخطط لخفض مساهمة النفط في ناتجها الى حوالي 40٪ في 2025. * * 200 مليار دولار في خمس سنوات * انطلقت ابو ظبي في تنفيذ مخطط عمراني جديد للمدينة يتوفر على كل البنى التحتية بكلفة 200 مليار دولار على مدى خمس سنوات، اشرف على اعداده اشهر خبراء العالم في هذا القطاع، ويطمح المخطط الجديد الى زيادة قدرة استيعاب المدينة الى 3 ملايين نسمة، بينما يسكن المدينة حاليا حوالي 650 الف نسمة من مجموع 1.6 مليون ساكن في الامارة ككل. * ويشمل المخطط تشييد طرق سريعة وشبكة مترو وسكك حديدية وتهيئة جزر بالكامل، مثل جزر "السعديات"و"الريم" و"الصوة"، وسلسلة فنادق، ومطار، ومجمعات سكنية متكاملة على شكل مدن قائمة بحد ذاتها مثل "مدينة خليفة"، اضافة الى مرافق تجارية، ورياضية مثل حلبة "فورميلا 1". * استقبلت المدينة العام الماضي 1.5 مليون سائح، وتخطط للوصول الى 2.7 مليون سائح في افاق 2012، مع بلوغ هدف 25 الف غرفة فندقية، كما تتميز بحضورها الترويجي، حيث حازت "هيئة ابوظبي للسياحة" على الجائزة الاولى في الترويج السياحي في الشرق الاوسط. * يلتصق الانطباع العام عن اي بلد حسب ما وصلت اليه عاصمته من تطور في العمران والطرق والخدمات والمواصلات، وبهذا الانطباع الذي يوفر تنمية للقاطن ويجتذب الزائر، يمكن ان ترتكز الدول في بناء قطاعات السياحة وتشجيع الاستثمار الاجنبي، وهذا ما نجحت فيه ابوظبي خاصة والامارات عامة. * وما يمكن للجزائر اضافة الى طموحها في تعزيز الاستثمارات القادمة من هذا البلد، هو نقل نجاحات هذا الانموذج في بناء المدن والاقتصاد، لكن التوأمة على الرغم من اهميتها في تبادل خبرات التشييد و"لبس ثوب جديد" ينافس مدن العالم، الا أنها تحتاج الى استكمالها بالأخذ من دروس بناء وتطوير الذهنيات المسيرة للاقتصاد والتنمية والادارة، ولا شك أن سر نجاح ابوظبي انطلق من هنا.