وأوضح المستشار السياسي للرئيس الفرنسي،جان ديفيد لافيت، في رد واضح على مل تداولته وسائل الأعلام الجزائرية والعربية حول يهودية ساركوزي ودعم اللوبي اليهودي له، أن ساركوزي غير يهودي وليس رجل اللوبي اليهودي في فرنسا، وقال" نيكولا ساركوزي مسيحي كاثوليكي وليس رجل أحد، كل هذا مزعج وليس صحيحا، فقد ترعرع في بيئة مسيحية كاثوليكية وعندما لا يضع ربطة عنق تجدونه يحمل صليبا"، مناقضا بذلك السيرة الذاتية المعروفة عن ساركوزي،التي رافقته أثناء ترشحه للرئاسيات الفرنسية والذي اخذ يهوديته من والدته اليهودية ، خاصة وأن إسرائيل واليهود يعتبرون الأم هي المرجع الأساسي للانتماء الى اليهودية، في حين وصفه اليساريون ب "بوش الأصغر "، و"المحافظ الجديد"، نظرا لحمله اعتقادات إيديولوجية غير معتدلة، ومناهضته للمهاجرين ونظرته الدونية تجاههم. وأضاف لافيت الذي يعتبر أحد مهندسي السياسة الخارجية الفرنسية ومنتميا إلى أصول يهودية، "أنني قرأت المقالات العربية التي ثقول أن ساركوزي هو رجل اللوبي اليهودي وأنه يهودي ، ولكن هذا ليس صحيحا"، في إشارة إلى الحملة الإعلامية التي رافقت زيارة ساركوزي إلى الجزائر والتي كادت تتحول إلى أزمة بين الجزائر وباريس، إلى جانب ما يكتب هذه الأيام عشية زيارة مرتقبة له إلى إسرائيل وفلسطين بمناسبة حلول الذكرى المشؤومة لإقامة الدولة الإسرائيلية، مؤكدا على هامش المؤتمر الدولي للدول المانحة المنعقدة بباريس " أنها مناسبة لإزالة سوء الفهم وتحديد موقف الرئيس الفرنسي من القضايا الدولية"، حسبما نقلته أمس جريد "الوطن" السعودية. وذهب المتحدث في توضيحه للأمر، إلى أن ساركوزي له مواقف مخالفة لإستراتيجية إسرائيل في توسيع وجودها وتغيير الجغرافية السكانية، فهو يطالب بوقف الاستيطان وإخلاء الوحدات المقامة المخالفة لمسارات المفاوضات، بما يسمح بالعودة إلى حدود 67، التي طالبت بها الجامعة العربية في قمة بيروت كشرط للتطبيع مع إسرائيل، ووضع رزنامة محددة للمفاوضات تستغرق سنة واحدة تنتهي بالإعلان عن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، مشيرا إلى أن ساركوزي كان من الداعين إلى إرسال قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية. وحاول نزيل الإليزيه، الترويج لنظرة أخرى عن ساركوزي بخصوص نوعية علاقته بواشنطن وإسرائيل، وبما يترك انطباعا باستقلالية خياراته وأدائه ولا يمكن اعتباره مظهرا من مظاهر أداء "الأرانب" في حسابات واشنطن الدولية والغرب المساند لإسرائيل عامة، فذكر ببعض مواقفه المعارضة للسياسة الأمريكية، منها استقباله لأيغو شافيز، والعقيد معمر القذافي بباريس، كما اتصل ثلاث مرات بالرئيس السوري، بشار الأسد، وتحاور مع طهران، وهما على النقيض من تصورات واشنطن وتل أبيب.