حراقة على خشبة بشطارزي/ تصوير: علاء غانم علي وحنيش رضوان وإسلام بوعامر ويوسف دنداني وحميد تواتي.. خمسة شبان جزائريون قرروا ركوب زورق الموت، هربا من شبح الفقر، وقساوة الحياة التي ظلّت تطاردهم، وتقتل كل أمنية جميلة بداخلهم. * قدر هؤلاء الشباب حال دون إقبالهم على"الحرڤة"، فصدفة اختار أحدهم مشاهدة عرض مسرحي لجمعية رشيد ميموني ببودواو المعروفة تحت اسم "كونسارتو". ووقع اختياره حينها على مسرحية "البيلدوزر"، التي أعجب بها كثيرا، وجاءته صدفة فكرة تقديم عرض مسرحي رفقة أصدقائه وإيصال معاناتهم عبر خشبة المسرح، وفعلا اتصل هؤلاء مع مخرج العرض سيد أحمد دراوي واقترحوا عليه مساعدتهم في تقديم عرض يعنى بطاهرة "الحرڤة". * وعلى الرغم من أن التجربة كانت جديدة عليهم إلا أنهم أرادوا أن يعيشوا ويصنعوا شيئا لأنفسهم ويظهروا قدراتهم، خاصة وأنهم سيقدموا شيئا عاشوه بالفعل. * وفعلا عاش أول أمس جمهور قاعة حاج عمر بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي أوقاتا جميلة وصادقة، صدق قضية أولئك الشباب، عندما قرروا ترك أرض الوطن والاتجاه إلى إسبانيا، خاصة بعد أن ركب صديقهم "الرامول" البحر. * طلب صاحب القارب ما قيمته 40 مليون سنتيم. وعليه اضطر الشباب إلى تأسيس فرقة غنائية لإحياء الأعراس حتى يجمعوا القيمة المطلوبة. وذاع صيتهم حتى دعاهم رجل غني مكّن أجره من أن يُكملوا المبلغ. وفي اليوم الذي قرروا الإبحار فيه انتشر خبر العثور على جثة "الرامول" صديقهم بعد أن ألقت به المياه على أحد الشواطئ الإسبانية وتطّلب التعرف على هويته شهرا كاملا. كما احتار والده وشقيقته في تدبير مبلغ إعادة جثته إلى أرض الوطن. وقرر الشباب التبرع بالمبلغ. * أسدل الستار على عرض هاوي بإخراج وديكور بسيطين ولكن صدق الأداء والقصة أعطيا العمل بعدا إنسانيا وخلقا تجاوبا تلقائيا. * "الرامول" من تأليف تايب محمد ناصر وإخراج دراوي سيد أحمد. وهو ثاني عمل له بعد "البيلدوزر" الذي نال جائزة العنقود الذهبي وتوّج منذ أربعة أشهر كأحسن إخراج بمهرجان المسيلة.