تشييع ضحايا الاعتداء الهمجي/ صورة: الشروق نقلت مصادر مؤكدة ل"الشروق اليومي"، أن الإعتداء الإرهابي الذي استهدف قافلة تابعة لأفراد الدرك الوطني بولاية برج بوعريرج، خلف قتيلين من المدنيين وهما حارس بمؤسسة عقابية بولاية باتنة تم اغتياله بعد الكشف عن هويته إضافة الى سائق الشاحنة المقطورة من الوزن الثقيل الذي تم استخدامها لغلق الطريق وعرقلة وصول التعزيزات الأمنية. * وأصيب 16 مدنيا في هذا الإعتداء الإجرامي منهم امرأة بجروح متفاوتة، حيث خلف صدمة كبيرة وسط سكان ولاية برج بوعريرج ومستعملي الطريق الوطني رقم 5 ، على خلفية أن المنطقة لم تشهد أي اعتداء إرهابي في عز الأزمة الأمنية، ويعود تاريخ آخر حاجز مزيف على مستوى هذا الطريق الى أواخر سنة 1995 من تنفيذ أتباع "الجيا" تحت إمرة جمال زيتوني. * وتنسب هذه العملية الإرهابية الى جماعة الشرق في التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو أحمد جبري المكنى "أبو خيثمة" الذي عين حديثا ولجأ الى التصعيد في العمليات الإرهابية بولايات سكيكدة، تبسة وجيجل حيث قام بحرقهم والتنكيل بجثثهم. * اعتداء البرج هو الأعنف من حيث الحصيلة منذ عدة شهور على اعتبار أن أكبر حصيلة كانت تسجل في الاعتداءات الانتحارية، ويؤكد متتبعون للشأن الأمني ل"الشروق اليومي"، أن الإعتداء تم التخطيط له منذ أكثر من شهر بعد رصد تحركات رجال الدرك الذين كانوا يقومون بمرافقة العمال الصينيين في أوقات محددة ويسلكون نفس الطريق، كما أنه لم تسجل تحركات إرهابية مؤخرا أو لم ترتكب اعتداءات ارهابية في هذه المنطقة منذ سنوات مما ساد الإعتقاد أنها ليست منطقة نشاط إرهابي وهو ما استغلته الجماعات الإرهابية التي كانت تسعى لتحقيق الصدى الإعلامي من خلال هذه العملية التي جندت لها عددا كبيرا من الإرهابيين مدججين بأسلحة حربية ثقيلة، إضافة الى جمع الأسلحة وهو ما يعد مؤشرا الى التخطيط لاعتداءات مماثلة والسطو. * ويكون "أبو خيثمة" قد عاد الى معاقل "الجيا" السابقة التي لم يسجل بها أي نشاط ارهابي منذ زوال التنظيم الإرهابي، وتركز نشاط التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال على ولايات تبسةوسكيكدة وجيجل وخنشلة وباتنة وزحف مؤخرا الى ولاية قسنطينة. * وتوضع 3سيناريوهات لهذا الإعتداء، حيث لا يستبعد أن يكون الإرهابيون قد تمركزوا في جبل "مزيطة" وهو منطقة غابية مكثفة ويطل على الطريق الوطني رقم 5، ومقابل دائرة المنصورة ويمتد على علو 700 متر باتجاه المعاضيد حيث يمكن رصد تحركات رجال الدرك، أما السيناريو الثاني فيحتمل أنهم كانوا متواجدين بمرتفعات جبل البيبان الأقرب الى قاعدة الحياة التي يقيم بها الصينيون، ويمكنهم بسهولة رصد تحركات قافلة الدرك أثناء الذهاب والإياب. ثالثا، يرجح أيضا أن الإرهابيين قدموا من جبل "الجراليل" على خلفية أنه توجد بها مغارات تعود الى العهد الإستعماري، ولا يستبعد أن يكون الإرهابيون قد تحصنوا بها أياما قبل تنفيذ الإعتداء. * وتؤكد هذه المعطيات معلومات وفرتها التحقيقات الأولية حول فرار منفذي العملية في اتجاهات مختلفة، كما تؤكد معلومات بحوزة "الشروق اليومي"، أن الإرهابيين ينتمون للعديد من السرايا التي تنشط بالبويرة وبجاية تم تجنيدها في هذا الإعتداء الإرهابي. * وتم اعتماد نفس الأسلوب الذي استخدمه منفذو اغتيال 8 من عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية وإطارين في قطاع التربية بتيمزيرت، ويؤكد السطو على أسلحة الضحايا وبذلهم، أن الإرهابيين اليوم بعد تجفيف منابع التمويل بالمواد المتفجرة، تحولوا الى توفير السلاح في إطار استراتيجية جديدة خاصة وأن قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) فقدت شبكات الدعم بالسلاح من منطقة الساحل الإفريقي بعد إعدام الرهينة البريطانية وانخراط السلطات المالية في حملة مكافحة الإرهاب وقطع الطريق على أتباع درودكال في المنطقة خاصة شمال مالي.