التشكيلي العالمي: حمزة بونوة "الأساطير السمراء" مشروع ضخم للتشكيلي الجزائري حمزة بونوة، كان من المفترض أن تحتضنه فيلا عبد اللطيف بداية من شهر أفريل الفارط ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر. * * وعكس ما أعلنت عنه خليدة تومي في عديد المناسبات بأن المشروع قائم ويحضر له بشكل عادي، فإن الفنان حمزة بونوة يعلن في حوار خص به "الشروق" عن انسحابه من المشروع متهما مصطفى أوريف، مدير الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، بوضع العراقيل في طريقه مخالفا بذلك رغبة الوزيرة التي دعت إلى إنجاز المشروع وأعطت تعليمات بدعمه. * * * * "الأساطير السمراء" مشروع كان من المفروض أن يوّقع به حمزة بونوة مشاركته في المهرجان الثقافي الإفريقي حسب تصريح الوزيرة..إلى أين وصلت الترتيبات؟ * أنا لست غنيمة، أوريف مصطفى اختار شخصا من فرنسا ليشتغل بفيلا عبد اللطيف بدلا عني، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يصّر أوريف على التعامل مع الفرنسيين؟ ومن خلال الجواب على هذا السؤال نفهم سر تردّده في التعامل مع فنان مثلي، يدافع بكل ما يملك عن الثقافة العربية، والدليل على ذلك أن كل مشاريعه في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية كانت فاشلة بشهادة الجميع. * * * هل يمكنك أن توضّح لي أكثر؟ * مادام مصطفى أوريف على رأس الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي فلن ألبي أي دعوة أوعرض سواء من الإدارة أو مسؤولي الثقافة في الجزائر مع احترامي الكامل لوزيرة الثقافة التي أكن لها ولكل إطارات وزارة الثقافة كل الاحترام والتقدير، إلا إذا كانت الدعوة من الوزيرة شخصيا وخارجة عن نطاق وكالة مصطفى أوريف. * * * يفهم من ذلك أنك تراجعت عن مشروع "الأساطير السمراء" الذي كنت ستنجزه بفيلا عبد اللطيف؟ * توقفت عن إنجاز المشروع نهائيا مادام هناك أشخاص في الجزائر يُصّفون حساباتهم بهذه الطريقة الوسخة كما فعل معي مصطفى أوريف. * * * إذن الأمر يتعلق بالسؤال نفسه الذي طرحته "الشروق" على الوزيرة في منتدى التلفزيون والفاكس "السحري" الذي نزل فجأة على الزميلة صورية بوعمامة.. هل يمكن أن تشرح لنا حيثيات القضية؟ * الفاكس كان مجرد تذكير للوزيرة بوعدها واستدراجها إلى توضيح المشكل الذي وقع، والوزيرة لما أجابت على السؤال كانت تجهل حيثيات الموضوع * وحتى الزميلة صورية لم تفهم الأمر لأنها هي الأخرى تفاجأت بما يحصل. * * * هل يمكن أن تطلعنا على تفاصيل المشروع؟ * التقيت وزيرة الثقافة في جانفي الماضي على هامش تظاهرة لمؤسسة البابطين الشعرية أقيمت بسفارة الجزائر في الكويت، وقالت لي:"عندنا مهرجان ثقافي إفريقي كبير ويجب أن نراك"، ولما عدت إلى الجزائر في 15 جانفي استقبلتني واقترحت عليها مشروع "الأساطير السمراء"، وهو عبارة عن عمل كان سيجمعني بالفنان السوداني عبد القادر بخيت الذي انسحب لظروف صحية، فاضطررت تعويضه بطالبين من الكونغو والجزائر في المدرسة العليا للفنون الجميلة، وافقت الوزيرة وعرضت علي العمل بفيلا عبد اللطيف ووعدتني بتوفير كل الوسائل ثم طلبت مني التنسيق مع مصطفى أوريف، مدير الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، ومن هنا بدأت المشاكل. * * * هل نفهم من هذا أن أوريف خالف رغبة الوزيرة؟ * بدأ مصطفى أوريف يلعب معي لعبة القط والفأر، أطلبه في الهاتف وأبعث له برسائل فلا يرد، وعندما ألح عليه يعطيني موعدا ثم يتركني أنتظر دون أن يأتي، وفي كل مرة أتصل بمكتبه يقال لي بأنه غائب أو مسافر، كنت قلقا جدا أردت أن أخبره بأنني حضرت كل ما يلزم وأريد فيلا عبد اللطيف ابتداء من شهر أفريل لأبدأ في إنجاز المشروع، وفي الأخير لم يجد حجة سوى كون ميزانية المهرجان لم تصرف، واستمر الأمر هكذا لمدة ثلاثة أشهر، قررت بعدها السفر إلى أمريكا، لأنني لم أكن أستطيع التنازل عن التزاماتي أكثر من هذا، وتخليت عن المشروع كله..الغريب أن أخبارا وصلتني بعدها تتحدث عن اتهام أوريف لي بالفرار والتخلي عن العمل.. وكأنه لم يفعل شيئا. * * * ولما لم تتصل وقتها بالوزيرة لتخبرها حقيقة ما يجري؟ * التقيت وزيرة الثقافة وسألتني عن المشروع وأجبتها بأنني لم أجتمع بأوريف بعد، وللتاريخ فإن خليدة تومي لم تكن تعلم بما يجري حولها لأنها ببساطة لا يمكن أن تشرف على كل شيء وحدها فهي كلفت أشخاصا ليقوموا بذلك، لكنهم لم يكونوا أهلا للثقة التي منحتهم إياها للأسف. والوزيرة بعظمة لسانها قالت "حمزة حاضر دائما لما تدعوه الجزائر" وهذا شرف عظيم لي وشهادة غالية أعتز بها من امرأة أكن لها كل الاحترام. * * * مادامت علاقتك طيبة إلى هذا الحد مع الوزيرة فلما وقف أوريف في طريقك؟ * كان أوريف يشتغل بمعرض "إسما" في رياض الفتح، ولما كنت طالبا كنت أقوم بعرض بعض اللوحات هناك، لكنني قررت السفر بعدها إلى الخارج، وعدت إلى الجزائر في 2006 بمشروعين عرضتهما على وزيرة الثقافة لأشارك بهما في فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، وكنت متأكدا بأنهما سيحققان مكسبا للجزائر، التقيت آنذاك بلمين بشيشي، الذي كان محافظا للتظاهرة، والذي استقبلني بمكتبه، قدمت له ولوزيرة الثقافة نسخة من المشروعين ونسخة أخرى قدمها لوزيرة الثقافة. * * وماذا بعد؟ * بعدها شاءت الأقدار أن يتسّلم مصطفى أوريف رئاسة الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي وألغي المشروعان، وعوضهما بمعرض"الفنانين العرب" اكتراه من معهد العالم العربي بباريس بما لا يقل عن 35 مليارا بينما كان سيكلفها المشروعين الذين قدمتهما حوالي مليار و700 مليون سنتيم فقط. وعرضوا علي بعدها تنظيم معرض شخصي بمتحف الفنون الحديثة وألغوا المشروعين السابقين فقررت الاشتغال على معرض "ماما"، الذي أعجب به الجمهور * ووزيرة الثقافة، لكن كواليس العمل كانت موجعة جدا بالنظر إلى الإهانة التي تلقيتها من المدعو مصطفى أورين الذي سمح لنفسه بإهانتي في بلدي عندما قال لي: "اذهب واعرض أعمالك بعيدا وفي مكان آخر". * * * وكيف تصرفت بعدها؟ * سافرت بعدها إلى الخارج وقمت بعرض لوحات "ماما" بالكويت وأبو ظبي ودبي بمساهمة هيأة أبوظبي وباسم السنة الثقافية بالجزائر وكنت فخورا جدا ولوحاتي الفنية التي بلغ عددها 87 لوحة اقتنيت بشكل غير مسبوق تحت شعار"ما أنتجته سنة الثقافة العربية بالجزائر"، والغريب في كل هذا أنه لم تقتن ولو لوحة واحدة من معرض"ماما" لصالح الجزائر التي موّلتها وأشرفت عليها.