حالة من الغضب والهستيريا حلت يوم أمس، ببلدية بوقطب في ولاية البيض عقب عملية الاقتحام الجماعية التي قام بها حوالي 60 موالا من ولايات مجاورة للمحميات الرعوية الممنوعة، وقد حذر عدد من موالي بوقطب من عواقب سكوت الجهات الوصية على عملية الإقتحام التي قام بها موالون من ولاية الجلفة ل 12 ألف هكتار من محمية السدرة، كما عبروا عن تفاجئهم من قيام أحد الموالين القادمين من ولاية الجلفة بوضع 3000 رأس غنم في منطقة استأجرها غيره، ما أدى إلى حدوث ملاسنات لدرجة أن أحد الموالين شبّه مقدماتها "ببريان الثانية" كون أن بعضهم يمتلك قطعة سلاح. * * مخاوف من انفلات الوضع بوجود موالين مسلحين * * وتأتي هذه التطورات بعد الهجوم الكاسح الذي قام به أكثر من 60 موالا من ولايات الجلفة، المسيلة والاغواط تسللوا من تراب ولاية النعامة تجاه محمية الغراسة السهبية الرعوية التابعة للعامة للامتيازات الفلاحية (GCA) الواقعة ببلدية توسمولين والمقدرة مساحتها ب10 ألاف هكتار، والتي منعتها ذات المصالح على موالي المنطقة منذ 3 سنوات قبل أن يقتحموها ثانية بحجة أن غيرهم اغتصبها. * وحسب مصادر موثوقة، فإن أكثر من 100 ألف رأس غنم حطت رحالها بمحمية توسمولين المذكورة، ما سيؤدي حتما، حسب بعض المهندسين، إلى القضاء النهائي على النباتات العلفية، كونها مخالفة للمقاييس التقنية والقانونية للكراء والمتمثلة في احتساب 4 مواشي لكل هكتار، إلى جانب نصب ما يفوق 100 خيمة بصفة غير شرعية داخل محيط محمي. * اللجنة المشتركة برئاسة مصالح الفلاحة والمتكونة من الدرك، و"جيسيا" السهوب، اضافة الى المنتخبين وممثلي مصلحة الغابات عجزت عن إخراج مغتصبي المحميات، علما أن أكثرهم لا يحوزون بطاقات هوية وبعضهم رفض حتى مجرد التحدث لأعضاء اللجنة، في حين تنقل آخرون من بلدية توسمولين صوب شبيكة واد كورية الواقعة بتراب بلدية الكاف لحمر كخطوة ثانية للتوسع ومحاولة الاستيلاء على ما تبقى من محميات دائرة بوقطب، بل وصلت درجة تحدي موالي الولايات المذكورة إلى رفض حتى مجرد اقتراح كراء المحميات بطريقة قانونية بعد صدور قرار مستعجل لفتح المحمية كحل يمكنه أن يخفف من حجم الكارثة والتي من شأنها أن تعيد كل مجهودات الدولة التي التهمت الملايير للقضاء على التصحر ووقف زحف الرمال إلى نقطة الصفر. * من جهة أخرى، علمت الشروق اليومي من مصدر موثوق بأن مصالح العامة للامتيازات الفلاحية سارعت إلى تحريك دعوى قضائية مستعجلة ضدّ 50 موالا من 4 ولايات أكثرهم مجهولو الهوية بتهمة الرعي غير الشرعي والإقامة غير الشرعية داخل محيطات محمية، في حين بادر عدد من الموالين "السائرون في طريق الانقراض" وعدد من مواطني البلديات المذكورة إلى جمع التوقيعات لمطالبة وزير الفلاحة بالتدخل السريع قبل انفلات الأمور، خصوصا بعدما بقي عدد من نواب الولاية ومنتخبيها يتفرجون، وصدور تصريحات غير مؤكدة بأن قطيع إحدى الولايات المذكورة تابع لشخصيات نافذة في السلطة، وأن عددا كبيرا منها مصاب بأمراض معدية خطيرة سجلت المصالح المعنية بشأنها 56 إصابة جديدة بمرض "البريسيلوز" عند الماشية وأكثر من 50 إصابة عند الإنسان.