رضا بابوش بعد أن ترك الجميع على أعصابه، جدد المدافع الدولي للعميد رضا بابوش عقده مع أصحاب الزي الأخضر والأحمر في منتصف الأسبوع الماضي.. * * على الرغم من أنه لم يتحصل لحد الآن على سنتيم واحد، في الوقت الذي عرضت عليه فرق أخرى منها وفاق سطيف واتحاد عنابة ضعف ما عرضته عليه الإدارة العاصمية مع التزامهما بمنحه مستحقاته فور توقيعه على عقده، ما يدفع الكثير للتساؤل عن سر تفضيل اللاعب للمولودية في وقت لم يعد من هم للاعبين الجزائريين سوى الجري وراء الأموال. * لغز حاولنا فك خيوطه عندما اقتربنا من اللاعب في مطار فرانكفورت، حيث توقف الوفد العاصمي قبل التوجه إلى بولونيا، فكانت الفرصة مواتية أيضا للحديث معه عن المنتخب الوطني. * * * كنت آخر من جدّد عقده مع المولودية، لماذا كل هذا التماطل؟ * تعلمون أنني لم أكمل الموسم مثل بقية زملائي، بسبب التزاماتي مع المنتخب الوطني، وعليه كنت بحاجة إلى بعض الوقت من الراحة لاسترجاع أنفاسي، ففضلت هكذا تأخير الفصل في مستقبلي بعد العودة من العطلة. * * * لكنك هددت بعد عودتك من العطلة بمغادرة العميد، ما الذي حدث بالضبط كي تعدل عن قرارك؟ * كل الذي حدث أن المسيّرين وبعد اتفاقي معهم على كل شيء في أول لقاء جمعني بهم منذ عودتي إلى العاصمة، لم يعاودوا الاتصال بي، وكأن شيئا لم يحدث، صحيح أنهم كانوا منشغلين بالجمعية العامة، لكن ذلك لا يبرر سلوكهم، خصوصا وأن فترة التنقلات كانت ستتوقف الأربعاء الماضي. لا أخفي عليكم أنني قلقت كثيرا، حيث خشيت أن أجد نفسي بدون فريق وأنا الذي كنت قد رفضت عروضا بالجملة، أهم وأكبر من العرض الذي قدمته لي إدارة المولودية. * * * وما الذي حدث بعد ذلك؟ * اتصل بي محمد جواد ونصحني بعدم التسرع، فعملت بنصيحته، ليتبعه الرئيس عمروس الذي التقيته وسلمني صكا ماليا واعدا إياي بصرفه في ظرف قصير، لكن الذي حدث أن الموعد الذي قدم لي وبقية المسيرين لصرفه مرّ من دون أن يتدعم رصيد الفريق بالسيولة اللازمة، وهو الذي أقلقني صراحة. * * * كيف كان رد فعلك؟ * قبل التنقل إلى بولونيا، تحدثت مع المسيّرين مجددا ووعدوني هذه المرة بأن أستلم كل مستحقاتي بعد نهاية التربص، سأرى هذه المرة إن كانوا سيوفون بوّدهم أم لا، لأنه في حالة أي مفاجأة غير سارة، قد أجد نفسي مجبرا على التصرف بطريقة أخرى، قد تصل إلى حد مقاطعة الفريق وليحدث ما يحدث، مع التأكيد بأنني لست هنا بصدد القيام بأية مساومة فمن طبعي أنني لا أحب مثل هذه الأمور. * * * لنتحدث عن مولودية الموسم القادم، كيف تراها وأنت الذي كنت آخر الملتحقين بالتدريبات؟ * صراحة، وجدت مجموعة تكاد تكون مغايرة لتلك التي كانت لدينا الموسم الماضي حيث أن ما يميزها بالدرجة الأولى عنصر الشباب، وهو ما يزيد بالتأكيد في حجم المسؤولية التي ستكون ملقاة على عاتقي وبعض اللاعبين القدامى من أمثال بوقاش وكوليبالي. أظن أن تشبيب الفريق أمر جيد، لكن يجب أن نعترف بأن المهمة ستكون صعبة أمام هؤلاء اللاعبين، سيما إذا ما استقبلنا منافسينا بملعب 5 جويلية، الذي يتطلب لاعبين من ذوي الخبرة للتعامل مع ميدانه الواسع وضغط جمهوره العريض. * ما لاحظته أيضا هو أن الجو السائد بين اللاعبين عائلي، حيث اندمج الجدد بسرعة كبيرة في التشكيلة وما زالت بعض المظاهر السلبية خلال التدريبات، حيث أصبح اللاعبون يعملون أكثر مما يتكلمون وهو ما أسعدني كثيرا. * * * قلت منذ قليل بأنك تلقيت عروضا مغرية من فرق أخرى ومع ذلك جددت في المولودية بنصف ما تلقيته، هل هذا حبا في فريقك أم لأمور أخرى؟ * صدقوني إن قلت لكم أن وفاق سطيف مثلا عرض علي مليار وسبعمائة مليون سنتيم، أما اتحاد عنابة فاقترح علي مليار وثلاث مئة مليون، ربما أي لاعب في مكاني وفي وقتنا هذا كان سيسرع للإمضاء لأحد هذين الفريقين، لكنني فضلت الإستقرار وفكرت أكثر في مستقبلي مع المنتخب الوطني، حيث أن تغيير الأجواء كان سيضر بي لما يتطلب الأمر من وقت كبير للتأقلم، في الوقت الذي لن ينتظرك المدرب الوطني. * * * وهل هذه الحسابات أيضا هي التي دفعتك للتراجع عن التنقل للعب في البطولة التركية؟ * هي من بين الأسباب وليست السبب الوحيد، حيث كنت قد استخرجت تأشيرة دخول التراب التركي (يفتح لنا جوازسفره) وكنت على وشك الانضمام إلى غالاتسراي أو سيفا سبور، وكلاهما ينشط في الدرجة الأولى التركية، لكنني غيرت رأيي في آخر لحظة بعد أن ارتابني الشك، وبعد أن خشيت من أن تتحول مغامرتي هناك إلى كابوس وأفقد كل شيء، سيما وأنني لم أتلق كل الضمانات لإمضاء عقدي فور وصولي إلى عين المكان، في الوقت الذي كانت فيه الآجال الأولى لوقف التحويلات في الجزائر تقترب بخطى عملاقة. * * * * لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني الذي أصبح على ما يبدو يشغل كل اهتمامك، كيف تتصور بقية مشواره في التصفيات المؤهلة إلى كأسي إفريقيا والعالم؟ * أظن أن الجميع متفق معي إذا قلت بأنه لم يسبق للمنتخب الوطني منذ وقت طويل وأن أتيحت له مثل هذه الفرصة للتأهل إلى المونديال، حيث أن تأشيرة جنوب إفريقيا بين أيدينا وإذا فرطنا فيها فلنذهب جميعا إلى الجحيم. أقول هذا على الرغم من الفوز الأخير لمصر على رواندا، وهو الفوز الذي لم يغير شيئا حسب اعتقادي في حظوظنا التي تبقى كبيرة لتحقيق الهدف ما دام أننا نحن الذين عدنا نتحكم في مصيرنا. * * * نظن أنك لن تحلم بأكثر من المشاركة في المونديال قبل أن تضع حدا لمشوارك الكروي.. * هذا صحيح، سيما وأن عمري الآن ثلاثون عاما ولم يبق لي إلا بضع سنوات أقضيها في الملاعب، وبما أنني نلت ثقة المدرب الوطني الذي أصبح يستدعيني منذ بضعة أشهر، فسأعمل جاهدا للتمسك بمكاني في التشكيلة الوطنية، لأن حلمي بالاشتراك في المونديال الذي فتح لنا ذراعين كبيرتين بدأ يكبر.