أخلط النائب الدرزي وليد جنبلاط مجددا أوراق اللعبة السياسية في لبنان بعد تلميحه إلى طلاق محتمل مع قوى الرابع عشر من أذار التي تستحوذ على الأغلبية النيابية التي يعد تيار المستقبل لصاحبه سعد الحريري من أبرز أقطابها. * و رغم أنه لم يفصل بعد بشكل رسمي في ما إذا كان سيفك ارتباطه مع قوى 14 أذار التي أمضى معها أربع سنوات، إلا أن تصريحات وليد جنبلاط مساء الأحد والتي قال فيها أن "تحالفه مع قوى 14 آذار كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر"، أثارت مخاوف حلفائه السابقين بالنظر إلى الانعكاسات التي قد تلحق بهم وعلى رأسها إمكانية فقدانهم ل11 صوتا نيابيا، وهو ما سيؤثر على الحكومة المقبلة التي يستعد سعد الحريري إلى تشكيلها. وفي هذا الإطار سارع رفقاء الحريري إلى إصدار بيان تجنبوا فيه ذكر جنبلاط بالاسم وقالوا أنهم مؤمنين "بحق أي فريق سياسي أن يختار الموقع الذي يناسبه.." * أما المعارضة التي يعد حزب الله أحد أقطابها الرئيسيين فقد شعرت بارتياح كبير نتيجة الموقف الذي أبداه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" بدليل أن نبيه بري، رئيس المجلس النيابي ورئيس حركة أمل في نفس الوقت أكد أن "مسألة الثلث الضامن لم تعد ذات شأن لأن وزراء جنبلاط الثلاثة لن يُحسبوا ضمن قوى الأكثرية بعد اليوم". واعتبر بري أن الزعيم الدرزي "هو وحده 10 والباقون هم 4"، في إشارة إلى فريق الرابع عشر من أذار. * ولكن، مع ذلك لا يعرف ما إذا كان الرجل سينضم إلى تحالف قوى المعارضة أم أنه سيعمل على تكوين جبهة سياسية وسطية أم أنه سيعمل على التقرب من توجه الرئيس ميشال سليمان.. وبالإضافة إلى إعلانه إمكانية فك تحالفه مع قوى 14 أذار، فاجأ وليد جنبلاط المراقبين بتغيير موقفه من سوريا التي تدعم المعارضة اللبنانية والتي كان هو نفسه قد شن عليها هجوما عنيفا بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، بل إنه كان على رأس الذين اتهموهما بالوقوف وراء الاغتيال. فقد دعا جنبلاط في الكلمة التي ألقاها لدى افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه إلى ضرورة إقامة علاقات مميزة مع هذه الدولة، معتبرا أن "عهد الوصاية السورية ولى والجيش السوري انسحب فكفانا بكاء على الأطلال". * ويرى مراقبون أن ما أقدم عليه هذا السياسي اللبناني ليس جديدا ويدخل في إطار عاداته المعهودة، حيث يقوم دائما بتغيير مواقعه وتموضعه كلما شعر بالحاجة إلى ذلك. فهو قد بات يدرك أن تغيرات تحدث من حوله، وعليه أن يسايرها ومنها على سبيل المثال أن سوريا لم تعد هي العدو لأنها تتقارب مع السعودية ومع الغرب.