الولايات المتحدة في ورطة بأفغانستان حذرت الأممالمتحدة من أعمال عنف قد تندلع في أفغانستان مع إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية المتوقع خلال بضعة أسابيع. وفي تقريره الفصلي حول أفغانستان، قال بان كي مون، الأمين العام للمنظمة الأممية أمس إن "درجة المخالفات الانتخابية المفترضة تسببت بتوترات سياسية كبيرة تثير مخاوف من عودة أعمال العنف حين يتم إعلان نتائج الانتخابات". واعترف بان كي مون بحدوث عمليات "تزوير خطيرة"، لكنه أرجعها في الدرجة الأولى إلى عدم التمكن من الوصول إلى مناطق في البلاد جراء النزاع المستمر. * * ووفق نتائج أولية، تقدم الرئيس المنتهية ولايته حامد قرضاي في الانتخابات بعدما حاز 54,6 في المائة من الأصوات، في مقابل 27,8 في المائة لمنافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله. لكن هذه النتائج لن تكون نهائية إلا بعد إنجاز عمليات تحقيق في حصول تزوير. وقد يؤدي إلغاء قسم من هذه الأصوات إلى تدني نسبة نجاح قرضاي إلى ما دون خمسين في المائة، ما يجبره على مواجهة عبد الله في دورة انتخابية ثانية. وعلى صعيد الوضع العام في هذا البلد، فشلت كل الاستراتيجيات التي وضعتها إدارة باراك أوباما وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في التصدي لحركة طالبان التي استعادت قوتها بشهادة الخبراء الغربيين. وقد ارتفعت الخسائر في صفوف القوات الدولية المتواجدة في هذا البلد وبلغت مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة. وتفيد الإحصائيات الرسمية أن 370 جندي بينهم 218 أمريكي لقوا مصرعهم في أفغانستان هذا العام مقابل 294 جندي قتلوا العام الماضي. وقد منيت خطط الرئيس الأمريكي بالفشل في هذا البلد المسلم ويجري البحث حاليا في خطة بديلة لم تتضح معالمها بعد، لكن المسؤولين الأمريكيين يشيرون إلى إمكانية اعتماد هذه الخطة أو الإستراتيجية على خيارات جديدة في التعامل مع تحدي طالبان والقاعدة. ويبدو أن إدارة أوباما غير متحمسة لمسألة إرسال المزيد من القوات إلى هذا البلد مثلما يطالب بذلك قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال والذي كان قد حذر مؤخرا في تقرير من إمكانية فشل المهمة في أفغانستان إذا لم يتم إرسال تعزيزات إضافية. فقد وزير الدفاع روبرت غيتس أن طلب من هذا النوع لن يقدم إلى الرئيس باراك أوباما قبل انتهاء المحادثات حول الإستراتيجية الجديدة التي يجري بحثها. وجاء هذا التصريح من روبرت غيتس بعد لقاء سري جمع الجمعة كل من رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الاميرال مايكل مولن و الجنرال ستانلي ماكريستال. ويطالب هذا الأخير بإرسال ما بين 10 آلاف و40 ألف جندي إضافي. مع العلم أن واشنطن تنشر حوالي 62 ألف جندي في أفغانستان إلى جانب 38 ألف جندي من دول حليفة.