تعرف قضية الطلبة المتمردين على قرار وزارة التعليم العالي بفصل الإناث عن الذكور بالإقامات الجامعية على مستوى ولاية بومرداس تطورات خطيرة، بعد سلسلة الإحتجاجات والشغب الذي باشره بعض الطلبة الرافضين للقرار الأخير. * * فبعد قيامهم بمحاولات متكررة لإقتحام إقامة الإناث ببومرداس، وشلّهم لعملية تسجيل زملائهم الطلبة، قام هؤلاء الطلبة مساء أول أمس بإقتحام الإقامة، حاملين معهم عصي وقضبان حديدية، حيث قاموا بتخريب بعض هياكل وممتلكات الإقامة، قبل أن يواصلوا سيرهم نحو غرف الطالبات، ما جعل أعوان الأمن القليلون يتدخلون في ظلّ إكتفاء عناصر الأمن الولائي بمراقبة الأوضاع عن بعد. وقد حاول أعوان أمن الإقامة منع تقدم هؤلاء الطلبة، من خلال غلق الأبواب بمعية الطالبات اللواتي رفضن تصرف زملائهنّ جملة وتفصيلا، ما تسبب في إشتباك حاد بين أعوان الأمن والطلبة المقتحمون، حيث أصيب اثنان منهم بجروح متفاوتة، أحدهما يوجد في حالة خطيرة بالمستشفى. وكانت الأمور لتتطور نحو أوضاع أسوء لولا التحاق أعوان أمن الإقامات الأخرى، الذين تمكنوا من فرض السيطرة على هذا الإقتحام "الهوليودي". * اعتداء المقتحمون على أعوان أمن الإقامة، وتطالوهم على زميلتهنّ جعل العديد من الطالبات يرفعن دعوى قضائية ضدّهم، خاصة بعد التهديد الذي تلقينه من المقتحمين، في حين جاء موقف الجامعة ومديرية الخدمات الجامعية والمنظمات الطلابية سريعا، حيث استنكروا الحادثة فيما فتح تحقيقا في ملابسات الحادث. * سلسلة الإحتجاجات تكررت بعد إقدام نفس الطلبة ليلة أول أمس على غلق الطريق المحاذي لكلية العلوم، مانعين حركة المرور، دون تدخل ملموس لأية جهة أمنية، قبل أن يتراجع الطلبة بصورة إرادية، ليقوموا صبيحة أمس بغلق كلية العلوم ببومرداس، مانعين الطلبة من الإلتحاق بصفوفهم، غير أن الطلبة هذه المرة قاموا بذلك تحت حجة اعتداء أعوان الأمن عليهم أول أمس، وهي الواقعة التي كان ضحيتها عناصر الأمن الجامعي بعدما أصيب عنصرين منهما بجروح أحدهما في حالة خطيرة. * يشار إلى أن قرار فصل الطالبات عن الطلبة بالإقامات الجامعية، والصادر مؤخرا عن رئيس الجمهورية شخصيا، لقي صدرا رحبا لدى جلّ الإقامات والطلبة عبر الوطن، باستثناء شرذمة من مقيمي بومرداس، الذين رفضوا القرار جملة وتفصيلا "لغاية في نفس يعقوب".