أبو تريكة وهو ساجد أخذت المواجهة المرتقبة بين الجزائر ومصر كل الاتجاهات والألوان في المدة الأخيرة من سياسة إلى ثقافة إلى تاريخ وحتى إلى الدين، رغم أن الأمر يعني فريقين ينتميان لدولتين إسلاميتين.. * وعاد الحديث بقوة عن المتشددين في البلدين، حيث معروف تاريخيا أن الإخوان المسلمين في مصر يستهجنون المبالغة في الفرح بسبب مباراة كرة ويعتبرون جر الحكومة الشعب نحو مباريات الكرة هو من أجل تخذيره.. كما يشجب المتشددون في الجزائر ممارسة الكرة ومنحها كل هذا الاهتمام وبلغ بجماعة درودكال الإرهابية أن كفّرت كل الذين فرحوا في سهرة السابع من جوان بعد فوز الجزائر أمام مصر، ومنتظر أن نتابع خلال اللقاء القادم في 14 نوفمبر طقوس دينية بدأ الكثير من العلماء الكبار في شجبها وتم تجديد فتاوي منع إقحام الدين وتحريم أيضا السجود في الملاعب، كما أقرّ بذلك مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي قال في حوار سابق لجريدة الأنباء الكويتية أن سجود الشكر لا يكون إلا في حالة تجدد النعمة أو دفع النقمة.. ورأى أن الكرة وتسجيل هدف في مرمى المنافس لا يقع أبدا ضمن هذا الإطار.. كما اعتبر محمد بن يحيى النجيمي عضو المجمع الفقهي أن سجود الشكر لا يكون إلا لجلب النفع أو دفع الضرر.. والفوز في عالم الكرة ليس نعمة أو خير للأمة الإسلامية. ويخشى المصريون في مواعيد الكرة الكبرى دائما من رد فعل الإسلاميين، حيث سبق لزعيم الإخ * وان المسلمين الأسبق الراحل عمر تلمسان أن انتقد بشدة الاحتفالات الصاخبة التي هزت القاهرة في 17 مارس 1984 عندما فاز المنتخب المصري بهدف أمام الجزائر وتأهل لدورة لوس أنجلس الأولمبية بالولايات المتحدة.. ورغم أن اللاعب أبو تريكة يحبه الجميع بما فيهم رجال الدين الذين اقترحوا أن يطلق عليه لقب "الشيخ"، إلا أن تساؤلات عديدة عادت بقوة لتطرح حول سجوده فقط عندما يسجل أهدافا حاسمة، بينما يغيب سجوده إذا لم تحقق أهدافه النتيجة التي يبغيها، حيث سجل هدفا في الجزائر، ولكنه لم يسجد للنعمة كما فعل عندما سجل هدفين حاسمين ضد رواندا، وهو ما جعل الانتقاد يصب في كون الشكر لله يجب أن يكون في كل الحالات، وليس في النصر فقط.. وقال الناقد المصري حسن مستكاوي أن الإيمان هو علاقة فرد بربه ولا يجب ربطها بعالم الكرة بذات الطريقة التي برزت فيها قبل مواجهة 14 نوفمبر.