جرائم الجماعة السلفية لا تنتهي نزلت الشروق أول أمس الجمعة ضيفة على سكان دوار سيدي علي موسى ببلدية سوق الاثنين بدائرة معاتقة بولاية تيزي وزو، من أجل الوقوف على أثار الجريمة التي سقطت على سكان الدوار بعد اغتيال الضحايا السبع الذين راحوا غدرا في العملية الإرهابية الجبانة المرتكبة على مستوى الطريق الولائي رقم 147 الرابط بين معاتقة ومشطراس وبالمكان المسمى «إيغيل أومنشار». * * ملامح الغضب والاستنكار قرأتها الشروق على وجوه المواطنين الذين لاقيناهم بعين المكان، خصوصا وأن العملية تعد الثانية التي تستهدف مواطني القرية منذ ظهور الإرهاب، ففي سنة 1996 استهدف الإرهابيون أبناء القرية انتقاما منهم لأنهم رفعوا السلاح ضدهم آنذاك وتم اغتيال تسعة مواطنين في حاجز أمني مزيف، بمدخل القرية دخلنا لمنزل أول ضحية وهو المدعو (السبع سعيد) 61 سنة متزوج ورب عائلة مكونة من 15 فردا، التقينا بابنه »حميد« ذو ال 20 ربيعا رفع عينيه للسماء وقال »ربي وكيلهم خدعونا فيه، كان أبي يقوم بالتحضيرات لنقل العائلة إلى سكن جديد لكن القدر شاء أن يكون القبر سكنه الأخير«، ثاني ضحية وقفنا على عائلته هو المدعو »رابحي أعمر« 52 سنة متزوج ورب عائلة مكونة من تسعة أطفال، أفراد العائلة عبروا لنا عن مدى استيائهم من عدم استفادتهم من الرعاية النفسية اللازمة، ابن الضحية وهو شاب في العشرينات اختار أن يتدخل قائلا »أنا أعرف أن بلادنا فيها إرهابيون ومجرمون دمويون وأعرف أيضا أن المواطن البسيط كحال أبي هو دائما الضحية، وما أريده هو كشف القناع عن منفذي هذه المجزرة«، ثالث ضحية وقفنا على عائلته هو المدعو (عريبي عمر) 56 سنة، متزوج ورب عائلة مكونة من 8 أطفال، ابنه المدعو * مصطفى شاب في الثلاثينات من العمر لم يكن له سوى أن يوكل حاله لله قائلا «نوكل عليهم ربي ... »، الضحية الرابعة هو المدعو (قدور صادق) 42 سنة متزوج ورب عائلة مكونة من أربعة أطفال، زوجته المدعوة »زيان فاطمة«، انفجرت بكاء، وأخبرتنا أن زوجها قدم من حياته قرابة 19 سنة في ميدان مكافحة الإرهاب، وكان يمضي أغلب أوقاته في غابات المنطقة، ودعت محدثتنا من الله أن يسلط على مرتكبي هذه المجزرة عذابه ونقمته، واصفة إياهم بالجبناء وعديمي الرجولة لأنهم لم تكن لديهم جرأة مقابلة الضحايا وجها لوجه، كما تقدمت بنداء من الدولة للتدخل لحماية العائلة والثأر من منفذي هذه الجريمة، آخر منزل وصلنا له في زيارتنا هو للمدعو (تاخربوشت أحمد) 60 سنة متزوج ورب عائلة مكونة من 8 أطفال، »كمال« فرد من العائلة قال بأنه ما يزال يشعر بوجود الضحايا على الرغم من وفاتهم، رفع يديه للدعاء وطلب من الله أن يرحمهم ويمنحهم درجة الشهداء، لأنهم وقفوا وتصدوا للإرهاب من أجل »النيف« وواصلوا على ذلك إلى غاية وفاتهم، ولضيق الوقت أمامنا لم يتسن لنا الوصول إلى منازل الضحيتين الباقيتين كل من المدعو أونادي أعمر والمدعو «شعوادي رمضان»، وتوجهنا إلى ساحة الدوار وعدنا أدراجنا بعد الصلاة على الضحايا والشروع في مراسيم الدفن.