جميلة بوحيرد أبناء الاستقلال كلهم أبنائي وأشكرهم على تضامنهم التاريخي معي في حياتي لم أطبّل على بلاطوهات التلفزيونات من أجل المناصب خرجت جميلة بوحيرد عن صمت الكلمة بعد الضجة الإعلامية التي أحدثتها رسالة طلب المساعدة إلى الهيئات الرسمية في الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية معلنة أن لها كل الحق في أن تعالج من طرف السلطات في الجزائر، وأنها لا تخشى أحدا في السلطات حتى الموت صارت متعوّدة على إنذاراته. * * وأضافت بوحيرد في ذات المكالمة "الموت صار صديقي وقد زارني ثلاث مرات في الثورة، وأنا لا أخشاه اليوم وقد بلغت من العمر ما بلغت"، وقالت رمز المرأة في الثورة الجزائرية بلهجة يخنقها الدمع ترد بها على من لاموها على خرجتها غير المتوقعة "خمسون سنة من الصمت تكفي". * وفي معرض تبريرها لطلب المساعدة من الهيئات الرسمية قالت بوحيرد "أنا بنت ناس شبعانين" تعبيرا منها عن عدم طمعها في منصب أو مال لتكتنزه، وأضافت"نحن ناس نستحي لم نطلب المساعدة من قبل لولا أن المرض تمكّن مني ولم نطبّل فوق بلاطوهات التلفزيون لنحظى بالمناصب ولم نسرق أو نخون". * وقالت ملهمة الشاعر نزار قباني أنها رفضت أمس استقبال العديد من الناس ممن أرادوا أن يطمئنوا عليها ويقدموا لها يد العون لأن بيتها ضيّق، وبالكاد اتسع لأصدقاء الكفاح ورفاقها ممن تأسفوا كثيرا لما آل إليه رمز من رموز الثورة الجزائرية، وأبدت شكرها وامتنانها لمحبيها من أبناء الشعب الجزائري، قائلة للجميع "أبناء الاستقلال أبنائي وشكرا لهم على عرض مساعداتهم ". * أما عن الأسباب التي دفعتها للخروج عن صمتها بعد سنوات من الصوم قالت المجاهدة جميلة "سنوات من المرض وعمليات جراحية صعبة، وأمراض مختلفة ونصح الأخصائيين لي أن انتقل إلى الخارج، كلّ ذلك دفع بي أن أطلب المساعدة من السلطات الجزائرية". وتفصّلت بوحيرد في الأمراض التي تعاني منها بالضبط "انسداد في أوعية القلب، جراحة على مستوى الأذن، إضافة إلى جراحة على الغدة الدرقية". * وذكرت في اتصال هاتفي معها أن عروض المساعدات قد تلقتها من كل الجهات بالوطن وخارج الوطن، وكذا هيئات رسمية ووزارات وعلى رأسها وزارة الدفاع الوطني، مع شخصيات رسمية ومجاهدين وزملاء الكفاح الذين لم يتألموا لوضع المجاهدة بقدر ما تألموا لعرض طلب المساعدة على صفحات الجرائد. * كما تلقت الجريدة مباردات اتصال من مؤسسات مالية على رأسها بنك البركة الذي بحث عن عنوان المجاهدة وكيفية الاتصال السريع بها من أجل إيصال المساعدة إليها.