الأمين العام لمؤسسة "القدس" الدولية في منتدى الشروق الجدار الفولاذي المصري سجن لحماس وعقاب لسكان غزة ولن يرى النور ناشد أمس الأمين العام لمؤسسة "القدس" الدولية الحكومات العربية الاهتمام بما يحدث للأقصى الشريف من تهويد، وأن هناك تقصيرا كبيرا جدا على المستوى الرسمي العربي، فيما يبقى التفاعل الشعبي دون المستوى المطلوب، رغم أن معظم الدعم الذي تتلقاه المؤسسة يأتي من الشعوب وليس من الحكومات، ونحن هنا في الجزائر من أجل متابعة المشاريع التي أطلقتها الحكومة الجزائرية لنصرة الأقصى. * وقال المتحدث إن الدعم الذي حققته المؤسسة في الجزائر كان نتيجة جهود شعبية، لأن الوعود التي تمت على المستوى الشعبي في الجزائر أنجزت، وهو ما جسدته وعود رابطة رجال الأعمال الجزائريين من أجل القدس، حيث التزمت ببناء مركز أعمال ببلدية بئر مراد رايس، يتكون من 7 طوابق، على أن يتم وقفه إلى القدس الشريف، حيث يتم تأجيره مقابل 3 ملايين دولار. * وفي نفس السياق يقول الأمين العام، الدكتور العدلوني، يجب السعي إلى لقاء وزير الشؤون الدينية والأوقاف، لمتابعة وعود الحكومة الجزائرية التي لم تر النور إلى حد الساعة، وهي الوعود التي أطلقتها الحكومة أثناء انعقاد المؤتمر الخامس بالجزائر، سنة 2007، حيث طرحت المؤسسة مشاريعها بالقدس، أين تعهدت الحكومة الجزائرية بإنشاء وقف رسمي يعود ريعه إلى المشاريع المؤسسة بالقدس، بقيمة مالية تتجاوز 10 ملايين دولار، وهو المشروع الذي لم ير النور إلى حد الساعة، ونحن اليوم في الجزائر من أجل متابعة هذا المشروع ومعرفة لماذا تأخر الانطلاق فيه طيلة هذه المدة الزمنية التي قاربت ثلاث سنوات..!؟ * وحول كيفية ضمان وصول هذه المساعدات إلى المقدسيين في ظل الحصار الإسرائيلي، كون أن إسرائيل تعتبر مؤسسة القدس منظمة محظورة، وعليه تحظر على الفلسطينيين التعامل معها، خاصة سكان الأراضي المحتلة سنة 48 من منطلق الغلق المالي للمؤسسة الذي يمكن أن يساهم فيه سكان الأرضي المحتلة سنة 48، "لكننا - يقول محدثنا - نأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى ونحاول أن نجد الصيغة التي تصل بها الدعم إلى القدس وإلى كل من هو في القدس، ووجبت مساعدته سواء كان نصرانيا أم مسلما من حركة "حماس" أم من "فتح: أم من أي جبهة، إذا لم تكن هذه التبرعات مقصودة وموجهة إلى جهة بعينها كان يوجهها صاحبها إلى قطاع الصحة أو التعليم أو التربية أو إلى الأيتام، هنا يجب الالتزام بطلب المتبرع. للتذكير فإن احتياجات مدينة القدس السنوية لا تتجاوز 600 مليون دولار، بناء على احتياجات المؤسسات الأهلية والخيرية والاجتماعية والتعليمية والصحية في القدس ونحاول معرفة متطلباتهم خلال سنة، لكن ما يصل منها سوى 50 مليون دولار، في حين أن المبلغ الذي يصرفه الاحتلال الإسرائيلي على شرقي القدس فقط، يتجاوز 1.5 مليار دولار." * * الأنفاق بالآلاف وبأعماق تفوق 30 مترا ولن ينفع معها الجدار * الجدار الفولاذي المصري عقاب ل"حماس" ولن يرى النور * * قال الأمين العام لمؤسسة "القدس" الذي نزل ضيفا على منتدى الشروق إن الجدار الفولاذي الذي أعلنت مصر إقامته على الحدود مع قطاع غزة هو عقاب لحركة "حماس" على مواقفها، ومن أجل القضاء على الأنفاق التي أنجزتها الحركة والمقاومة الفلسطينية في القطاع، وهو الجدار الذي تنوي مصر إقامته على طول 10 كيلومتر وعمق 30 مترا تحت الأرض، وعدة أمتار فوق الارض، هو مجرد كلام أكثر منه واقع، لأن الأنفاق التي أقامتها الحركة يتجاوز عمقها الثلاثين مترا، وهي بالآلاف. * مصر لها قصة مع غزة، ومع التيار الإسلامي و"حماس" والقضية الفلسطينية، فهي تعتبر نفسها المحتكر الوحيد للتعامل مع القضية الفلسطينية، فما حدث في غزة بعد العدوان الأخير من صمود وقوة أربك المصريين، كون ما حدث كان على حدودهم الشرقية، من طرف أشخاص يحسبون على التيار الإسلامي، وهو التيار الذي يرفض النظام المصري التعامل معه، لذا كان هذا الجدار الحديدي الذي تتكلم عنه مصر. * ويضيف ضيف المنتدى: "الشعب الفلسطيني محاصر من جميع الجهات، فلم تعد تعني له هذه الجدران إلا الصمود، وتدفعه إلى إيجاد السبل الداخلية المحلية من أجل تلبية احتياجاته، فكل وسائل المقاومة تصنع محليا، وإن سياسة التضييق تزيده قوة وتدفعه إلى الاتكال على نفسه، فلم يعد للشعب الفلسطيني جنوبا، فهو يفتش تفتيشا دقيقا على الحدود الأردنية، وعلى الحدود المصرية، وفي مطار "اللد" عند مغادرة الأراضي المحتلة، ومن هنا فإن الحديث على التفاوض مع إسرائيل عين العبث، والحديث عن الدولة الفلسطينية كلام فارغ، لأن الذي يحكم في الضفة ويرسم السياسات، وينسق مع الإسرائيليين هو الجنرال الأمريكي كيث دايتن، فهو الذي يطبق خارطة الطريق التي ثارت لأجلها حركة "حماس"، وحسمت الأمر في غزة، والنتيجة كانت الحرب الأخيرة على غزة، التي فشلت، وها هي مصر تعلن المرحلة الثانية للعملية". * * حفروا 28 نفقا في إطار مخطط تهويدي كبير يمتد إلى 2020 * اليهود بنوا مدينة تحت المسجد الأقصى لممارسة طقوسهم * * عدّد الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية مجموعة من التحديات التي يواجهها الأقصى في ظل تفرج الرأي العام الدولي والتي تنتهك يوما بعد يوم الأراضي المقدسة، مسلّطا الضوء على خطورة الحفريات والأنفاق التي متّنت القوات الصهيوينة من بناء مدينة تحت الأنفاق تمارس بها الطقوس اليهودية، واعدا بفضح كل هذه التجاوزات في تقرير المؤسسة السنوي الذي سيصدر قريبا. * وذكر الدكتور محمد أكرم العدلوني أن القدس يعاني من مخطط تهويدي كبير جدا لإنشاء القدس الكبير ومداه الزمني 2020، ويقوم هذا المخطط على أساس تحقيق التمييز الديموغرافي السكاني على الوجود العربي الفلسطيني المقدسي، من أجل القيام بإجراءات التطهير العرقي، والتي يطبقون في سبيلها التهجير القسري بإخلاء المنازل من سكانها بحي شيخ جراح، حي سلوان، وهي الأماكن الكبيرة التي بسكنها المقدسيون. * وقال أنه تم حتى الآن إصدار 20 ألف إخطار يهدّد الفلسطينيين بالقدس ليخلوا منازلهم بحجج كثيرة كانتهاء رخصهم، أو أن البيت ملك ليهودي أو أن به تشققات وغير مطابق للشروط.. إلى غير ذلك من الحجج التي يتم بها تجريد المقدسيين من بيوتهم لتؤول إلى اليهود. * وقد توصلوا بهذه الطرق إلى إخلاء 200 إلى 300 منزل بالقوّة وتحديدا بالمدينة القديمة، وحدّد الدكتور العدلوني عدد الحفريات ب28 حفرية ونفق من الجهات الأربع التي تحيط بالمسجد الأقصى المبارك. * وتفضّل الدكتور في شرح خطورة هذه الحفريات التي لا يعلم بها إلا سكان المنطقة، بأن 11 حفرية مست المنطقة الجنوبية وبها أطول نفق يسمى طريق الهوردياني يمتد من حي سلوان شمالا إلى السور من الجهة الجنوبية الغربية، وهو يربط المستوطنات ليسهل دخولهم عبر النفق إلى ساحة الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم، ليكون مباشرة تحت قبة الصخرة وهناك منطقة تسمى قدس القداس يتداولونها في مقدساتهم، كاشفا أن نهاية مخططاتهم ترمي إلى إزالة قبة الصخرة ووضع هيكل سليمان. * وتحدث الدكتور عن خطورة هذا النفق أنه بارتفاع 10 أمتار ويكفي لدخول شاحنتين بجنب بعض، أي أنه يمكن المحتل الصهيوني من تهديم كل ما في ساحة المسجد الأقصى في ظرف قياسي، موضحا أن المسجد الأقصى هو كل ما داخل السور من قبة الصخرة إلى مسجد صلاح الدين "المسجد القبلي" وكل باحة المسجد و15 بابا من كل الجهات يتربع على مساحة 144 ألف متر مربع، عكس ما يعتقده الكثيرون أنه قبة الصخرة المذهبة وحسب. * كما أشار من خلال شروحاته في المنتدى على خارطة للأقصى الشريف أنه توجد شبكة أخرى من الأنفاق بالجهة الغربية الهدف منها تغيير جغرافية المكان والسيطرة على حائط البراق المعروف عند اليهود بحائط المبكى وكذا التمكن من أوقاف المغاربة. * وانشؤوا أيضا مدينة يهودية تحت الأنفاق تضم 61 كنيسا تقام فيها الطقوس والعبادات اليهودية، ومطمحهم البعيد هو بناء كنيس قبته مرتفعة جدا وضخمة لتغطي قبة الصخرة المذهبة، واعتبر الأنفاق أحد أهم التحديات التي اكتملت من كل الجهات. * وسلّط محدثنا الضوء على أخطر خرق قام به الصهاينة في أرض الأقصى وهو إزالة مقبرة "أمان الله" بالجهة الشرقية التي بها 5 آلاف قبر صحابي، قاموا بتجريفها جميعا وحوّلوا المقبرة إلى حديقة وربطوها بساحة المسجد الأقصى عن طريق المصاعد الهوائية لتسهيل تنقل المستوطنين إلى أي مكان يبغونه بالأقصى. * وختم العدلوني مسلسل التجاوزات والتحديات التي تواجه المقدسيين بالاقتحامات المستمرة، حيث رصد منها في تقرير المؤسسة أزيد من 40 اقتحاما على يد جهات أمنية، جمعيات يمينية متطرّفة، ناهيك عن محاولات التدخل في شؤون الأقصى عن طريق الإعمار، وأعمال الصيانة بمختلف المباني إلى درجة منع المقدسيين من زرع الشجار بساحة الأقصى طالما أنه صار تحت سلطتهم. * * الصراع بين فتح وحماس اثر على بعض أعمالنا الخيرية * قال ضيف "الشروق" أن مؤسستهم بعيدة عن دائرة تشابك الفصائل، معلّلا: "نحن مقاومة مدنية لكنّنا لسنا ضدّ المفاوضات، بشرط أن تكون على أسس عادلة وسليمة". * واعترف من زاوية أخرى أن الصراع بين حركتي "فتح" و"حماس" بفلسطين أثر على بعض أعمال المؤسسة، ضاربا مثلا بملتقى تم التحضير له في نوفمبر 2007 جمعت فيه كل الأطياف السياسية، إلى أن يتفاجأوا باتصال من رئيس حركة فتح محمود عبّاس يخاطبهم "أتمنى أن لا يتحوّل هذا المؤتمر لجمع التبرعات لدعم الإرهاب"، وبعدها تمّ تحذير أعضاء المؤسسة من المضي في هذا الملتقى. * وأضاف الدكتور العدلوني أنهم لم يأخذوا التحذير مأخذ الجدّ إلى أن تم رفض السلطات التركية قبول إقامة الملتقى على أراضيها وبحثوا في الأسباب ليتبين بعدها على لسان وزير الخارجية التركي أن نظيره الفلسطيني حينها لقّنه تعليمات بمنع إجراء الملتقى، وتباحث أعضاء المؤسسة مع الخارجية التركية خلفية هذا القرار واحتضنت تركيا الملتقى بمشاركة 5 آلاف مشارك، وتمخّض عن "إعلان اسطنبول لنصرة القدس"، وعلّق العدلوني أن وفد حركة "فتح" كان أكثر الوفود شغبا. * * على الهامش * عدد النصارى في القدس يتناقص سنويا نتيجة السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير الجميع من أجل تهويد القدس، فعدد النصارى كان يمثل 20 بالمائة من سكان المدينة سنة 67، أما اليوم فهو في حدود 2 بالمائة فقط وفي المستقبل لا أحد يعرف. * اتصل أمير دولة قطر في أمسية خيرية وتبرعات على الهواء، مباشرة على الخط وتبرع بمبلغ 3 مليون دولار، لكن للأسف تأخر استلام المبلغ بعد 7 أشهر من وعد الأمير، نتيجة البيروقراطية الإدارية.