كنّا ننتظر من الزملاء في الوطن أن يغلقوا ملف الحملة الشعواء التي خاضوها ضد الشروق، باعتذار صريح عن الأخطاء المهنية الفادحة التي وقعوا فيها والتي سيسجلها التاريخ لجريدة لطالما تغّنت بالمهنية والإحترافية، وطالما زايدت على الآخرين باحترام الرأي الآخر والدفاع عنه باستماتة، * خاصة عندما يكتب رئيس تحريرها وصحفيوها معتمدين على مدوّنة ليس لها أصلا ولم نجد حتى من يتبناها، ثم يقولون إن رد المطابع لم يكن مقنعا!! ولسنا ندري الطريقة التي نقنع بها زملاءنا في "الوطن" بأنهم أساؤوا لأنفسهم وللصحافة الجزائرية، وسنوا سنة قبيحة في الساحة الإعلامية، عندما اخترقوا أخلاقيات المهنة التي يمارسونها ويزايدون على الناس في ممارستها.. * * لا يمكن تسمية المأزق الذي وضعت جريدة "الوطن" نفسها وصحفييها فيه سوى بالفضيحة بأدق تفاصيلها، ذلك أن "الرفاق" الذين كتبوا والذين حرّضوا والذين صفقوا لهذه المهزلة (والحمد لله أنهم قلة حتى داخل "الوطن" ذاتها)، كل هؤلاء تآمروا منذ البداية بطريقة غبيّة ليس فيها أدنى درجات الذكاء حتى لا نقول المهنية، فالذي ينقل أرقام فلكية منسوبة للمطابع ثم تفحمه هذه المطابع بالرد والتكذيب وينسب أخباره وافتراءاته لمدونة لم نجد حتى من له شجاعة تبنّيها، ثم يرفض نشر الردود كما ينص على ذلك القانون، لا يمكن أن يوصف إلا بأحد أمرين: * * - إما أنه غبي إلى درجة البله والسفه. * * - أو أنه متآمر مأجور أو مدفوع ويحارب بالوكالة عن جهات وأطراف تزعجها الشروق ولا تحب الخير لهذا الوطن، ومصروّن نحن في الشروق على معرفتها، حتى نعرف خصومنا الحقيقيين بدلا من عرائس الشمع التي تتراقص أمامنا.. * * نقول هذا الكلام، لأننا وقفنا متأسفين على النوايا الخبيثة للحملة التي شنّتها "الوطن" ضد "الشروق"، وأثبتت كل الوقائع والتفاصيل التي رافقتها نيّة مبيتة الغرض منها الإساءة والتشهير بجريدة أصبحت مفخرة لكل الجزائريين، ولصحفيين قهروا الظروف وصنعوا المعجزة وتحدوا الصعاب وغامروا حتى بحياتهم من أجل أقلامهم، ولأن سنن الله عادلة فإن مصيرهم كان النجاح ويكفي أنهم أقنعوا مليوني جزائري بزيارة الأكشاك يوميا، في بلد كنا نعتقد أن مواطنيه لا يقرؤون لكننا اكتشفنا أنهم يقرؤون عندما يجدون ما يستحق أن يُقرأ.. * * لا ننكر أننا كنا معجبين بتجربة الزميلة "الوطن" بحكم الخبرة والتجربة لكن مستواها الذي انحدرت إليه في افترائها ضد "الشروق" واختراقها لأبسط أبجديات وأخلاقيات المهنة جعلنا نقول على مذهب أبي حنيفة "آن للشروق أن تمد رجليها". * * ما يؤلمنا في الموضوع، ليس حجم الإفتراءات ولا تفاصيلها لأننا قادرون على استرجاع حقنا. والقوة التي صنعت نجاحات الشروق قادرة على حمايتها والدفاع عنها بكل الطرق.. ولكن الذي يؤسفنا هو انهيار أخلاقيات المهنة لدى شركاء كنّا نحسبهم خزّانا من الخبرة والمصداقية بحكم السبق والتجربة، لكن اكتشفنا حجم الغش والنفاق وكم الشعارات الجوفاء التي سمعناها وعشناها طيلة عقدين من الزمن، وهو ما يجعلنا نفكر جديا في التأسيس لنخبة إعلامية جديدة يقودها جيل إعلامي جديد متحرّر من العقد اللغوية والسياسية والإديولوجية وقادر على تجاوز كل هذه الحواجز من أجل حماية وإثراء التجربة الإعلامية في الجزائر.