تصوير يونس أوبعيش كل شيء مرتب وكل شيء في مكانه مثلما هو الرجل المناسب في المكان المناسب وأنت تدخل المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات بعد 42 سنة من تأسيسها تتغير الوجوه ويتخرج سنويا قلة قليلة من الأدمغة الجزائرية النابغة في الكيماء والإعلام الآلي والهندسة لكن الوفاء للوطن والإخلاص له لا يتغير مهما تعاقبت السنين. * الساعة الثامنة والنصف تدخل " الشروق" أسوار المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات كان في استقبالنا عدد من الضباط والإطارت، كما كان الجو هادئ بدا كل شيء مرتب حتى أنه يخيّل لك أن خطوات الطلبة ممن كانوا يتجوّلون داخل المدرسة كانت محسوبة ومدروسة. * وجهتنا الأولى كانت قاعة السينما .. القاعة التي يعرض فيها عدد من الأفلام والأشرطة الوثائقية لطلبة المدرسة العسكرية، فكان أن حضرنا عرض شريط مصوّر عن المدرسة رفقة قائد المدرسة العميد محمد نجيب عمارة إلى جانب عدد من الإطارات الأخرى ليعود بنا الشريط سنوات إلى الوراء تاريخ تأسيسها، وكيف ساهم كل من الرئيس الراحل هواري بومدين في تخرج إحدى الدفعات إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم كان وزيرا للشباب والرياضية في الحقبة البومدينية، وعرض الشريط بدقة كبيرة مراحل تطور المدرسة وإنجازاتها طيلة 42 سنة من وجودها. * لتكون وجهتنا الثانية زيارة هياكل مركز التوثيق هذا المركز الضخم الذي يحتوي على عدد من الهياكل الفرعية على غرار جناح الإعلام الآلي، المكتبة، وقاعة الأرشيف، حيث يرأس مركز التوثيق العقيد "م . نور الدين" الذي قدم لنا شرحا عن كل مصلحة، حيث طاف بنا على أجنحة المركز، ولعل أبرز ما في مركز التوثيق المكتبة التي تضم أزيد من 50 ألف كتاب، بالإضافة إلى مصلحة الأرشيف، حيث يتم حفظ كل الوثائق والمعلومات حتى منها ما يرد في الصحافة الوطنية، بالإضافة إلى وثائق الجريدة الرسمية، وكل الكتب الموجودة داخل المكتبة مرقمنة إلكترونيا. * وكانت جهتنا الثالثة زيارة وحدات التعليم والبحث وتنقسم إلى وحدة التصميم والصناعة الميكانيكية، حيث اطلعنا على معدات تعود للحقبة الإستعمارية مازال يحتفظ بها إلى جانب تحديثها بآخر المعدات الحديثة من أجل تمكين الطلبة من بحوثهم. * ثم وحدة الكيمياء والتي تضم أربع وحدات حيث تصادف وجودنا وبعض عمال صيدال ممن كانوا يتربصون على أيدي أساتذة ودكاترة المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات، بالإضافة إلى وحدة الإعلام الآلي والآلية والميكانيك التطبيقية، هنا حيث اطلعنا واكتشفنا "روبوهات" صنعها طلبة جزائريون بالمدرسة معتمدين على أرقى وأحدث تقنيات الإعلام الآلي. * من دون أن ننسى تربع المدرسة على وحدات رياضية كبرى على غرار ملعب لكرة القدم مجهز بأجود أنواع العشب الإصطناعي وميدان للسباق، بالإضافة إلى مختلف ميادين الرياضات الأخرى ومسبح هو الآخر في مستوى طلبة المدرسة. * * إطارات نابغة وضباط عرّبتهم "الشروق" * تعتبر المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات تابعة لوزارة الدفاع الوطني وهي تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتمنح المدرسة تعليما متدرجا جامعيا وما بعد التدرج لتكوين مهندسين دولة، باحثين وأساتذة، وتقدم المدرسة تربصات تساير التطور العلمي والتقني، وهو ما تتوّفر عليه المدرسة من نخبة من الطلبة يتقنون عدد من اللغات على غرار اللغة الإنجليزية التي تحدث بها عدد من الضباط في شرحهم للميكانيك التطبيقية. * أثناء جولتنا بالمدرسة عبّر لنا عدد من الضباط والإطارات تعلقهم بجريدة الشروق اليومي بل أن ضابطا برتبة كولونال قال لنا بالحرف الواحد * "الشروق عربتني فاكتشفت معها متعة القراءة والمواضيع"، معربا عن مصداقية الجريدة واحترافيتها في تصدّيها للحملة الإعلامية المصرية، كما التمسنا وجود الجريدة في كل مركز من المراكز التي زرناها. * يذكر أن المدرسة العسكرية المتعددة التقيات تفتح أبوابها في وجه الطلبة الجامعيين والطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا في شعبيتي العلوم الدقيقة والتكنولوجيا والإعلام الآلي على أن يكون سن الطالب أقل من 21 عاما ويجري الطلبة مسابقات في بعض المواد الأساسية على غرار الميكانيك، الكهرباء، الإعلام الآلي، الكيمياء، بالإضافة إلى اختبار في الإنجليزية، واختبار في التربية البدينة مع العلم أن المسابقة مفتوحة للجنسين ذكور وإناث، وفي حالة النجاح في المسابقة يلزم الطلبة المترشحون في سلك الضباط بالتوقيع على عقد الإنخراط في صفوف الجيش الشعبي، أما الطلبة الذين يختارون السلك المدني يلزمون بتقديم كفالة من مؤسسة عامة أو خاصة.