سمير يعود الى أهله عائلة الضحية تطالب بفتح تحقيق وتتحدث عن العنصرية في وفاته تلقت عائلة قطاف من عنابة، منذ 5 أيام، نبأ العثور على جثة ابنها سمير 39 عاما، بمنطقة جبلية بضواحي مدينة بولونيا على بعد حوالي 6 كلم عن مقر سكناه، وذلك بعد 8 سنوات كاملة بالأشهر والأيام والليالي * هذه المدة قضتها العائلة في رحلة بحث وعذاب وألم، عن مصير ابنها سمير، الذي غادر الجزائر سنة 1993 باتجاه فرنسا، حيث عمل هناك لمدة، قبل أن يتحول إلى ألمانيا، ومن ثمّ، تم ترحيله إلى إيطاليا وبالضبط إلى بولونيا، اذ عمل هناك قبل أن يتعرف على المواطنة الايطالية "ايلا" 36 عاما، تزوجها وأنجبت له ولدا، اختار له اسم سيدنا يوسف عليه السلام، وذلك عام 1997، وبعدها عاش الضحية سمير مع زوجته هناك، والتي زارت معه الجزائروعنابة عدة مرات آخرها سنة 2001، بمناسبة ختان ولده يوسف، وفور عودتهما إلى إيطاليا، دخل في نزاع مع عائلة زوجته، وبالضبط والدها وشقيقها، حيث حاولا تنصير يوسف وجعله يعتنق الديانة المسيحية، ديانة والدته وليست ديانة والده المسلم، إذ تقول عائلة الضحية، بأن سمير خاض معارك قضائية مع أهل زوجته بخصوص هذه القضية الدينية، انتهت جميعها لصالحه، لأن الأصل في الديانة للوالد وليس للوالدة، قبلها خاض معهما معارك أمنية مع مخافر الشرطة ببولونيا، بتهمة محاولة تنصير ولده، وتعنت شقيق الزوجة في الذهاب بيوسف إلى الكنيسة، في حين كان والده سمير رحمة الله عليه، حريصا أشد الحرص، على أن يتلقى فلذة كبده تعليما إسلاميا على يد الأئمة والمقرئين بالمساجد، وليس تعليما مسيحيا على يد الرهبان بالكنائس، وعلى خلفية هذا الصراع أصبح سمير وولده مهددين بالعنصرية من قبل أهل زوجته الايطالية . * وتروي والدة سمير الحاجة فاطمة للشروق التي زارتها في بيتها الكائن بحي 8 ماي 1945 بالضاحية الغربية لمدينة عنابة، بنبرة من الحزن والأسى والألم، القصة المؤلمة لاختفاء ولدها مدة ثماني سنوات كاملة قبل العثور عليه مدفونا بضواحي بولونيا على بعد حوالي 6 كلم عن منزله، إذ تقول بأن سمير كان دائم الاتصال بها عبر الهاتف، وبتاريخ 9 فيفري 2002 كانت آخر مكالمة لها معه، مضيفة بأنه تحدث معها مطولا من الساعة الثالثة والنصف مساء إلى الرابعة من نفس اليوم، وبعد انقطاع اتصالاته بحوالي شهر كامل، دخلت عائلة قطاف في أجواء من الحيرة والفزع، وسارعت إلى الاتصال بأصدقائه الذين أكدوا اختفاءه منذ تاريخ11 فيفري . أما زوجته فحين الاتصال بها قالت بأنها لم تره منذ يوم 8 فيفري، وأنه خرج يومها لأداء صلاة الجمعة ولم يعد . * وهنا بالضبط يكمن لغز القضية، إذ أن خطوات أخرى قام بها سمير تبطل ادعاءات زوجته، لأن سجل القنصلية الجزائريةببولونيا يثبت أن المعني مر عليها رفقة ولده يوسف الذي قام بتسجيله في دفتر الرعايا الجزائريين المقيمين هناك. * من جهتها عائلة الضحية بعنابة قامت برحلة بحث ماراطونية هنا بالجزائر وخارجها، من خلال مراسلة وزارة الخارجية الجزائرية، سفارتنا بايطاليا، وسفارة ايطاليا بالجزائر، وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما راسلت مكتب الشرطة الدولية الأنتربول، وإدارة سجن غوانتانامو خوفا من أن يكون المعني قد تم اعتقاله على خلفية أحداث 11 سبتمبر2001 بالولايات المتحدةالأمريكية، وكانت نتيجة البحث سلبية. ومازاد الأمور تعقيدا هو الصمت المطبق للسلطات الجزائرية إزاء القضية، وكأن الأمر لا يعنيها بتاتا على حد تعبير عائلة الضحية، التي تقول "منذ 2002 ونحن نقدم الشكاوى تلو الأخرى لمسؤولي بلدنا، الذين لم يحركوا ساكنا". والمحيّر في وفاة سمير التي تعتبرها العائلة جريمة قتل حصلت في حقه من قبل عائلة زوجته التي ظلت صامتة 6 أشهر كاملة بعد اختفاء زوجها، قبل أن تتقدم ببلاغ لدى مصالح الأمن ببولونيا مفاده اختفاء زوجها سمير وذلك شهر نوفمبر من عام 2002 . * ويتساءل والد الضحية، أين كانت زوجته طيلة 6 أشهر كاملة، ولماذا انتظرت إلى غاية هذا التاريخ لتبلّغ الشرطة باختفاء زوجها ووالد ابنها الوحيد؟ وعلى كل حال لم يفض تحقيق أمن بولونيا إلى أي نتيجة ايجابية بشأن سمير، الذي ظلت قضيته عالقة لمدة 8 سنوات كاملة، تجرعت فيها عائلة قطاف بعنابة مزيدا من الآلام والأحزان والآهات خصوصا بالنسبة لوالدته، التي تقول منذ عشية 9 فيفري 2002 لم أسمع صوت ولدي العزيز سمير، وفي عام 2006، تقدم شقيق الضحية المقيم بايطاليا، بشكوى لدى مصالح الأمن يتهم فيها عائلة زوجة سمير بالوقوف وراء مسألة اختفائه ومقتله، مبررا ذلك بتزامن فترة اختفائه بالمشاكل التي نشبت بينه وبين صهره حول مسألة ديانة ولده يوسف، وعلى إثر ذلك باشرت ذات الجهات تحقيقات معمقة مع العائلة، وانتهت أيضا إلى نتيجة سلبية، وظل الأمر كذلك، إلى غاية أواخر شهر ديسمبر من العام المنصرم 2009، حيث عثر أحد الأشخاص في منطقة جبلية على ما يشبه القبر، وبعد إبلاغ مصالح الأمن والجهات القضائية، التي تنقلت إلى عين المكان، تم تحويل العظام التي عثر عليها إلى المخبر واستدعاء عائلة زوجة سمير، لأخذ عينات من دم ولده يوسف، لإجراء تحاليل "أي دي أن" ومقارنتها مع تحاليل عظام الجثة التي عثر عليها، وانتهت بتطابق التحاليل مع بعضها، مما يعني أن الجثة لوالد يوسف الذي هو سمير قطاف المختفي منذ عام 2002، وأكثر من ذلك عثر مع جثة الضحية على هاتفه النقال مدفونا معه. * مما يؤكد فرضية مقتله، وبتاريخ 5 جانفي الحالي تلقت العائلة بعنابة، اتصالا من المصالح المختصة، تطالبها بالتحضير لنقل جثة المرحوم إلى الجزائر قصد إعادة الدفن، إلا أن عائلة قطاف لا تريد أن تغلق الملف، بل تطالب من السلطات في بلادنا وعلى رأسها وزارة الخارجية بفتح تحقيق في الموضوع، موجهة أصابع الاتهام في مسألة وفاة سمير لعائلة زوجته الايطالية، ومثلما عثر على جثة الضحية، تتمنى العائلة معرفة الحقيقة .