عبر وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، عن استغرابه من القرار الأمريكي القاضي بإخضاع المسافرين الجزائريين لأجهزة الفحص الضوئي، التي فرضتها على رعايا 14 دولة، بعد محاولة شاب نيجيري تفجير طائرة أمريكية كانت متجهة من هولندا نحو الولاياتالمتحدة. * وقال في الوقت الذي عبرت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تقديرها للجهود التي تبذلها الجزائر في محاربة الظاهرة الإرهابية تدرج الجزائر ضمن الدول المعنية بالرقابة الخاصة عبر مطاراتها، غير أنه رفض رهن مصير العلاقات الثنائية بهذه القضية، وقال: "لا يمكن إلغاء علاقاتنا بسبب قضية ما" * وأكد رئيس الدبلوماسية أن الجزائر ستستمر في مساعيها إلى غاية إقناع الطرف الأمريكي في إسقاط الجزائر من قائمة الدول المعنية بالرقابة المشددة، مشيرا إلى أن زيارة وزير العدل الأمريكي للجزائر خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقية حول التعاون القضائي، ستكون فرصة لطرح الموضوع من جديد. * من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية، إلى حل المشاكل المتعلقة بالإرهاب، بصفة عقلانية، وطالب بعدم تغليب النظرة الإنسانية في التعاطي مع الموضوع، في إشارة إلى الحديث الذي يدور هذه الأيام حول احتمال تقديم دول أوروبية فدية لخاطفي رهائن بمنطقة الساحل، كانوا هددوا بتصفيتهم. * واعتبر وزير الخارجية، الذي كان أمس، ضيف حصة تحولات الإذاعية، تقديم فدية لخاطفي الرهائن، تمويلا غير شرعي للإرهاب، وهو ما اعتبره دعما غير مباشر لاستمرار هذه الظاهرة، التي اكتوى بها العالم من شرقه إلى غربه، ومنطقة الساحل الإفريقي في السنوات الأخيرة. * وأبرز مدلسي نجاح الجزائر في إقناع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في تجريم دفع فدية للإرهابيين، من أجل الإفراج عن الرهائن، وأكد أن ما تقوم به الجزائر بعد هذا النجاح، هو نقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أن سنة 2010 ستكون بداية التجسيد الفعلي لقرار تجريم دفع الفدية للإرهابيين. * وبخصوص اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي، أكد المتحدث أن حصيلة خمس سنوات من العمل ببنود هذا الاتفاق، تبقى دون المستوى المطلوب، وقال: "لا زالت وارداتنا من دول الاتحاد في حدود 55 بالمائة، وكنا ننتظر من الاتحاد الأوربي أن يطور وجوده الاستثماري في القطاعات الهامة والمفيدة للاقتصاد الوطني.."