عادت فضائيات الفتنة إلى صبّ البنزين على النار، مباشرة عقب الإعلان عن تأهل الجزائر إلى الدور ربع نهائي، والخطير المثير في هذه العودة غير الميمونة، أن الكابتن شوبير وزملاءه في العدوان الثلاثي الذي استهدف الجزائر، شعبا ودولة ورئيسا وجيشا وحكومة، يتوهّمون حصول "صفقة" افتراضية أو "مقايضة" و"اتفاق" وهمي بين الجزائر وأنغولا، سمحت لهما بالتأهل بعد سقوط مالاوي أمام مالي بثلاثية نظيفة. * توهّم حصول هذا "الإتفاق"، هو نسخة طبق الأصل، من الوهم أو الحلم الذي عاش عليه المصريون لأكثر من أسبوعين بعد تأهل الجزائر إلى المونديال ودفن غرور الفراعنة بملعب المريخ بأمّ درمان، وقد فبكرت الفضائيات المصرية مسلسلا مفضوحا زعمت من خلال شهادات مزوّرة لفنانين وإعلاميين ورياضيين، وقوع "مذبحة" في حق المصريين بالسودان من طرف "بلطاجية" الجزائر، وهي الأكاذيب التي فضحتها السلطات السودانية واعترافات مصريين أيضا. * ومع الإعلان عن تأهل الجزائر وأنغلولا، وسقوط مالي ومالاوي، سارع رئيس الإتحاد المصري، سمير زاهر، إلى إرسال "نداء نجدة" إلى سلطات بلاده، يدعو فيه إلى "إرسال مناصرين مصريين إلى أنغولا"، ولم تتأخر قناة "نيل سبور" عبر برنامج "دائرة الضوء" الذي أشار إلى "مناصرين جزائريين يستعدون للسفر إلى موقعة كأس إفريقيا"!. * ويتخوّف الجانب المصري من سيناريو فوز الجزائر خلال مباراة ربع النهائي، وبالتالي مواجهتها لمصر في حال فوزها هي الأخرى طبعا، ويرى مراقبون، أن الفراعنة بدؤوا يحضرون للمرحلة القادمة من خلال تحضير سيناريوهات متعدّدة لتفكيك ومواجهة مفاجآت متوقعة وأخرى لم تكن في الحسبان، على اعتبار أن الجانب المصري شنّ عقب انهزام الجزائر أمام مالاوي، حملة تشفي واسعة، اعتمد فيها على السخرية من المنتخب الوطني ودعا بعض الحمقى إلى ضرورة "تنازل" الجزائر عن تمثيل العرب في المونديال!. * تأهل الجزائر أخلط أوراق الفراعنة لأنهم لم يكونوا يتمنّون إقصاءه في الدور الأول وإنما كانوا شبه متأكدين بهذا الإقصاء، وهو ما يفسّر استيقاظ فضائيات الفتنة بعد النتيجة السلبية التي انتهت بها مباراة الجزائر أنغولا وتأهل الفريقين للدور ربع نهائي، ويسترغب الملاحظون من "حكّ" المصريين في المكان غير المناسب، متناسين بأن حكّ جلدك ليس كحكّ ظفرك، لكن استئناف الحملة الغبية من طرف فضائيات العار وإشعال النار، واستنجاد زاهر بسلطات بلاده لإرسال مناصرين، يؤكد أن الجانب المصري كان يحضّر فعلا لاحتفالات الثأر والإنتقام من ملحمة أمّ درمان، بنفس الطريقة تقريبا، التي خطط من خلالها لإعلان مشروع التوريث والعودة به من الخرطوم محمّلا فوق الأكتاف!. * مثلما استهدف المصريون بعد "نكسة" 18 نوفمبر، الجزائر والسودان، على خلفية مسرحية "اعتداءات" استهدفت المناصرين المصريين، فإن الجانب المصري يستهدف اليوم بعد مقابلة 18 جانفي، أنغولا والجزائر، من خلال فبركة "صفقة" سينمائية أو مسرحية تمّت بين الدولتين لضمان تأهلهما معا إلى الدور ربع نهائي، وهي الأضحوكة الجديدة التي تريد فضائيات تضليل وتغليط الرأي العام ركوبها بحثا عن مخارج نجدة لسيناريوهات مرعبة وغير سارة. * وتحاول "المخابر" المصرية "تدويل" أوهام لا أساس لها من الصحة، عن طريق تأليب هذه المرّة "الكاف" بعد فشلها في تحريض "الفيفا" لتبني عقوبات ضد الجزائر، والعجيب في التفكير المصري، أن منظّري وعرّابي فضائيات "التسلية" واللهو، حوّلت تأهل الجزائر إلى المونديال والآن إلى ربع نهائي كأس إفريقيا، إلى "تهمة" أو "شبهة" تعاقب عليها قوانين الإتحادية الدولية لكرة القدم وكذا أعراف وتقاليد الرياضة وكرة القدم!. * وسيستمرّ العدوان خلال الأيام المقبلة، إلى غاية مباراة الجزائر في الدور ربع نهائي، ومعرفة النتيجة، موازاة مع مقابلة مصر أيضا، وتستغلّ الفضائيات والإتحاد المصري، هذا العدّ التنازلي، لممارسة "ضغوط" نفسية وهجمات إعلامية، هدفها تشتيت التركيز وإرعاب الطرف الجزائري بمسرحيات فرعونية جديدة لا يمكنها إلاّ أن تزيد الجزائريين تماسكا ووحدة وإصرارا على النصر.