محمد راوراوة رغم أن الثمن كان باهظا، إلا أن فوز الخضر على "الفيلة" العاجية فتح شهية اللاعبين الجزائريين إلى درجة أن الكثير منهم أصبح يؤمن كل الإيمان بقدرة التشكيلة الوطنية على إعادة سيناريو 1990 عندما قاد رابح ماجر زملاءه للتتويج باللقب الإفريقي الوحيد في سجل المنتخب الجزائري. * هو الطموح الذي لاحظه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد انتهاء ملحمة كابيندا، ما يدل على أن الانتصار الباهر لرفقاء بوغرة على النجوم الإيفوارية زرع مزيدا من الثقة في نفوس أشبال سعدان، وهو الذي لا ينكره الرجل الأول في الكرة الجزائرية. * "أظن أننا لعبنا المباراة المرجعية التي طالما انتظرناها لتقييم العمل المنجز منذ فترة مع هذه التشكيلة، ولعل الفوز الذي حققناه بالمناسبة يؤكد أننا أصبحنا نمتلك فريقا محترما يحسب له ألف حساب من طرف المنافسين الأقوياء، كما لمست لدى اللاعبين بأن هذا التأهل الذي جاء على حساب أقوى المرشحين لنيل اللقب الإفريقي زادهم ثقة في أنفسهم إلى درجة أنهم أضحوا مصممين على فعل كل شيء من أجل الذهاب بعيدا في هذه المنافسة"، قال الرجل الأول في "الفاف" للإذاعة الجزائرية غداة الفوز الباهر للمنتخب الوطني على حساب منتخب كوت ديفوار. * "اللاعبون أصبحوا أكثر تصميما على الذهاب بعيدا في الكان" * ويشاطر روراوة لاعبيه ذات الطموح ولكن من دون أن يغير خط سيره معهم، حيث يرفض أن يفرض عليهم أي ضغط لمجرد أنهم أزاحوا من الطريق المرشح الأول لخلافة منتخب مصر على عرش الكرة الإفريقية، معتبرا بأن الخضر عليهم مواصلة التعامل مع هذه المنافسة مقابلة بمقابلة، أي تماما مثلما دأبوا على ذلك منذ التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، وبما أن تلك المنهجية قد أعطت ثمارها، فلا بد إذن من المحافظة عليها. * ويبقى تفاؤل ذات المتحدث كبيرا بعد الوجه القوي الذي قدمه أشبال سعدان سهرة أمس الأول، بل أنه راح يؤكد بأن المباراة ضد كوت ديفوار أصبحت المقابلة المرجعية التي يتوجب الرجوع إليها للحكم على المستوى الحقيقي للمنتخب الجزائري، من دون أن يتأثر كثيرا للوضعية الخاصة التي أصبحت تعرفها عيادة الفريق الوطني، باعتبار أن الأخيرة ظلت تشتغل، يخبر روراوة، إلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس، بعد أن تأثر عدد من اللاعبين بالمجهودات الجبارة التي بذلوها. "إلى جانب شاوشي، فقد سجلنا معاناة عناصر أخرى على غرار زياني، غزال ومغني. حيث يتطلب الأمر إجراء فحوصات طبية دقيقة عليهم قبل الفصل في أمر مشاركتهم في الدور نصف النهائي من عدمه". * "لازلت عند رأيي بضرورة تدعيم الخضر" * واستغل الرجل الأول في الكرة الجزائرية الفرصة كي يذكر بصواب تصرفه عندما ظل يدافع في كل مرة عن الناخب الوطني رابح سعدان، معتبرا أن الأخير قد أعطى درسا لكل أولئك الذين ظلوا ينتقدونه ويتحينون أدنى فرصة للتهجم عليه، "وشخصيا، يقول روراوة، كنت في كل مرة أجدد الثقة في سعدان، وأظن أنني لم أخطئ أبدا في حكمي عليه". * وبالرغم من رضاه التام على المردود الجيد الذي أضحى يقدمه المنتخب الوطني سيما وأن مستواه في منحنى تصاعدي مع مرور مباريات "الكان" إلا أن المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية لايزال مقتنعا بأن التشكيلة الوطنية بحاجة دائما إلى تدعيم نوعي تحسبا للمونديال، ما يدفع للاعتقاد بأن الرجل غير مستعد للتخلي عن "مشروع" استقدام لاعب سانتندار الإسباني مهدي لحسن، ولاعبين آخرين شبان ينشطون في أوروبا وبإمكانهم تقديم دعم إضافي للخضر، على غرار ما يقدمه يبده ومغني مثلا منذ التحقائهما مؤخرا بكتيبة رابح سعدان.