دعا الدكتور أمين الزاوي خلال استضافته من قبل المقهى الأدبي لبجاية إلى ضرورة مد الجسور بين المثقفين المعربين والمثقفين المفرنسين بالجزائر، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي تسمح بتبادل وجهات النظر والاستماع للغير، لأن الاختلاف حسب اعتقاده لا يعني إقصاء الآخر، مشددا على أن المشكل الذي يعاني منه المثقف هو انعدام ثقافة الإنصات للغير، رافضا في الوقت ذاته تصنيف نفسه ضمن إحدى هذه المعسكرات باعتباره يكتب باللغتين العربية والفرنسية، معتبرا نفسه ينتمي لمعسكر الثقافة الحرة ويستطيع التعبير عن أفكاره بأي لغة كانت. * الزاوي تناول خلال النقاش العديد من القضايا الأدبية والسياسية الراهنة، وأوضح أن ما يعرف بالنظرة العصرية والحديثة في معالجة الواقع ومشاكله لا يمكن ربطها بالزمان ما دامت تعبر عن واقع اجتماعي وثقافي معين، مستدلا في ذلك بكتابات ابن رشد التي قال عنها بأنها ذات نظرة عصرية أكثر من المثقفين المعاصرين لهذاالوقت. * وفي رده عن سؤال متعلق بكونه مثقفا محرضا، أوضح الدكتور أنه يعتبر نفسه في هذا المجال تلميذا لكاتب ياسين، مضيفا أنه يرفض التحريض من أجل التحريض لكنه مع التحريض المؤسس والمبني على التحليل، مؤكدا في الوقت عينه استحالة وجود أدب من دون تحريض. أما فيما يتعلق بكتاباته التي تتناول موضوع المرأة والجنس، علل الدكتور ذلك بالواقع المر الذي تعيشه المرأة من جهة، وكذا لكون الشجاعة والمقاومة بالنسبة له هي أنثى. * وفي الشق المتعلق برأيه حول واقع الجامعة الجزائرية قال الزاوي بأن الجامعة الجزائرية تنتج أميين حاملين لشهادات جامعية، فيما أعرب في الآن ذاته عن عدم رغبته في الحديث عن الفترة التي شغل فيها منصب مدير للمكتبة الوطنية مكتفيا بالتعبير عن رغبته في قدرة المدير الحالي على فعل أكثر مما فعل، حتى تكون المكتبة في أحسن حال. * من جهة أخرى، أوضح أن تعلقه الكبير بمدينة بجاية التي ذكرها في العديد من كتاباته دفعه إلى التفكير في تكريم هذه المدينة بطريقته الخاصة، وذلك من خلال مؤلفه "غرفة العذراء المدنسة" كما نفى أن تكون مقالاته الصادرة بجريدة الشروق في صفحة أقلام الخميس قد تعرضت يوما للرقابة أو المقص. وعن آخر أعماله الأدبية أوضح الدكتور أنه بصدد تحضير رواية جديدة تحمل مؤقتا عنوان "آخر يهودي بتمنطيط" وهي رواية تتناول قضية اليهود في الجزائر، واختياره لهذا الموضوع نابع من كونه مثقفا ارتبط اسمه بكسر الطابوهات.