وافق مجلس إدارة شركة آبار للاستثمار "آبار" في ختام اجتماعه الذي عقد أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي برئاسة خادم القبيسي رئيس مجلس الإدارة، على الدخول في مشروع مشترك مع الحكومة الجزائرية وشركة "فيروستال" العالمية، لإنتاج مركبات وسيارات في الأسواق الجزائرية... * بحيث تكون حصة "آبار" في المشروع بنحو 24.5 بالمائة، فيما يعود باقي الحصة إلى مجموعة من الشركات الألمانية المتخصصة في الصناعات الميكانيكية، وهي شركات "مان" و"فيروستال" لبناء المصانع، وتملك شركة الاستثمارات البترولية الدولية "ايبيك" المملوكة لحكومة أبوظبي 70 % من أسهمها، بالإضافة إلى شركة "دايملر" و"دوتز" و"أم.تي.أو" و"راينميتال" المتخصصة في الهندسة الدفاعية وصناعة مكونات السيارات والطاقة، فضلا عن مساهمة الحكومة الجزائرية من خلال وزارة الدفاع الوطني في المشروع. * وتعتبر "آبار" شركة استثمارية تتخذ من أبوظبي مقراً رئيسياً لها، وهي شركة تقوم باستثمارات مباشرة في مختلف القطاعات بما في ذلك الطاقة، والبنية التحتية، والتطوير العقاري، وصناعة السيارات، والخدمات المالية. * وكشفت الحكومة الجزائرية في الخريف الفارط، أن إجمالي قيمة استثمارات تحالف "آبار" و"دايملر" مع عدد من الشركات الألمانية يصل إلى 720 مليون دولار، وذلك لإقامة 3 مشاريع صناعية في كل من ولايات تيارتوسكيكدةوقسنطينة. * وأضافت الجزائر، أنها وقعت بروتوكول اتفاق بين مجمع يتكون من تحالف جزائري وإماراتي وألماني، يتعلق بإقامة شراكة صناعية تجارية وتكنولوجية، تتضمن إنشاء ثلاث شركات اقتصادية مختلطة تتكفل بتسيير واستغلال مشاريع صناعية على مستوى أقطاب الصناعة الميكانيكية في الجزائر والواقعة في منطقة عين السمارة في ولاية قسنطينة شرق البلاد، وواد حميمين في ولاية سكيكدة في الشرق، وولاية تيارت إلى الغرب من العاصمة الجزائر". * وقالت الحكومة فى بيان لها إن الجانب الإماراتي في هذا المجمع، تمثله شركة "آبار" للاستثمارات التي تعد أكبر مساهم في شركة "دايملر"، ويمثل الطرف الألماني مجموعة من الشركات المتخصصة في الصناعات الميكانيكية، وهي شركات "مان"، و"فيروستال" لبناء المصانع. * وقال رئيس مجلس إدارة "آبار" خادم القبيسي رئيس مجلس إدارة الشركة، إن المشروع الأول الذي تم الانتهاء من تفاصيله يقضي بإنشاء مصنع لتجميع سيارات مرسيدس تستخدم لأغراض عسكرية وشبه عسكرية، مشيراً إلى أن تكلفته تبلغ 120 مليون يورو، في حين تصل طاقته الإنتاجية خلال العامين المقبلين إلى نحو 10 آلاف سيارة، بالتعاون مع "مرسيدس بنز". * أما المشروع الثاني، فسيخصص لإنتاج العربات المسلحة، باستثمارات تبلغ حوالي 200 مليون يورو، أما الثالث فهو مماثل وبتكلفة تبلغ نحو 180 مليون يورو. * وخلال فترة قصيرة من التأسيس خلال العام 2005، استطاعت شركة "آبار للاستثمار"، أن تصبح من أبرز الشركات الاستثمارية على مستوى المنطقة العربية والعالم نتيجة تنفيذها لسلسلة من الاستثمارات الإستراتيجية، حيث انعكست تلك الاستثمارات بصورة واضحة على قيمة موجودات الشركة، حيث ارتفعت قيمة تلك الموجودات من 1 مليار دولار في نهاية عام 2008 إلى 11.8 مليار دولار مع نهاية العام 2009، كما حققت المجموعة العام الماضي صافي أرباح بأزيد من 350 مليون دولار، بنسبة ارتفاع بلغت 133 بالمئة. * وتعتبر موافقة مجلس إدارة "آبار" على المشروع، بمثابة الميلاد الرسمي لما يمكن أن يكون صناعة جزائرية للسيارات بعد محاولات فاشلة في السابق بالتعاون مع شركة "فيات" خلال ثمانينات القرن الماضي، بمنطقة بوشقيف بولاية تيارت، لكنها فشلت، إلى أن أمر الرئيس بوتفليقة، وزارة الدفاع، في جويلية الفارط، باسترجاع القاعدة الصناعية التي كانت مخصصة لتركيب سيارات "فيات"، وتحويلها إلى وحدة لإنتاج سيارات الدفع الرباعي، التي يكثر عليها الطلب من مختلف المصالح الأمنية الجزائرية وخاصة أجهزة الشرطة والدرك الوطني. * وقالت الحكومة، إن موقع شركة "فاتيا" وهي التسمية التي أعدتها الحكومة لإطلاقها على أول سيارة جزائرية كان يتوقع إنتاجها بداية من سنة 1992، أصبح تحت وصاية وزارة الدفاع الوطني، وهو موقع تمت تهيئته وأصبح جاهزا ويضم مساحة مغطاة للإنتاج، وأخرى مخصصة للتخزين وخط للسكك الحديدية يربط المنطقة الصناعية بميناء ولاية مستغانم غرب الجزائر الذي أصبح بداية من أكتوبر يستقبل البواخر الخاصة باستيراد السيارات، إلى جانب موانئ جنجن الذي تديره شركة موانئ دبي العالمية.