شبّه الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي كريم طابو رسالة مولود حمروش، ببيان أول نوفمبر في هذه المرحلة الحرجة لارتكازه على ثلاثة وعود وهي استقلال الجزائر وبناء دولة ديمقراطية، بناء مغرب ديمقراطي متفتح، وهو ما ترجمته رسالة رئيس حكومة الإصلاحات، والتي أكد فيها على ضرورة الحفاظ على مصالح مختلف المجموعات والأقليات وصيانتها، وكذا تحمل مسؤولية حماية كل الحقوق والحريات. وأضاف السكرتير الأول السابق لحزب الأفافاس في فوروم "الشروق"، "أن الجزائر اليوم تعيش في محيط ومنطقة وفي ظرف فيه صراعات تحدث في دول العالم وهو ما أطلق عليها الثورات العربية، والتي بإمكانها حقيقة أن تنعكس على الجزائر إما سلبيا بالتحاقها بزمرة هذه الدول، أو إيجابيا من خلال تحقيق الديمقراطية المثلى مبنية على أساس صحيحة وسليمة"، وأردف قائلا: "الجزائر منذ سنة 1962 أخفقت في بناء دولة ديمقراطية بسبب النظام السائد والذي أدى إلى عدة أزمات ونكسات، ولا أظن أنه توجد نية للإصلاح من هذا النظام أو أي مؤشر يجعل المواطن الجزائري يشعر بالنية الحسنة في التغيير السياسي"، وبرر المتحدث هذا الموقف. ويتوقع كريم طابو حدوث تغيير في الجزائر "اليوم أو غدا"، وإلى ذلك التاريخ، يقول، "الرئيس بوتفليقة يحاول كسب الوقت ويراوغ الرأي العام الداخلي والدولي، وكل هذه العملية الهدف منها ربح فسحة زمنية"، ومع الأسف يضيف كريم طابو "القطار وصل إلى المحطة الأخيرة، وهذا القطار ستكون فرصة قد يغتنمها البعض لإبقاء التوازان والأوضاع كما هي، وقد يستغلها البعض الآخر في تحقيق الانتقال إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة التفتح السياسي"، وإعلان مولود حمروش بإلزامية بناء دولة عصرية ديمقراطية لا تزول بزوال الرجال والحكومات ولا تتأثر بالأزمات بطرق سلمية، قد تعطي الضمانات لكل الأطراف السياسية لتجنب الاصطدام، وانعدام الثقة، لأن كل الأطراف لها دور معين في وصول الأوضاع إلى ما هي عليها اليوم، وحتى الأنظمة التي مارست العنف والقيود والعراقيل ومارست سياسة الثكنات والمقابر لها دورها كذلك، والدليل على ذلك أن أول مرت نظمت فيها انتخابات تشريعية ديمقراطية تعددية في الجزائر في ال1991، حدث الانقلاب أو ما يسمى "بالعقاب الشديد ضد الشعب الجزائري، لأنه طالب بالحرية". وأردف ضيف "الشروق" أن الساحة السياسية الآن بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، لحزب سياسي حقيقي قائم على مبادئ واضحة، والشرط الأساسي للانضمام إليه هو "حب الوطن"، كما تحتاج الجزائر في الوقت الراهن إلى مؤسسات قوية وأحزاب فعالة ومجتمع مدني نشيط وصحافة حرة وجامعة متفتحة من أجل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان من خلال بلوغ تعددية ديمقراطية حقيقية، خاصة "أن الجزائر تتوفر على كل هذه المؤهلات للمضي إلى الأمام نحو بلد ديمقراطي متقدم". وعن موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة سنة 2014، قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي "في هذه الساعة لا يوجد مؤشر معين يمكن الشعب الجزائري من الإحساس بأن رئاسيات 2014 ستكون شفافة ونزيهة"، إلى أنه "في الوقت الحالي بالضبط، صناع القرار يقومون بمهمة اختيار الرئيس". وتساءل محدثنا "ما جدوى رئاسيات 17 أفريل إن كان الرئيس هو عبد العزيز بوتفليقة أو بوتفليقة عبد العزيز...؟". وأضاف "للأسف الشديد، إذا واصلنا على هذا المنوال السياسي الذي يكرس المهازل السياسية التي تعرفها البلاد منذ أكثر من عشرين سنة فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة لسنين طويلة، لأن الأحزاب السياسية حاليا تبحث فقط عن التموقع في النظام أكثر مما يهمها التموقع مع الشعب ومواكبة تطلعاته نحو مستقبل ديمقراطي حر ونزيه". وبخصوص ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أو عدمه، أكد القيادي السابق في حزب "الدا الحسين"، "أن لبوتفليقة فرصة أخيرة حتى يدخل التاريخ من بابه الواسع، فعليه أن تكون له الشجاعة السياسية باتخاذ قرار صارم في ضمان الشفافية والنزاهة في الانتخابات الرئاسية ويضمن بشكل دقيق المرحلة الانتقالية وبناء جمهورية ثانية بعيدة عن صناع القرار في الجزائر، خاصة ونحن نمر في مرحلة جد حساسة وخطيرة".
لقاء حنون قايد صالح قد يكون إنسانيا أو صراع أجنحة لا توجد عهدة رابعة لبوتفليقة.. هنالك عهدة واحدة منذ 1962 يبدي كريم طابو، توجسا من اللقاء الذي جمع الأمينة العامة لحزب العمال، بقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، والذي تم في "توقيت حساس"، فيما لم يبد تجاوبا ايجابيا مع رسالة الثلاثي بن يلس، الإبراهيمي وعبد النور. وقال مؤسس الاتحاد الديموقراطي الاجتماعي، أن لقاء السياسيين والنخب مع المؤسسة العسكرية من حيث المبدأ "أمر طبيعي"، باعتبار الدور الذي تلعبه النخب والطبقة السياسية في رسم خريطة الأمن القومي في عديد الدول، وإسقاطا للمبدأ الطبيعي الذي يجمع السياسي والعسكري على طاولة واحدة، على الجزائر وتحديدا لقاء حنون قايد صالح، يقول طابو "اللقاء قد يكون ذا بعد إنساني وبالإمكان أن يندرج في صراعات الأجنحة". ويقدم كريم طابو، قراءة مختلفة للموقف الذي أعلنه الثلاثي الجنرال رشيد بن يلس، والوزير الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، وشيخ الحقوقيين علي يحيى عبد النور، بإعلانهم في بيان مشترك رفض عهدة رابعة لبوتفليقة، فيقول: "لكل منهم دور ايجابي، ومن باب المصطلحات لا أسمي العهدة عهدة رابعة، ولكنها نفس العهدة، جرى تمديدها منذ عام 1962، فالشعب لم يتحصل بعد على صلاحية اختيار ممثليه في المسؤوليات السياسية"، ويتابع طابو: "قد يطلبون عدم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، وسواء تم الأمر أم لا، فنحن لا نفرّق بين عبد العزيز بوتفليقة وبوتفليقة عبد العزيز، فهو منتخب من قبل السلطة، ولا مؤشر على عكس ذلك". وبنوع من التحفّظ تحدث عن حزبه السابق الأفافاس، وبصيغة ضمنية يشير إلى أن الحزب قد جرى اختراقه وتمييعه، حيث قال: "السلطة استعملت كل الوسائل من دسائس وخداع، واستعمال أطراف كانت بها مصداقية بالمزايا المادية للقبول بالنهج الحالي"، وعن فترة تسيره للحزب يذكر: "الحزب كان له خط معارض راديكالي، حتى ولو كانت لي علاقات شخصية غير متوازنة مع بعض القيادات، لكن على الصعيد السياسي كانت للحزب مواقف سياسية معارضة، وطالب بالتغيير ليكون الشعب هو السيّد".
رسائل بوتفليقة مشفرة.. الجزائريون لا يحتاجونها ثنائية الأقلية والأغلبية تهدد استقرار الدولة اعتبر الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي كريم طابو رسائل بوتفليقة الأخيرة مجرد طلب رئيس الدولة إلى أطراف داخل السلطة خصوصا جهاز المخابرات للتفهم والقبول بالأمر الواقع المتمثل في أن "السلطة هي التي تختار رئيس الجمهورية"، وقال "رسائل بوتفليقة لم تذهب إلى عمق الموضوع وهو إجراء ترتيبات سياسية حقيقية لفتح باب الديمقراطية، لأن حب المواطن والمجاهدين لا يتم بطريقة غلق اللعبة الأساسية، بل هي رسائل مشفرة لا يفهمها إلا من كان داخل السلطة، أما من كان خارجها فلن يفهمها أبدا". وأضاف "واجب على السلطات الجزائرية ومختلف أقطاب السلطة القبول نهائيا وبالطرق السليمة والسلمية بحتمية "التغيير"، فما يحتاج إليه الشعب الجزائري في الوقت الراهن ليس تفهم الأشخاص أو ترتيب تحالفات أو توازنات داخل دواليب السلطة، وإنما يحتاج إلى فتح آفاق مستقبلية وإعادة الأمل والتخلص بصفة نهائية من سياسة المراوغة واللعب على الوتر الحساس والاستفزاز والتصعيد بين مختلف أجهزة الدولة". وخلص طابو إلى نتائج علمية موضوعية، تفيد "أن الأزمة ليست أزمة موارد أو طاقات، ولا أزمة ثقافة، وأن سبب الأزمة هو الصراع على السلطة، رافضا ثنائية الأغلبية والأقلية التي تهدد استقرار ووحدة دول كمصر وتونس". لمّح إلى إمكانية مساندة حمروش في حال ترشح الإسلاميون تخلو عن فكرة "الديموقراطية كفر" قال كريم طابو، أن مرجعية الحزب هي مرجعية بيان أول نوفمبر، الذي ينص صراحة على تأسيس دولة ديموقراطية شعبية إسلامية، ويقدم إشارات قوية أن تشكيلته السياسية لن تشارك في رئاسيات 17 أفريل القادم، مع التلميح إلى مساندة مولود حمروش إن ترشح. يبدي كريم طابو، تمسكا كبيرا بالإسلام، ويقول "النصوص التأسيسية للحزب تؤكد على احترام المبادئ الإسلامية"، لكن ضيف "الشروق" يقدم عدة مفاهيم عن شكل الدولة، ولا يعني احترام الإسلام قيام دولة تيوقراطية كما أسماها، ويقول: "لا نريد أن نستغل الدين والعقيدة.. والديموقراطية الأصلح للتعايش، كما أن إقصاء الآخر وتبنّي عقيدة التكفير من شأنه تشكيل خطر على الأفراد". كما يجزم طابو، أن غالبية الإسلاميين قد تخلوا عن عدة مفاهيم كانوا مقتنعين بها، كما هو الحال مع "الديموقراطية كفر"، ووصف تغير حال الإسلاميين ب"النضج". ويبدي كريم طابو "استخفافا" من حالات الارتداد عن الإسلام، وقال في الموضوع ضاحكا "أنا قادم من منقطة يقال إن بها متنصرين، هل تعلمون أنهم يهنئوننا بالعيد وبعاشوراء". وبالعودة إلى الإسلاميين لا يعتقد طابو، أن غيابهم هذه المرة عن الاستحقاق الانتخابي، سيفيد "الديكور" خاصة في الخارج، ويبنى رأيه بالقول أن "العلاقات الدولية صارت تبنى على المصالح وليس على القيم، حيث أن الجزائر أو غيرها من الدول ليست ملزمة بتبرير ما يحدث داخليا، في حال أرضت الأطراف الدولية".
السلطة تعتمد على "إصلاحات الكرش" قطّعنا عشرات الأحذية في المسيرات واقتنعنا أنها لن تغيّر النظام ذكر الناطق الرسمي ل"الأودياس" أنه "لو يستمر تجاهل السلطة في الجزائر لحقيقة الأوضاع، فإن الأمور ستأخذ أبعادا أخطر من تلك التي عرفتها كل من تونس ومصر". ويستطرد طابو قائلا بأن "الوضع التونسي مشابه لنظيره في بلادنا، لكن مع زيادة توفر البترول والغاز عندنا على عكس الجارة الشقيقة، وللتأكد من هذا المنحى يقول طابو، "قارنوا بين مستوى وطبيعة وتأثير المجتمع المدني، والنقابات والمثقفين وحتى الأحزاب السياسية في البلدين المذكورين، بما هو موجود في بلادنا، وستكتشفون أنه في حالة انفجار الوضع في الجزائر، فإن مختلف التنظيمات الجزائرية لن تستطيع حتى اللحاق بالمنتفضين. أما التفكير في تأطيرهم ودفعهم باتجاه الاحتجاج السلمي لا العنيف فالأمر لا يحتاج إلى تعليق". وأضاف طابو: "للأسف الشديد فنحن في الوقت الحالي نسمع ونقرأ كل يوم في الصحف الصراعات المحتدمة بين جنرالات متقاعدين وحاليين، وبين مسؤولين وأشخاص وبين أطراف داخل جهاز واحد، بدلا من تقديم البرامج والأفكار لإخراج الجزائر من الأزمات". ورفض ضيف المنتدى ما أسماه ب"الهرولة السياسية'' قائلا: ''النظام متمسك بالانسداد، وما يقوم به هو تسيير البلاد بأسلوب يوم بيوم بشراء السلم وتفريق الأموال.. هذا ما نسميه إصلاحات الكرش "البطن" على حد قوله.
أعيان السلطة يحاورون السلطة في أحداث غرداية أرجع الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، كريم طابو، أحداث غرداية إلى سياسة السلطات في تعامل مع القضية، وقال "أحداث غرداية استعملت فيها كل الحيل، الفساد السياسي والمرواغة والهرولة السياسية، وجهوية المصالح والتسيير، مثلما حدث بالضبط في منطقة القبائل، وهي الأمور التي أحدثت حالة اصطدام لتتطور وتصبح أمورا خطيرة داخل منطقة واحدة". وأضاف طابو: "السلطة أخفقت في تسيير أزمة غرداية وهذا يعود إلى غبائها، فبدل أن تتفاوض مع أعيان والممثلين الفاعلين في المجتمع المدني الذين يتمتعون بالصدق والمصداقية بالمنطقة، خاصة أن المنطقة لها خصوصياتها السياسية والعرقية، تقوم بإرسال ممثلي عنها وبالتالي فشلت مساعيها، وعدم الخروج بنتيجة، أي بالمعنى الواضح "السلطة تتحدث مع ممثلي السلطة، وهي التي تختار ممثلي سكان غرداية للتفاوض معهم".
قال كريم طابو
الشعب الجزائري انتخب في 1991 لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ "الفيس" انتقاما من النظام وعهد الحزب الواحد. السلطة إنتقمت من الشعب الذي انتفض وطالب بالحرية في 1988 بالانقلاب ضده في ال1991. السلطة في هذا الوقت لا تحتاج إلى "برّاحين" ومساندين بقدر ما تحتاج إلى أفكار ومخرج حقيقي لأزمتها الداخلية. الدستور الجزائري أصبح مثل الطماطم المصبّرة صلاحيته لا تتعدى سنتين. الدستور هو جلباب وغطاء مبرر لتمرير أقبح السياسات، وأصحاب المصالح هم المستفيدون من تعديله كل سنتين. سعداني هو التلميذ الذي أحرق المدرسة، مع احتراماتي لهذا الشخص. من المستحيل أن يخرج رئيس الجمهورية في الجزائر من عمق المجتمع المدني. انتخابات 17 أفريل ستكون مجرد كرنفال في دشرة ومسرحية تنتهي فصولها في آخر اليوم. رئيس الجمهورية أصبح "ظاهرة" لأن المترشحين لقيادة البلاد يطالبون بمساندة السلطة أكثر من مساندة الشعب. الخلل في التوازن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يولّد أفكارا انفصالية مثلما حدث في منطقة القبائل وغرداية. النظام حوّل الجزائر إلى "طابق مرحي"، لا لون فيه ولا طعم له. الجزائر بلد مريض والحل في بديل ديمقراطي حقيقي يخرجه من أزمته الحالية.