أعلنت خمسة أحزاب سياسية إلى جانب رئيس الحكومة السابق، المنسحب من سباق الرئاسيات أحمد بن بيتور، تشكيل تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، والذين قرروا تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء، يليها تجمع شعبي لدعوة الناخبين وكذا المرشحين إلى مقاطعة الاستحقاقات المقبلة. واجتمع قادة حركة مجتمع السلم والأرسيدي والنهضة وجبهة العدالة والتنمية، وحزب جيل جديد إلى جانب المترشح السابق للرئاسيات أحمد بن بيتور، أول أمس، لدراسة كيفية تفعيل قرار مقاطعة الرئاسيات، حيث تم الاتفاق على الخروج إلى الميدان، في محاولة لإقناع أفراد الشعب بأسباب ودوافع مقاطعة الاستحقاق، التي حصرها المجتمعون في كون العملية تكريس للرداءة والتزوير والفساد، وأن المقاطعة هي مساهمة فعّالة في التغيير السلمي، وثمّنوا في بيان صدر عقب الاجتماع، قرار المقاطعة الذي أثبتت التطورات المتتالية صوابه ومصداقيته، مع دعوة المرشحين إلى الانسحاب من هذه "المهزلة الانتخابية"، بدعوى أن انحياز الإدارة ومختلف مؤسسات الدولة للرئيس المرشح، توحي بأن العملية محسومة مسبقا، وأن المشاركة فيها هي مجرد تزكية لهذا المسار الذي يشكل خطرا كبيرا على مصلحة واستقرار البلاد، وناشدوا الشعب مقاطعة هذه الانتخابات. وندد قادة أعضاء تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، بشدة بمنع المسيرات والوقفات، وقمع المشاركين فيها، معتبرين بأن الأزمة السياسية القائمة لا تتعلق بالعهدة الرابعة فقط، وأعلنوا عن تنظيم وقفة سلمية يوم الاربعاء المقبل، بمقام الشهيد، ثم تجمع شعبي حاشد يوم الجمعة، لدعوة المواطن للمقاطعة، مع تحميل السلطة العمومية مسؤولية منح الرخصة القانونية بذلك، واتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لتحضير ندوة وطنية سياسية، من أجل الحوار حول مستقبل الجزائر، وآليات الانتقال الديمقراطي، وكذا تنظيم لقاءات دورية لتطوير برنامج المقاطعة، مع دعوة قواعد الأحزاب السياسية ومناصري الشخصيات السياسية المقاطعة، إلى التفاعل مع إجراءات المقاطعة والتنسيق فيما بينها، مصرين على رفض سياسة التأزيم وافتعال بعض الأحداث في بعض المناطق، في تلميح إلى ما تعيشه ولاية غرداية. وأفاد من جانبه جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، أحد أعضاء هذا التكتل الجديد المنسحب من سباق الرئاسيات، في تصريح "للشروق" بأنهم سيدرسون كيفية تفاعل المواطنين مع الإجراءات المتخذة من قبل التنسيقية، بغرض تحديد الخطوات المقبلة، وقال بأن الوقفة السلمية وكذا التجمع الذي سيكون بقاعة حرشة بالعاصمة، هما خطوتان أوليان وبمثابة خروج إلى العلن، لكنه حرص على التأكيد بأن غرضهم ليس إثارة أعمال شغب أو تأجيج الشارع، وإنما التعبير عن موقف صريح وواضح، وهو ضرورة تغيير المسار السياسي الحالي، وقال العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، بأن تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات، تستعد لتحركات سلمية للتأكيد على موقف المقاطعة، ودعوة المرشحين إلى الانسحاب من الانتخابات الرئاسية، غير مستبعد الشروع في إجراء اتصالات مع الشخصيات المترشحة لإقناعها بالعدول عن قرارها. ويؤكد بن خلاف، بأن البرنامج الذي سطرته التنسيقية سيتزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية، حيث ستكون هناك حملة موازية للترويج لمقاطعة الاستحقاقات بدعوى أنها مغلقة، منتقدا بشدّة الكيفية التي تم بها جمع التوقيعات لفائدة الرئيس، وكذا طريقة استقباله من قبل رئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي، والتي كانت تمييزية حسب المتحدث فضلا عن طبيعة الوضع الصحي للرئيس "الذي جعله لا يفرّق بين مواد دستورية وقانونية"، مؤكدا بأن الدعوة للمقاطعة ستبقى صالحة إلى غاية آخر لحظة.