مواجهة بين الغريمين مرة أخرى في رياضة أخرى لم تول الجماهير المصرية أهمية كبيرة للبطولة الإفريقية على الرغم من أنها تجري في بلدهم، ويبدو واضحا للعيان أن الإعلام له دور كبير في العزوف عن متابعة بطولة الكرة الصغيرة، عكس ما كان عليه الحال في تصفيات كرة القدم التي أخذت نصيبا وافرا من اهتمام المصريين. * ولم تحظ صالات كرة اليد في جميع المباريات السابقة بما فيها مواجهات المنتخب المصري بحضور جمهور غفير، واقتصر الأمر على بعض العائلات التي جاءت لتخرج ما في جعبتها من هموم، لكن القاعدة تغيرت مباشرة بعد ايذاع خبر "عاجل" مصر ستواجه الجزائر في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية ليتحول الاهتمام وتنقلب الانشغالات إلى ذكر اسم الجزائر في كل الأحاديث، والأكيد أن رجال الإحصاء يجدون صعوبة كبيرة في عد ذلك. * * تعبئة غير عادية وملصقات في كل مكان * وسارع الإعلام كعادته لشحن الجمهور المصري ليكون حلقة مهمة في لقاء أمس، حيث حولت القنوات والإذاعات والصحف اتجاهاتها بشكل سريع إلى المباراة، طالبة حضور قياسي لمساندة أشبال جمال شمس، مثلما أكدته جريدة الأخبار التي قالت إن جمهورا قياسيا سيحضر مباراة الجزائر، متوقعة أن القاعة ستجلب أكثر من حجم استيعابها. فيما تم إلصاق بيانات في الشوارع تدعو إلى مساندة مصر في لقاء أمس. * * تعادل الخضر أمام تونس أرعبهم * وبدا المصريون في غير حالتهم الطبيعية قبل مواجهة الجزائر التي اختير لها عنوان تحديد المصير بين الفراعنة والخضر، وباعتبار أن الأغلبية تجهل مستوى منتخب الجزائر لكرة اليد، فقد كانت الصدمة قوية ومؤثرة بعد سماعهم بانتهاء المواجهة بين الخضر ونسور قرطاج بالتعادل، الأمر الذي جعل الكل يتفق أن المواجهة مع مصر ستكون صعبة عائدين بالذاكرة للصراع القوي بين منتخبي كرة القدم مثلما قال أحمد أحد المرافقين المعتمدين لمنتخب إفريقي في الدورة: "الجزائر دائما مشكلة كبيرة لم نكن نعرف مستواها في كرة اليد، لكن بعد مباراة تونس فإن الصورة اتضحت لنا بشكل كبير والمشكلة كبيرة لأن الصراع سيكون مثلما كان في أم درمان". * * عراقيل وتحويل الخضر لملعب كرة السلة * وعلى الرغم من أن السلطات المصرية حاولت اتخاذ كل التدابير التنظيمية خاصة بعد التهديدات التي قدمها الاتحاد الإفريقي والذي شدد على حماية الخضر، إلا أن تحولا كبيرا وقع مباشرة بعد تأكد مواجهة رجال الخضر للفراعنة بنصف نهائي، حيث بدأت قصة الضغط مباشرة لدى وصول اللاعبين صبيحة الخميس الى القاعة المخصصة لهم للتدريب، لتكون المفاجأة كبيرة حيث وجد الجزائريون القاعة تحتضن لقاء بين الكونغو والكاميرون للسيدات، وحاول رئيس الاتحادية الاستفسار عن سبب هذا التحول فقيل له إن الكونفدرالية الإفريقية برمجت المباراة في هذه القاعة وما عليهم إلا تقبل الأمر. * وأمام هذا الموقف، أمر مدرب المنتخب الوطني لاعبيه ببداية الشروع في عملية الإحماء في الفناء في سابقة لم تشهدها أي بطولة افريقية من قبل، ولم يتحرك منظمو البطولة أمام كل ذلك تاركين المنتخب يواجه الأمر المفروض. * ومن أجل عدم تضييع الحصة التدريبية نقل المدرب الوطني بالاتفاق مع رئيس الاتحادية الجزائرية لاعبيه إلى القاعة المحاذية المخصصة لكرة السلة. فيما تدرب المنتخب صباح أمس بشكل عادي.