قصف عبد الرزاق مقري، زعيمةَ حزب العمال بوابل من القذائف، وغير المسبوقة في علاقة الطرفين، وجاءت اتهامات رئيس حمس للويزة حنون على خلفية تصريحات سابقة لهذه الأخيرة، تهجّمت فيها على التيار الإسلامي ودعاة المقاطعة، وهو الموقف الذي قرأه خليفة أبو جرّة على أنه دليل صفقة مع جناح الرئيس المترشح الذي تدافع عنه، بالنيل من قوى المعارضة، مثلما يعتقد مقري. شنّ رئيس حركة مجتمع السلم هجوما كاسحا على الأمينة العامة لحزب العمال، واصفا إياها بأنّها "رديئة وقديمة وبالية، وقليلة الاحترام، وضعيفة الفكر وفقيرة النفس"، واعتبر انتقادها للمعارضة، مقابل شكرها للرئيس بوتفيلقة، ناجما عن الأحقاد التي تجعل صاحبها "يهرف بما لا يعرف"، قبل أن ينعتها ب"السيدة القبيحة". وجدّد مقري اتهامه لحنون بعقد صفقة مع أجنحة النظام، حيث جاء في منشور على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "أنا لم أتهمك لكي آتي بالدليل على أنك تعملين وفق صفقة مع جهات في الحكم، من يقول ذلك هم المؤسسون لحزبك الكثر الذين انشقوا عنك... تهجمك على المعارضة ومدحك للرئيس غير مفهوم، وإن كان سببه الصفقة التي يتحدث عنها كل السياسيين". وعاد زعيم حمس إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة، ليجعل منها مؤشرا على وجود صفقة بين حنون وأطراف في السلطة، قائلا لها: "لو كنت نزيهة، بعيدة عن شبهة الصفقة لرفضت المقاعد التي سلمت لك زورا من المجلس الدستوري في الانتخابات التشريعية السابقة، ومنها المنصب الذي نزع من دكتور وعالم له اختراعات كبيرة لصالح التنمية وأعطيت لامرأة من حزبك...". وأضاف عبد الرزاق مقري مخاطبًا حنون "أنت تتهمين كل من يخالفك من كل التيارات بالعمالة للخارج، ولا مبرر لذلك إلا ضعف حجتك، وقلة زادك، وانقطاع أفكارك، فهل كل الناس عملاء إلا أنت يا لويزة...". وعاتب صاحب الرسالة أمينة حزب العمال على سعيها السابق لتركيع الجزائر، إذ قال لها "من أكثر من كان يستدعي التدخل الأجنبي في زمن المأساة الوطنية، أليس أنت، لقد خدعت أسر المفقودين، وساومت بهم السلطات آنذاك، وانخدع بك بعض الإسلاميين... فلما بنيت لنفسك مجالا للتحرك السياسي، وأدركت بأن ذلك هو حدك ولا تستطيعين التمدد الشعبي أكثر من ذلك، غيرت خطك وانخرطت في صفوف جهات في الحكم هي أكثر من يستدعي التدخل الأجنبي بفسادهم وفشلهم وسوء تدبيرهم". وتعمّد مقري إحراج حنون، حينما أضاف بهذا الخصوص: "بل ذهبت في المخادعة إلى درجة اتهام وزراء بالعمالة للخارج، وأنت تعلمين كما يعلم كل أحد، بأنهم صنيعة الرئيس وحاشيته التي تشتغلين لصالحهم". وبهذا الصدد، ذكّر مقري زعيمة حزب العمال بملتقى مدينة "Le Mans" قرب باريس الذي نظمته جريدة العالم الدبلوماسي عام 1993، "حيث جمعتني وإياك وقفة في بهو القاعة مع مدير الملتقى ألان غراش (Alain Gresh)، وكنت تحملين في يدك كأس خمر، إذ حاولت إقناع ألان غراش بأن ما يقال عن الجزائر مبالغ فيه، وأن الجزائريين رغم المخاطر والمصاعب بإمكانهم الخروج من أزمتهم بمفردهم بلا تدخل أجنبي، واقترحت عليه تنظيم ملتقى في الجزائر ليتعرف على حقيقة الوضع بنفسه بعيدا عن تسويد الصورة، فكنت أنت من خرب هذا المسعى، وأقنعت ألان غراش بعدم جدوى ذلك"...، والآن تحاولين إعطاء صورة عنك خلافا لتاريخك وعلاقاتك، مثلما يقول مقري. ولم يفوت رئيس حمس الفرصة دون أن يُسائل حنون عن علاقاتها الأجنبية، إذ طلبها بهذا الخصوص "أن تجيب الجزائريين عن ارتباطاتها الخارجية التي تحاول إخفاءها، وعن عضويتها للأممية الشيوعية الدولية الرابعة التي أسسها الزعيم ليون، والتي حضرت حنون اجتماعات كثيرة لها جنبا إلى جنب مع صهاينة وقوى معادية لسيادة الجزائر وثوابتها"، على حدّ تعبيره.
جماعة حنون خارج مجال التغطية حاولت "الشروق" أخذ رأي حزب العمال، عن التصريحات النارية لزعيم حمس في حق لويزة حنون لكن دون فائدة، حيث تم الحديث مع القيادي رمضان تعزيبت، الذي طلب مدة زمنية للاطلاع على الرسالة كاملة، لكن بعدها أطفأ هاتفه النقال، أما جودي جلول، فتعذّر الاتصال به لنفس السبب. علما أن رد مقري، العنيف على حنون كان بسبب الاتهامات التي كالتها له، ومنها "ترأسه لمنظمة فريديم هاوس التابعة للاستخبارات الأمريكية"، وطمعه في الاستوزار.