ما لا يقال في العلن، قيل وبقوة في صناديق الاقتراع، فبالرغم من أن نصف الجزائريين قاطعوا الانتخابات ليس استجابة لدعاة المقاطعة، وإنما لأن المقاطعة صارت ممارسة يعتبرونها من المواطنة، ورسالة للسلطة أقوى من أي تصويت حسب رأيهم ، إلا أن البعض أبى إلا أن يتجه إلى صندوق الاقتراع ليقول كلمة في قلبه بعيدا عن الأنظار، حيث الستار الأزرق يمنحه ممارسة اقتراع آخر. رصد مراسلو "الشروق اليومي" في مختلف الولايات، وأيضا رؤساء مكاتب الاقتراع الكثير من الطرائف ومن المفاجآت داخل الصناديق، أبان فيها بعض الجزائريين وحتى الجزائريات عن مكبوتاتهم وأيضا خفّة ظلهم، فطلبت بعضهن من فاتحي الظرف الدعاء لها بالشفاء وأخرى بالزواج، وقرأ فاتحو الصناديق الكثير من أرقام الهاتف، وغابت هذه المرة بسبب ركود البطولات الكروية أسماء الفرق المحلية، واللاعبين باستثناء الحرب النفسية التي انطلقت بين أنصار المولودية العاصمية، وشبيبة القبائل قبل المباراة النهائية، حيث استفز المناصرون في السر والكتمان بعضهم البعض بنتائج لصالح هذا الفريق أو ذاك، ووجد أنصار ريال مدريد فرصتهم سانحة للاحتفال بناديهم الملكي في الساعات التي تلت فوزه بكأس إسبانيا على حساب برشلونة، حيث نقشوا أسماء بيل وبن زيمة ورونالدو المريض داخل الصندوق. ووجدت الغراميات أيضا مكانا لها في صناديق النساء، كما أتحف بعض الناخبين الصندوق بكمّ من النكت الطريفة، أما في منطقة الشاوية فقد انتخب بعض الغاضبين من مزحة السيد عبد المالك سلال بطريقتهم الخاصة جدا، فكتبوا اسمه مقرونا بالكثير من كلام اللوم والعتاب ودّسوه في الصندوق، رغم علمهم بأن الورقة ستلغى، ولعب آخرون خلف الستار الأزرق دور الدعاة والمصلحين، فكتبوا آيات قرآنية وأحاديث شريفة تدعوا إلى العدل والتقوى وغيرها من النصائح، وذكر آخرون شخصيات تاريخية فدسّ بعضهم صورة هواري بومدين، وذكر آخرون رجالات الزمن الجزائري الجميل وعلى رأسهم الشيخ عبد الحميد بن باديس، في ذكرى وفاته، بينما مارس آخرون موبقات أزعجت فاتحي الصناديق بكم من الشتم السوقي، وحتى الصور المسيئة لأصاحبها المخفيين، المهم هو شعب آخر مارس على طريقته ما أراده، ممارسة تحتاج لدراسة نفسية وليس لرئيس.
كواليس وطرائف الرئاسيات
"راديوز" وزعت 17 ألف بيان لتحسيس المواطنين يوم الاقتراع قامت جمعية "راديوز" للأنشطة الرياضية والاجتماعية التي يرأسها قادة الشافي، بحملة تحسيسية يوم الاقتراع بولاية وهران، قصد توعية المواطنين بضرورة الإقبال بقوة على مكاتب الانتخاب، و طبعت جمعية راديوز 17 ألف نسخة من بيان تحسيسي حمل شعار "واجب الانتخاب لضمان الاستقرار والأمن بالوطن"، وزعتها على المواطنين قبل أن يقود مؤطروها قافلة من السيارات والشباب جابت شوارع الباعية، معبّرين عن فرجتهم بإعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة الرابعة، واستغل قادة شافي، الفرص ليهنئ باسم جمعية "راديوز" وأعضائها الشرفيين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بفوزه بالاستحقاق الرئاسي.
البغال والحمار للوصول إلى مكاتب الاقتراع اضطر سكان التجمعات الريفية في بلديات حاسي الدلاعة، والعسافية وسيدي مخلوف وسيدي بوزيد، وعين سيدي علي للتنقل بواسطة البغال والأحصنة من أجل الاقتراع في المكاتب الموجودة بالبلديات، بعد أن تم حرمانهم من المكاتب المتنقلة التي اختزلت في 9 مكاتب فقط في بلديات وادي مزي، والڤلتة وتاجرونة والبيضاء.
مركز تصويت اعتقده الأفارقة مطعم رحمة حاول بعض النازحين الأفارقة الدخول إلى أحد المكاتب الانتخابية صباح أمس، بتمنراست، بعد مشاهدتهم لطوابير المواطنين بالباب الرئيسي، ظنا منهم أنه مطعم للرحمة يقوم بتقديم الوجبات. للعلم فإن هذه المدرسة كانت خلال شهر رمضان مقرا لمطعم الرحمة، لكن مصالح الأمن أخبرتهم أنه مقر للانتخاب ليعودواأدراجهم بأوانيهم وأكياسهم.
هواري بومدين يترشح في سكيكدة تفاجأ كل من كان حاضرا ليلة أمس الأول، في عملية الفرز بالمركز رقم 1 مكتب رقم 1 ببلدية بني زيد بولاية سكيكدة، بعد اكتشاف صورة الرئيس الراحل هواري بومدين بداخل الظرف وكأن الرجل لا زال حيا في قلب هذا السكيكدي، الذي أبى إلا أن يصوت عنه رغم أنه يعلم مسبقا أن صوته سيلغى، وجدير ذكره أن هذا السكيكدي يعرف جيدا أن مدة حكم الرجل تميّزت بالخير والعز والسؤدد، بل هناك من يقول إنها كانت زمن العظمة بالنسبة لبلدنا، كما أنه كان يمثل النيف الجزائري بكل مقوماته وخصوصياته وعنفوانه وجرأته، وهو ابن الريف الڤالمي، تربى على تقديس معاني الشرف والرجولة، فكان خير من حفظ شرف الجزائر، وأثبت للعالم رجولة هذا الشعب الذي قال عنه مرة في إحدى خطبه، إنه رئيس شعب لا يطأطئ رأسه أبدا، كما قال: "يلعن أبوها الثورة التي تطأطئ رأسها"، معلنا بأن ثورتنا لا يمكنها أن تكون سوى ثورة الرجال.
عجوز ببونوح تبحث عن ورقة بوضياف حادثة طريفة وقعت ببونوح، أين تقدمت عجوز من المؤطرين في أحد مكاتب الاقتراع، وطلبت منهم من يدلها على ورقة محمد بوضياف، وهنا أفهموها بأن بوضياف قد توفي وأمامها 6 مترشحين، إلا أنها أصرت على محمد بوضياف، لأنه هو من قدم لها المنحة الخاصة بالمسنّين، وعادت ولم تؤد واجبها بسبب غياب ورقة محمد بوضياف.
عجوز طاعنة تصوت من أجل سكن اجتماعي لم تمر الانتخابات الرئاسية التي تمت أول أمس، 17 أفريل 2014 دون أن تضفي على العملية لغة المزاح سواء من حيث تصرف أو تعليقات بعض الناخبين، هو حال إحدى العجائز الطاعنة في السن التي تنقلت إلى صندوق الاقتراع في قرية واقعة جنوب تيزي وزو، وصرحت أنها قطعت مسافة بعيدة لغرض الانتخاب لا لشيء إلا لغرض واحد. هو حصولها على سكن اجتماعي أو إعانة من طرف الدولة.
طفل يبكي ويسأل عن السبب من وراء عطلته الاجبارية وجد أحد الأولياء بمدينة الأربعاء، نفسه محرجا أمام بكاء ابنه الطفل المتمدرس بالطور الابتدائي، حينما سأله بحرقة عن السبب في جبره على عطلة جديدة بالرغم من انقضاء العطلة الربيعية حديثا، الوالد لم يجد من سبيل وجواب يقنع به صغيره، سوى مرافقته إلى مكتب الاقتراع وهو يحمل محفظته معه، وعند وصولهما إلى مدرسته التي تحولت إلى مركز اقتراع أدرك الصغير سبب العطلة ولم يسأل بعدها.
الشيوخ يتصدرون لائحة المنتخبين بالوادي عرفت جل مراكز الانتخاب عبر البلديات الثلاثين بولاية الوادي، تسابق عدد كبير من الشيوخ وكبار السن على الانتخاب، وحتى العاجزين وذوي الاحتياجات الخاصة، في ظل تركيز جل المترشحين في تصريحاتهم والتجمعات التي أقيمت على فئة الشباب الذين يمثلون نسبة ثلاثة أرباع السكان ولاية ألف قبة وقبة، كما عرفت بالموازاة عزوف شبه تام للنساء على الالتحاق بمكاتب الانتخاب في فترة الصبيحة وحتى المساء، وترجع العارفات من بعض المنتخبات اللواتي التقينا بالشروق السبب إلى الأعمال المنزلية، إضافة إلى العادات والتقاليد التي تفرض عدم الإلزام للمجيء خاصة وأن الإدارة عيّنت رجالا في أغلب مكاتب النساء.
طفل يجهش بالبكاء من أجل "بوتفليقة" أجهش صبيحة أمس طفل في 10 من العمر بالبكاء، عندما دخل مركز التصويت عقني علي ببلدية يسر شرق ولاية بومرداس، وطلب من العاملين بهذا المركز السماح له بالتصويت على مترشحه الذي "يحبه" وهو المترشح عبد العزيز بوتفليقة، ولم يرض هذا الطفل بجميع المحاولات لإخراجه من المركز وهو يبكي بحرقة بعد ما تنقل من بلدية سي مصطفى لغاية يسر، إلى أن أخرجه أعوان الأمن.
الدومين هو الحدث ببلدية مسلمون اتجه سكان بلدية مسلمون غرب ولاية تيبازة بقوة نحو المقاهي صبيحة يوم الإقتراع من اجل ممارسة هوايتهم "الدومينو" لاسيما وأن كل العمال استفادوا من يوم مدفوع الأجر، كان هذا هو رد مصادرنا من مدينة مسلمون التي لم تهتم كثيرا بالإنتخابات، وأكدوا لنا أن المقاهي اكتظت إلى درجة أن بعض السكان قاموا بإخراج طاولات بأحيائهم للعب الدومين.
ممثلون عن بوتفليقة وبن فليس فقط ببومرداس سجلت "الشروق" خلال زيارتها لعدد من مراكز التصويت الموزعة ببلديات ولاية بومرداس، غياب ممثلي بعض المترشحين لهذه الانتخابات، حيث لم تسجل على مستوى مركز ابن باديس بالناصرية ومراكز بودواو ودلس سوى ممثلين للمترشحين عبد العزيز بوتفليقة وبن فليس، فيما لا يوجد أي ممثل لباقي المترشحين. فيما سجلت تواجد ممثلين للمترشح عبد العزيز بلعيد ببغلية فقط.
ينتخب على الجميع انتخب أحد سكان الجلفة على جميع المترشحين في الجلفة بوضعه صور المترشحين في الظرف والسبب حسبه انه حضر جميع التجمعات وأعجبته جميع البرامج مما جعله يختارهم جميعا ولا يغضب أحدا.
عجوز في 90 تنتخب ببرج منايل لم تتوان عجوز في 90 من العمر من التنقل إلى مركز التصويت ابن رشد ببلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس، حيث اصطحبت هذه الأخيرة حفيدة ابنتها الصغيرة التي رافقتها إلى مركز التصويت، وأدت واجبها، ثم عادت إلى منزلها. والملاحظ في الأمر أيضا هو أن غالبية المصوتين بولاية بومرداس هم من فئة المسنين الذين أكدوا أنهم يخافون من حرمانهم من معاشهم الشهري في حال عدم تصويتهم.
الأطفال ينتخبون بمسلمون لاحظ أمس المراقبون بمكاتب الإقتراع بمراكز بلدية مسلمون في ولاية تيبازة ظاهرة لم يعهدها إلا رئيس الجمهورية، وهي أن المنتخبين من كبار السن يرافقون أحفادهم وأبناءهم الصغار أثناء القيام بعملية الانتخاب، والملحوظ هو أن الأطفال يفرضون واقعهم بارتداء أحسن الملابس ويلحون على الإنتخاب برمي الظرف في الصندوق بنفسهم.
"الرافيتايما" قبل حرب 18 أفريل لاحظ التجار على مستوى بلديات ولاية تيبازة إقدام المواطنين خلال الأسبوع الأخير قبل الإنتخابات على التوافد المكثف إلى المحلات التجارية، خاصة منها المختصة في البيع بالجملة، وهذا لاقتناء السلع اللازمة من مواد غذائية يأتي على رأسها الدقيق بأنواعه والحليب، كما أكد أن التجار سألوا العديد من زبائنهم ما سر هذه الحيطة، وكانت كل أجوبتهم أنهم يستعدون لحرب 18 أفريل، لاسيما وأن بعض الأطراف روّجت للفوز بالإنتخابات أو التخلاط.
عجوز في ال117 سنة تدلي بصوتها في الرئاسيات أدلت، صباح أمس، السيدة خيرة عماري وهي معمرة في ال117 من عمرها بصوتها في مركز الانتخابات للنساء في بلدية قرطوفة بولاية تيارت، معبرة عن أمانيها بحلول الخير والأمان في ربوع البلاد. السيدة خيرة عماري أم لأربعة أبناء أكبرهم يفوق عمره 80 سنة ولها أحفاد صاروا أجدادا أنجبوا ما يفوق100 حفيد، أحد أحفدة السيدة خيرة، 30 سنة، وابنها البالغ من العمر 72 سنة، يؤكدان أن العجوز لا تشكو من أي مشكلة صحية، اللهم إلا بعض المشاكل في السمع تتجاوزها باقتراب مكلمها من أذنها. المعمرة خيرة دعت بالخير للبلاد وأعلنتها صراحة بأنها تنتخب لصالح بوتفليقة ولا أحد غيره، كما فعلتها في العهدات الماضية، داعية للجزائر بالخير.
مراقبو المترشحين الستة متفقون استغرب المواطنون ببلدية مناصر في ولاية تيبازة من الذين تقدموا للإدلاء بأصواتهم على مستوى مركز جلول بوزارة بوسط المدينة والمخصص للرجال غياب المراقبين الممثلين للمترشحين الستة، حيث أثار السيناريو فضول العديد منهم واقتربوا من المؤطرين بالمكاتب وسألوا عن المراقبين، فكانت الإجابة بأن معظم المراقبين أصدقاء وهم متفاهمون، لهذا رحل جلهم خارج المراكز ومنهم من يتنزه بحديقة المدرسة.
بن فليس بالعجار واللحية ورموز القراصنة والصليب المعقوف الهتليري أصبحت أمس مدينة احمر العين بولاية تيبازة على وقع لوحات فنية منشورة على مستوى جدران معظم أحياء المدينة، خاصة وأن تلك اللوحات تمثلت في ملصقات وصور المترشح الحر علي بن فليس التي قام مجهولون بتشويهها بالبخاخات ورسم على وجه بن فليس "العجار" واللحية وشارة القراصنة والصليب المعقوف الخاص بهتلر إلى غير ذلك.
مخاوف مراقبو تواتي من عدم دفع مستحقاتهم بالوادي عبّر مراقبو الكثر من جنس الإناث المحسوبين على المترشح للرئاسيات 17 أفريل موسى تواتي، عن تخوّفهم الشديد من عدم تسديد مستحقات العمل خلال يوم الانتخاب، خاصة أن تواتي مرشح وبقوة لعدم الوصول إلى قبة قصر المرادية على حد المشهد السياسي، حيث سادت همسات بين المراقبين حول إمكانية ضمان الأجرة مقابل الخدمة المقدمة خلال هذا اليوم، مما أدى ببعض المراقبات إلى التفكير بالإنصراف وحفظ ماء الوجه وربحا للوقت، في ظل عدم وجود مقابل مادي من وراء العمل المقدم من طرفهم، حيث بقي آخرون يطمئنون زملائهم، لأنهم خلصوا في الاستحقاقات الماضية ولا داعي للخوف.
لا احتجاجات ولا مناوشات في المراكز الانتخابية بين المراقبين بالوادي لم تسجل اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات بالوادي، أي مناوشات أو احتجاجات بين المراقبين بالمراكز الانتخابية بولاية الوادي حتى حدود الساعة الثالثة زوالا، عدا بعض المناوشات البسيطة التي لم تقتض تدخل اللجنة أصلا، مما يفسر برودة الأجواء الانتخابية وغياب الحماس بين المراقبين، وشدة المراقبة، بل إن بعض المراكز غاب فيها بعض المراقبين لأحد المترشحين.
من كان يحب بن فليس فقد خسر ومن كان يحب بوتفليقة فقد فاز لم يجد أحد المواطنين بعين الدفلى، للإعلان عن صوته للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن قام بترديد عبارة للعديد من المرات "من كان يحب بن فليس فقد خسر، ومن كان يحب بوتفليقة فقد فاز شفاه الله من مرضه".
شباب بني سليمان يحتفل بفوز بوتفليقة عبّر مجموعة من شباب بلدية بني سليمان، في موكب كبير عن فرحتهم إثر الفوز الساحق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، حيث تنقل عشرات الشباب إلى مقرات الشرطة والدرك على أنغام الزرنة للاحتفال بفوز الرئيس، علما أن رجال الأمن الذين سهروا طيلة الانتخاب على حماية وسلامة أمن المواطنين، وهو عربون محبّة قدمه الشباب لرجال الأمن الوطني والدرك الوطني الذي ليس له ميزان.