أحال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، "كوطة" جديدة من أعضاء اللجنة المركزية، على لجنة الانضباط، بدعوى خروجهم عن خط الحزب بعد انضمامهم إلى هيئة القيادة الموحدة المستحدثة قبل أيام من قبل عبد الرحمان بلعياط. ونقلت مصادر مطلعة أن عمار سعداني قد"يرغَم" على تعديل جدول الأعمال الخاص بدورة اللجنة المركزية المقررة في 23 جوان القادم، بإضافة نقطة جديدة تتعلق بإعادة تجديد الثقة في شخص الأمين العام عبر الصندوق. وأفادت مصادر "الشروق"، أن القائمة الجديدة المحالة على لجنة الانضباط التي يرئسها اعمر الوزاني، تضم كلا من "محمد بورزام، العقيد السابق مصطفى عبيد، عضو المكتب السياسي السابق مدني برادعي، والبرلماني عن ولاية مستغانم عمار خميستي، والإطار بوزارة الداخلية عبد العزيز قاضي، وعبد المالك قرين، وسعاد لخضيري، والوالي السابق حليم خليفة، ومحمد يرفع، والسيناتور السابق عبد الله بوسنان، وسيد احمد السعيد نايت، ونادية حناشي، أعمر بوعلقة، ومحمد والي"، ويأتي تحويل القائمة الجديدة على لجنة الانضباط، بعد انضمامها إلى القيادة الموحدة للحزب بقيادة عبد الرحمان بلعياط، ووضعت هذه الأخيرة هدفا لها هو" انتخاب أمين عام للحزب ومعالجة أوضاعه المزرية". ورغم إحالة القائمة المذكورة آنفا على لجنة الانضباط، إلا أنه لم يتم إخطار المعنيين بشكل رسمي لحد الآن، مثلما جرى مع القائمة السابقة التي تضم 7 أسماء، حيث اكتفت لجنة الانضباط بترك إشعار لهم في مقار سكناهم، عبر محضر قضائي، وسألت "الشروق" محمد بورزام عن خبر إحالته على لجنة الانضباط، فرد قائلا "لقد سمعت بذلك من أطراف غير رسمية... لكن لتعلم قيادة الأفلان أن إحالتي على لجنة الانضباط هو شرف لنا، بعدما صار الفساد هو يحارب النظافة". وعن إمكانية امتثاله أمام اللجنة، رد بورزام"الإحالة على لجنة الانضباط، تتم عندما يرتكب القيادي في الحزب خطأ، بالانحراف أو الإساءة للحزب، وهذا لم يحدث معي أو مع زملائي كلهم، ما حصل أننا انتقدنا القيادة، وهو أمر عادي في جبهة التحرير الوطني المعروف عنها تباين مواقف إطاراتها... أما الحديث عن لجنة الانضباط الحالية والأمين لعام فهو حديث لا أهمية لهم، كون المؤسسات حاليا ليست شرعية، فعمار سعداني لم يأت بالصندوق". نفس الموقف أبان عنه محافظ وهران مصطفى عبيد، الذي لم يكترث بإحالته على لجنة الانضباط، وطعن في شرعية عمار سعداني على رأس الحزب. وأعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني أن اللجنة المركزية للحزب ستعقد دورتها العادية يوم 23 جوان، وقال سعداني لوكالة الأنباء الجزائرية، إنه سيتم خلال هذه الدورة تقديم اقتراحات الحزب بشأن مسودة وثيقة مشروع تعديل الدستور أمام أعضاء اللجنة المركزية لإبداء آرائهم والخروج بحوصلة نهائية بشأن هذه الوثيقة. وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن عمار سعداني، قد يعدل من جدول أعمال اللجنة المركزية، الذي أعلنه في وقت سابق وكان مقتصر على تشكيل لجنة تحضير المؤتمر العاشر، لكن استمرار مشاكل الحزب سيجعل المؤتمر غير جامع، مثلما يطمح إليه فرقاء الحزب العتيد، ما يفرض على سعداني البحث عن شرعية جديدة خلال الدورة القادمة عبر آلية الصندوق، التي أسقطت عبد العزيز بلخادم في دورة جانفي 2013.