سارعت أحزاب الموالاة إلى تثمين ما جاء في لقاء الوزير الأول بولاة الجمهورية، في حين اعتبرته أحزاب المعارضة ترجمة للتخبط الذي تعيشه السلطة وسياسة الترقيع التي دأبت عليها الحكومة. حيث يرى حزب جبهة التحرير الوطني أن لقاء سلال مع الولاة وتصريحاته كانت بهدف إعلامي تنسيقي لتوحيد طرق تنفيذ التدابير المتخذة من طرف الحكومة في شتى المجالات على ضوء الوضعية الاقتصادية داخليا وخارجيا. وبحسب الناطق الرسمي باسم "الأفلان" السعيد بوحجة، فإن سلال وجه تطمينات للشعب بأن هناك احتياطات وإذا ما تم تطبيق التدابير سنتخطى الوضعية ونتفادى تأزمها، موضحا أنه حاول مخاطبة من يحاولون التأثير سلبا على المواطنين وعلى الرأي العام والترويح بأن الوضع متأزم فعلا. واعتبر بوحجة أن سلال وجه إشارات سياسية كذلك مفادها ألا انتخابات مسبقة، وهذا أمر غير وارد تماما، ويجب ترك المجال للمجتمع والدولة لمواصلة التنمية في ظروف مرضية ليس كما كنا نتمنى ولكنها مرضية في العموم. أما التجمع الوطني الديمقراطي، فثمن كل ما جاء في لقاء سلال بولاة الجمهورية، من باب أن الحزب يثمن كل ما هو ايجابي بحكم أنه شريك في الحكومة، والسلبي وجب تصحيحيه وحتى انتقاده أيضا. وقال رئيس الكتلة البرلمانية في المجلس الشعبي الوطني محمد قيجي إن الوضع يقتضي اتخاذ تدابير استبقاقية حاليا وترشيد النفقات لأن الأزمة مست حتى كبرى الدول النفطية والصين كذلك، ويجب البحث عن مصادر للتصدير خارج قطاع المحروقات وفق آليات جديدة وهو ما جاء في لقاء الحكومة مع الولاة. ويعتقد قيجي أن سلال كان واضحا وهو موقف الحزب المعروف كذلك، وهو أن الرئيس منتخب ديمقراطيا وعند حلول 2019 المجال مفتوح لمن أراد أن يترشح لذلك، لكن المؤكد هو أن الرئيس ما زال رئيسا حتى تنتهي عهدته. وعلى النقيض من ذلك، ترى حركة مجتمع السلم حمس أن من يخوف الجزائريين ويزرع التشاؤم هي السلطة، مشيرة إلى أن ما أعلن عنه سلال تغيب عنه الرؤية والوضوح. وقال زين الدين طبال، المكلف بالاتصال على مستوى حمس إن ما أعلنت عنه الحكومة من إجراءات مختلقة موجودة أصلا على طاولتها منذ 1996، وهذا مدعاة للخوف حسبه كونها تفتقد لأي رؤية مستقبلية، مؤكدا أن هذا دليل على تخبط وتخوف الحكومة. وحول خطاب سلال لمن أراد أن يحكم بأن يصبر، أكد المتحدث أن هناك قانونا يقول من أراد أن يحكم يجب أن يكون منتخبا بطريقة شرعية وشفافة، ومن الممكن حسبه أن يخاطب بها أطرافا داخل السلطة نفسها في ظل الصراعات الدائرة بين أجنحتها. أما حركة النهضة، فيرى أن سلال نطق بتصريحات غير مسؤولة من مسؤول في الدولة مسؤول عن تسيير أموال الشعب عند لقائه مع الولاة، موضحا أن الحقيقة واضحة وهي أن السلطة الحالية أفلست الخزينة. وقال القيادي في الحركة، أمحمد حذيبي إن نفس السلطة التي أفرغت الخزينة بطرق فساد شتى تريد أن تخفي هذه الحقيقة عن الشعب وهي فشلها في تسيير المال العام، معتبرا أن ما ورد على لسان سلال تسويق للوهم ليفروا من الحساب أمام الشعب. وأضاف حديبي أن ما يفهم من كلام سلال في شقه السياسي كذلك هو أنه أردا القول إن هناك سياسة أمر واقع وسنحكم وفق رغبتنا وبالقبضة التي نريدها. أما رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، فأكد أن ما ورد على لسان سلال ترديد لنفس المعادلة القديمة وهي أن السلطة تعتقد أن كل الحقيقة في يدها هي فقط، مشيرا إلى أن الوزير الأول نفسه كان بالأمس يطمئن ويوزع الريع ويقول للشباب نعم أتزوجوا بأموال الدولة واليوم يقول إن الوضعية صعبة جدا ويتهم المعارضة بتسويد الوضع. أما في شقه السياسي، فيرى جيلالي سفيان أن ما ورد على لسان سلال ليس بالجديد كونه متداولا منذ أكثر من 50 سنة، فهم يتشبثون بالكرسي ويتهمون المعارضة بالطمع فيه ونحن نقول لهم "ألا لعنة الله على هذا الكرسي".