العصابة كانت تهدف إلى إغراق السوق المغاربية بالأموال المزورة نجحت فصيلة الأبحاث والتحري التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية تلمسان نهاية الأسبوع المنصرم من تفكيك شبكة ذات امتدادات دولية اختصت في تزوير العملة الصعبة باستعمال تقنيات جد متطورة مستوردة من إيطاليا، وكانت مصالح الدرك الوطني قد نجحت في توقيف شابين يتراوح عمرهما ما بين 32 و34 سنة من ولاية باتنة بمدخل بلدية السواحلية، حيث عثر بحوزتهما على 590 ورقة نقدية من فئة 100 أورو مزورة، وبعد تحقيقات معمقة كشفا عن مصدر هذه الأموال وزعيم العصابة "ع.ع" البالغ من العمر 34 سنة، وهو من ولاية المسيلة، وبعد تمديد الإختصاص نجحت فرقة الدرك الوطني في استدراج المتهم والإيقاع به وسط مدينة المسيلة، أين نجح الكمين ليتم توقيف المتهم الرئيسي على متن سيارة من نوع رونو ميڤان عثر بداخلها على بندقية صيد من دون ماسورة "محشوشة" وورقة نقدية من فئة 200 درهم، كان المتهم يستعد لنسخها وتزوير عملات مطابقة لها، كما تم حجز كمية هامة من الورق المهرب من الخارج والذي كان يستعمل لنسخ الأموال، وبعد مداهمة الفيلا الفاخرة التي يملكها المتهم بالمسيلة تم ضبط جهاز إعلام آلي بكل لوازمه وآلة ناسخة من نوع لازير وآلة قاطعة للأوراق إضافة إلى ورق ألمنيوم فضي، أكدت مصادرنا أنه غير متوفر تماما بالسوق الوطنية إضافة إلى مساحيق كيميائية ودهون خاصة تستعمل في تزوير الأوراق النقدية، حيث أن الأموال التي كانت هذه العصابة تزورها بتقنية عالية جدا يصعب اكتشافها بسهولة نظرا للتجهيزات الجد متطورة التي كانت تستعمل في صناعتها، وقد كشف الموقوف عن مصدر وسائل عمله التي كان يوفرها شريكه الرئيسي وهو تونسي الجنسية لازال في حالة فرار وقد تم تحديد هويته ويبقى البحث جاريا لتوقيفه رغم أن مصادرنا رجحت أن يكون خارج التراب الوطني على اعتبار أنه مستقر بتونس، وقد كشف التحقيقات الأولية مع أفراد العصابة أنها كانت تهدف إلى إغراق الأسواق المغاربية بالأموال المزورة، حيث أن الموقوفين الأولين قصدا بلدية السواحلية بغرب الوطن بحثا عن منفذ وعلاقات مع مواطنين مغاربة لتزويدهم بالدرهم المزور، كما أن إخضاع جهاز الإعلام الآلي المحجوز إلى الحبكة المعلوماتية مكن من استرجاع جملة من الملفات والبيانات التي بينت أن زعيم العصابة المسلح كان يخزن عددا من الوثائق الإدارية وخاصة ملفات تتعلق بالبطاقات الرمادية ووثائق السيارات وبعض الأختام الخاصة بعدة مصالح تابعة للدولة. وقد تم تقديم المتهمين الثلاثة مساء الخميس المنصرم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الغزوات بتهم تكوين جماعة أشرار، تزوير وترويج أوراق نقدية، وتبييض الأموال والتزوير واستعمال المزور وحيازة سلاح ناري من دون رخصة بالنسبة لزعيم العصابة، حيث أودعهم وكيل الجمهورية الحبس الإحتياطي في انتظار محاكمتهم التي يمكن أن تكشف أسرارا أخرى عن طريقة عمل هذه العصابة التي يمتد نشاطها من إيطاليا إلى المغرب مرورا بالجزائر وتونس.