أكدت مصادر محلية ليبية أن قوات خاصة أمريكية، تنشط في ليبيا، في مجال اصطياد أمراء الإرهاب المطلوبين أمريكيا من "داعش" و"القاعدة". ونجحت القوات الأمريكية حتى الآن في اصطياد 5 على الأقل من أمراء "داعش" واختطاف عدد من قيادات "القاعدة" بينهم أبو ختالة وأبو أنس الليبي. وتحدّثت المصادر بأن أفرادا من القوات الأمريكية الخاصة يشاركون حاليا مع قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة السراج في معركة تحرير سرت من تنظيم "داعش" من خلال استعمال القوات الأمريكية تقنيات متطورة تساعد القوات الليبية التي لها إمكانيات محدودة بسبب حظر الأسلحة من مجابهة التنظيم الإرهابي. ونقلت مصادر محلية ل"الشروق" أن القوات الأمريكية الخاصة تصل إلى ليبيا إما عن طريق البر من مصر أو تونس أو بالإنزال الجوي، ويتنكرون في زيّ مدنيين ليبيين، أو بلباس مليشيات ليبية، وتقوم بإرشاد الطائرات وتحديد الإحداثيات، كما تنفذ عمليات استطلاع للمناطق التي يسيطر عليها "داعش". وقد تخصصت وحدة من خيرة مقاتلي المخابرات المركزية الأمريكية في تصيّد أمراء تنظيم "القاعدة"، هذه الوحدة التي تتنقل في مناطق عدة بليبيا لا تثير الانتباه، حيث تتنكر في زي مدني ليبي، بل إن عددا من عناصرها يتكلمون اللهجة الليبية، وتعدّ هذه الوحدة المسؤولة عن محاولات اغتيال تعرّض لها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار واختطاف عدد من الإرهابيين الليبيين. وقال الخبير العسكري الليبي، الرائد السابق في الجيش الليبي امحمد المجذوب، في تصريح ل"الشروق"، إن الوجود الأمريكي في ليبيا منذ 2011 يقف وراء اختطاف بوختالة وأبي أنس بسيارات مدنية، وتتمركز القوات الأمريكية في معسكر الردع التابع لعبد الرؤوف كارة، ولديهم خلية اتصال بمطار امعتيقة. أما بشأن وجودهم كمقاتلين على الأرض فالأمر- يقول المجذوب- مبالغ فيه، فهم فقط يقومون بعمليات رصد وتوجيه وتشويش، ومشاركتهم في معركة سرت تمثلت في التشويش على اتصالات عناصر "داعش"، ما ساهم في تخبط التنظيم وانسحابه من أرض مفتوحة في سرت، مشيرا إلى أن بعض القيادات الإرهابية أيضا تدرك الوجود الأمريكي ولكنها لا تخشاه. وأشار إلى مقتل الأنباري في غارة جوية أمريكية أثناء اجتماع كان يحضره مختار بلمختار للصلح بين "داعش" و"القاعدة"، ولم يصب بلمختار بأذى.. ما يطرح علامات استفهام عن الدور الأمريكي، كما أن تمركزهم في طرابلس لدعم مليشيات حكيم بلحاج الذي كان سائقا لبن لادن في أفغانستان، وكان يرسل المقاتلين عبر السودان إلى شمال إفريقيا أثناء الأزمة الأمنية الجزائرية في التسعينيات يطرح علامات استفهام كذلك. وقد حذرت القيادة الأمريكية أمراء المليشيات شهر فيفري الماضي من أي تعرض للقوات الأمريكة الخاصة المنتشرة بالأراضي الليبية وهددتهم برد عسكري عنيف وقوي.