مراقبون: تقارير واشنطن "تهويلية" وبعيدة عن الواقع الميداني حذر الجنرال فانسون ستيوارت، مدير الدفاع في وكالة الاستعلامات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية من عمليات إرهابية وشيكة لجماعة "جند الخلافة" في الجزائر. ودعا المسؤول الأمريكي قوات الجيش الوطني الشعبي لمزيد من اليقظة لاعتراض أي اتصال بين "جند الخلافة" الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش وميليشيات الفرع الليبي لتنظيم "الدولة الإسلامية". وأثارت خرجة المخابرات الأمريكية استغراب العديد من المراقبين خاصة أن تنظيم "جند الخلافة" لم يعد له وجود ميدانيا بعد استئصال نواته الصلبة وتصفية قياداته والخلايا النائمة المرتبطة به في عمليات عسكرية نوعية. قال الجنرال فانسون ستيوارت إن تنظيم "داعش" ينتشر بشكل واضح في عدد من البلدان العربية، وذكر الجزائر ومصر وليبيا، مؤكدا أن هذا التنظيم يوسع تدريجيا من مساحة التأثير الدولي لديه بالتزامن مع الحديث عن ضربات عسكرية تستعد لها الولاياتالمتحدة ودول أوروبية لاستهداف معاقل "الدولة الإسلامية" في ليبيا. وتابع مدير الدفاع في وكالة الاستعلامات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام أمريكية أمس أن "فروعا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ظهرت في الجزائر، على غرار "جند الخلافة" وفصائل في مصر وليبيا تواصل استعداداتها الحثيثة للقيام بعمليات بالاعتماد على عنصر المباغتة". وأكد الجنرال فانسون أن "تنظيم الدولة الإسلامية" تجاوز وبشكل كبير جدا حدود سورياوالعراق، مشيرا إلى خطورة عناصر التنظيم التي تذهب أو تعود من العراق أو سوريا وأخرى تأخذ طريقها إلى ليبيا". وكان تنظيم "جند الخلافة" قد أعلن بعد إنشائه في سبتمبر 2014، قبيل قيامه بخطف ونحر السائح الفرنسي هيرفي غوردال، ولاءه لتنظيم "داعش" ليرد تنظيم البغدادي في نوفمبر من نفس العام قبول بيعة "جند الخلافة" الذي نشأ على خلفية انشقاق حوالي 15 عنصرا إرهابيا عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي يقوده أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد المالك درودكال. وأثارت تصريحات المسؤول الأمريكي استغراب المراقبين لما حمله من طابعه تهويلي لا ينسجم مع ما هو موجود في واقع بعض الدول، على غرار الجزائر التي تؤكد المعطيات الميدانية والتقارير الأمنية أن جماعة "جند الخلافة" انتهت بالقضاء على كامل عناصرها وفي مقدمتهم الأمير عبد المالك قوري الذي تم اصطياده رفقة اثنين من مرافقيه في عملية نوعية لقوات الجيش بمدينة يسر شرقي بومرداس ولم يعد لها أي نشاط. من جهة أخرى، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا حول أسباب انسحاب القوات الأمريكية بشكل مفاجئ من قاعدة عسكرية في ليبيا. وذكرت الصحيفة أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية، توقعت ترحيبًا حارًا، عندما هبطت الشهر الماضي في قاعدة جوية ليبية، تتمركز فيها مليشيا حليفة، وبدلا من ذلك، هدد مسلحون تابعون لمليشيا أخرى في نفس القاعدة باعتقال القوات الخاصة، مما اضطر الأمريكيون لإخلائها. وارتأت أن تلك الواقعة التي يعود تاريخها إلى 14 ديسمبر الماضي، تبرز الصعوبات التي تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث تنهمك في البحث عبر ليبيا للعثور على جماعات مسلحة يمكن أن تكون بمثابة قوة برية ضد فرع "داعش" القوي على نحو متزايد في البلاد.