عاش حي الزيادية بأعالي قسنطينة جوا من الحزن، منذ زوال الجمعة، بعد بلوغ خبر وفاة الحاجة زهية رحموني البالغة من العمر 72 سنة، تاركة 5 أبناء، في أحداث نيس الإرهابية. وحسب أبناء الضحية الذين تحدث إليهم "الشروق "، فإن الحاجة زهية توجهت كعادتها في كل صائفة إلى مسكن ابنتيها المتزوجتين والقاطنتين في مدينة نيس الفرنسية، عبر رحلة قسنطينة - نيس التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، ومكثت هناك منذ النصف الثاني من شهر رمضان وقضت العيد عند ابنتيها وأحفادها إضافة إلى معالجة أعراض مرض الزهايمر التي ظهرت عليها مؤخرا، فخرجت سهرة أول أمس، رفقة ابنتها وحفيدها لمتابعة بعض الاحتفالات الضخمة التي شهدتها المدينة. وحسب أصداء من فرنسا فإنها تمكنت خلال الحادث من إنقاذ حفيدها، فدفعت الثمن روحها، وباشرت العائلة منذ زوال أمس اتصالاتها بالخارجية الجزائرية، لأجل معرفة ملابسات حادثة هلاكها، وأيضا إجراءات استرجاع جثمانها من أجل مراسيم الدفن بعد أن فتحت أمس عائلة رحموني بالزيادية مجلسا للعزاء، وأكّد أحد أفراد الضحية بأنهم أبلغوا بالحادثة من طرف ابنتها، في الوقت الذي سأل بعضهم عن مصيرها بعد الحادثة، ثم اطمأن بعد أن تم تداول عبر مواقع جزائرية معروفة عدم وجود ضحايا من الجزائريين، وهو ما اتضح زيفه بعد تأكيد وفاة الحاجة زهية رحموني، أبناء الضحية بدوا صابرين، متقبلين لقضاء الله وقدره ومفتخرين بوالدتهم التي سبق لها أداء فريضة الحج، وتداولوا وصايا أطلقتها قبل سفرها الأخير إلى فرنسا، واعتبروها شعورا منها بأنها الرحلة التي لا عودة بعدها، على حدّ تعبيرهم.