يعاني سكان مدينة البيرين في ولاية الجلفة، منذ أشهر حالة صعبة جدا جراء العطش الذي انتقل لمختلف أحياء المدينة رغم النداءات التي أطلقها السكان، لكن لا حياة لمن تنادي، رغم أن المدينة تموّل ولايات مجاورة من مياهها الباطنية. ينظر سكان بلدية البيرين الواقعة شمال الجلفة لفصل الصيف بكثير من الأسى والحسرة بسبب الجفاف الذي طال حنفياتهم، فمشكل العطش أصبح سيناريو يتكرر كل سنة وحتى في باقي الفصول، ما يجعل السكان يعيشون جحيما حقيقيا، أزمة الماء التي لحقت بمختلف الأحياء كحي الملعب الذي يصنف من بين الأحياء الأكثر تضررا بالعطش، ورغم أن مدينة البيرين تملك مياها جوفية كبيرة تمول من خلالها العديد من الولايات المجاورة كالمسيلة وتيارت، لكن سكانها يعانون عطشا حادا ويزداد تأزما من سنة إلى أخرى ما ترك علامات استفهام كبيرة وسط السكان، الذين عبروا عن استيائهم الشديد لطريقة توزيع الماء بأحياء المدينة، وحمّل سكان البيرين الكثير من الشكاوى تطالب من خلالها تدخل الجهات الوصية العاجل من أجل النظر لهذا المشكل وإيجاد حل له، خصوصا وأن صهاريج الماء تباع بحوالي ألف دينار ما يضطر السكان لاقتنائها، وهو ما طرح الكثير من التساؤلات وسط سكان المدينة. وذكرت مصادر مقربة للشروق أن أزمة الماء بالمدينة تعود لسنوات طويلة بسبب سوء توزيع الماء وأيضا قدم قنوات المياه في المدينة التي تعود لحوالي أربعين سنة، وهي من النوعية القديمة التي تسبب الأمراض، وهو ما يتطلب تجديدها حسب ما أكده سكان المدينة، في الوقت الذي جعل البعض يربط عشوائيا بالشبكة الرئيسية للمياه وتحويل الكثير منها للمستثمرات الفلاحية. وأمام هذا الوضع المزري الذي يعيشه سكان أغنى بلدية بالمياه الجوفية، يطالب السكان من السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الجلفة بالتدخل من أجل تخليصهم من هذا الجحيم الذي أرق حياتهم اليومية منذ سنوات.