تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بأمن دائرة ثنية الحد بتيسمسيلت من وضع حد لنشاط شبكة دعم وإسناد جماعات إرهابية بأموال كانت تجمع عن طريق تشغيل قاصرين في مهنة التسول. وترجع خيوط اكتشاف هذه الجريمة إلى بداية الأسبوع الجاري، عندما أوقفت مصالح الأمن شقيقين قاصرين لا يتعدى سنهما 17 سنة ينحدران من منطقة "الهناشرية" بولاية الشلف وبحوزتهما مبلغا ماليا تمكنا من جمعه على شكل تبرعات محسنين تحت غطاء مهنة التسول التي كانا مرغمين على مزاولتها من قبل أحد الأشخاص في العقد الخامس من عمره، يقطن ببلدية سيدي امحمد بولاية غليزان مقابل تقاضيهما لأجرة يحددها هذا الأخير، وفق قيمة الأموال المحصل عليها عن كل يوم بحسب الاعترافات والشهادات التي أدلى بها القاصران اللذان كشفا أيضا أنهما التحقا بالعمل لدى هذا الشخص الذي كان ينقلهما على متن سيارته من منطقة إلى أخرى، حيث يتركهما طوال النهار قبل التقائه بهما بمكان يتم تحديده سلفا لتسليمه ما تم جمعه من أموال التسول تحت طائل التهديد بالقتل والتصفية الجسدية في حال رفضهما لتعليماته وأوامره التي كانت تشحنهما لابتداع فنون التسول لاستدرار العطف، كما كشفت التحقيقات عن وجود شخص آخر في الرابعة والعشرين من عمره وهو قريب لهما يكون هو من حولهما وعرض عليهما فكرة الالتحاق برئيس الشبكة على اعتبار أنه كان هو الآخر يشتغل لديه بنفس المهنة قبل بلوغه سن الرشد، ما جعل زعيم الشبكة الذي لا يوظف إلا القصر يفرض عليه استخلاف مكانه بقاصرين وإلا يكون مصيره القتل من طرف الجماعات الإرهابية. يذكر أن رجال الأمن تنقلوا إلى مقر مسكني الشخصين المذكورين في أعقاب حصولهم على إذن قضائي بتمديد الاختصاص، حيث تمكنوا من توقيفهما وعند تقديم كل الأطراف أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة ثنية الحد أحال بدوره القضية على قاضي التحقيق بنفس المحكمة الذي أمر بإيداع القاصرين بسجن الأحداث بتيارت بتهمة دعم ومساندة جماعات إرهابية، في حين تم إيداع المتهمين الآخرين بالمؤسسة العقابية بتيارت بتهمة الانخراط في صفوف جماعة إرهابية، وجاء تحويلهم إلى تيارت من منطلق أن التهم الموجهة لهم تصنف ضمن الجنايات التي يتم معالجتها بمجلس القضاء.