أعلن وزير العدل الطيب بلعيز أمس أن التوقيع على اتفاقية التعاون القضائي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، تؤكد إصرار الدولتين على مكافحة الإجرام بجميع أشكاله، وينم عن رغبة الجزائر في تحصين نفسها من جميع صور الإجرام. وذكّر بلعيز نظيره الأمريكي "إيريك هولدر" الذي حل أمس بالجزائر للتوقيع على اتفاقية التعاون القضائي، بمرحلة الإصلاحات العميقة والجذرية التي تعيشها الجزائر في كل المجالات، مبرزا مدى اهتمام السلطات الجزائرية بتحصين نفسها من كل أشكال الإجرام، خصوصا فيما يتعلق بالجرائم المنظمة العابرة للحدود، التي لا تقتصر آثارها على مجتمع دون غيره . في حين أبرز وزير العدل الأمريكي أهمية الإتفاقية الموقع عليها، معتبرا إياها إطارا هاما في مجال التعاون القضائي، قائلا بأن انتشار الجريمة المنظمة يجعل من الضروري تطوير الوسائل المستخدمة في مجال التعاون لمكافحة كافة أشكال الجرائم. واكتفى ضيف الجزائر الذي حظي باستقبال خاص من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالإشارة إلى وجود عدة مسائل مشتركة تم التطرق إليها من قبل الطرفين، دون الكشف عن فحواها، موضحا بأن التوقيع على اتفاقية التعاون القضائي تعد في حد ذاتها مؤشرا على الخطوات الكبيرة التي تم بلوغها في هذا السياق . وتربط الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية علاقات تعاون في المجال القضائي، تتعلق ببعض الملفات المشتركة، من ضمنها تسليم المتهمين إلى جانب ملف جد هام تعمل الولاياتالمتحدةالأمريكية على معالجته بشكل نهائي، ويتعلق الأمر بمعتقل غوانتنامو، الذي تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بغلقه مباشرة بعد اعتلائه سدة الحكم، غير أن صعوبة الإجراءات ورفض الكثير من الدول استقبال المعتقلين المتواجدين به عطل العملية، ومايزال بعض المعتقلين الجزائريين إلى غاية اليوم بغوانتنامو، بعضهم رفض أن يتم ترحيله إلى الجزائر، في حين ماتزال التحقيقات متواصلة بشأن الباقين . كما تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تجعل من الجزائر شريكا رئيسيا لها في مكافحة الإرهاب، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي، وإلى الدور الذي تقوم به بمنطقة الساحل، حيث تنشط بعض الجماعات المتمردة، الأمر الذي دفع بالسلطات الجزائرية إلى التركيز على ضرورة تحسين مستوى المعيشة بمنطقة الساحل وتحقيق تنمية اقتصادية مستديمة، بما يضمن لها الاستقرار ويقيها من كافة أشكال الحركات المتمردة . وعزز العلاقات الثنائية ما بين الجزائر وواشنطن، القرار الذي اتخذته السلطات الأمريكية بإلغاء الجزائر من قائمة الدول ال 14 التي يشمل رعاياها نظام التفتيش الأمني في المطارات الأمريكية، وبادلت الجزائر هذا الإجراء بالإعراب عن استعدادها للتعاون مع الولاياتالمتحدة في مجال تبادل المعلومات، مما جعلها حليفا رئيسا في مكافحة الإرهاب . واستقبل وزير الداخلية يزيد زرهوني وزير العدل الأمريكي "إيريك هيلدر" الذي أعرب عن إرتياح الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للعلاقات القائمة بين الدولتين وبين الشعبين، مشددا على ضرورة محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والإجرام الإلكتروني.