يشتكي العديد من الفلاحين عبر مختلف المحيطات الفلاحية المنتشرة ببلديات ولاية الوادي، من انتشار وتنامي بعض المظاهر السلبية، والتي باتت تهدد ممتلكاتهم ومنتجاتهم الزراعية، ومنها ظاهرة السطو على المعدات والمحاصيل. وفي هذا الإطار أشار عدد من الفلاحين إلى أنهم باتوا يعانون من مشاكل أبرزها تعرض بعض الحقول الزراعية إلى السطو من قبل مجهولين، وفي أوقات مختلفة سواء في الليل أو الصباح الباكر، وذلك بالحقول الموجودة في مناطق بعيدة عن المجمعات السكانية والقرى، حيث تقل فيها الحركة والمراقبة من قبل أصحابها في بعض الأوقات، ومستغلين أيضا بعض المناسبات الدينية وحتى المباريات في كرة القدم، عندما يكون هؤلاء مشغولين بالمشاركة في الاحتفالات أو مشاهدة المباريات، حيث يتسلل اللصوص إلى المزارع، ويستولون على كل ما يستطيعون حمله من معدات ومحاصيل، بالإضافة إلى تفرغ عدد منهم لتشكيل عصابات للسطو على المواشي، وتنشط في مثل هذا الوقت من السنة عصابات السطو على محاصيل التمور، إذ تقوم باستغلال الفترات التي تقل فيها الحركة، وتقصد المناطق التي تتواجد بها بساتين النخيل في وادي ريغ، وغيطان النخيل في وادي سوف وتقوم بقطع عراجين النخيل التي يجتهد الفلاحون طيلة السنة من أجل أن تصل إلى مرحلة النضج، ليجدها اللصوص فيما بعد على طبق من ذهب. كما عبّر العديد من الفلاحين الضحايا للشروق، عن قلقهم من تفشي السرقات دون أن يجدوا حلا ينقذون به ممتلكاتهم، حيث أثرت هذه الظاهرة التي مست الحقول والمزارع وبساتين النخيل في الولاية على النشاط الفلاحي سلبا، خاصة مع تراجع الاستثمارات الخاصة في القطاع، ويظهر ذلك جليا من خلال تخلي الفلاحين عن تربية المواشي في الحظائر التي كانوا يقيمونها في مزارعهم سابقا، ناهيك عن بقية الضحايا الآخرين الذين تركوا النشاط الفلاحي بسبب عدم قدرتهم على حراسة مستثمراتهم الفلاحية، لاسيما وأن المعدات والآلات وحتى الكوابل الكهربائية لم تسلم هي الأخرى من السرقة، علما أنها تستخدم في تطوير المجال الفلاحي. وناشد الفلاحون المتضررون من هذه الظاهرة، الجهات المسؤولة بضرورة النظر بجدية لهذا المشكل، والعمل على تخليصهم من هذا "الكابوس"، والذي بات يهدد الكثير من الفلاحين، لاسيما بعدما تعرض البعض منهم للاعتداءات والضرب، واقترحوا تكثيف المراقبة في الأوقات التي تقل فيها الحركة للتقليل من حدّة الاعتداءات وحجم الخسائر التي يتعرضون لها.