طارق بن عمار بعد أشهر من الصمت المنافق، فضح القائمون على قناة "نسمة تي في" أنفسهم أمام الملأ وكشفوا عن حقيقة ما يكنونه للجزائر من نظرة "احتقار" ومشاعر "تعال"، فشريك الإخوة قروي المدعو طارق بن عمار نصب نفسه بباريس زيرا للاتصال في الحكومة الجزائرية، كما سمح لنفسه بأن يكون حكما يقاضي المشهد الإعلامي الجزائري الخاص والعمومي ويحكم عليه بالفشل، مقارنة بالحاصل في تونس.. . * نسي طارق بن عمار، أحد الشركاء الأساسيين في قناة "نسمة تي في"، نفسه أول أمس بالعاصمة الفرنسية باريس في إحدى جلسات "الندوة الدائمة للسمعي البصري في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، وكشف عن حقيقة ما يخفيه مالكو هذه القناة تجاه الجزائر، فأسقط عن عورته آخر أوراق التوت وعن وجهه آخر أقنعة النفاق والتملق. * بن عمار، المعروف بعلاقاته المشبوهة مع اللوبي الصهيوني، تجرأ في تلك الجلسة على استفزاز عدد من المسؤولين في المؤسسة الوطنية للتفزيون الجزائري، أمام ما لا يقل عن 400 من مديري كبريات الشركات السمعية البصرية في منطقة المتوسط، أي أن المقصود كان تعميم الحرج وضرب السمعة الإعلامية للجزائر في مقتل، فبكل وقاحة راح شريك الأخوين قروي يوزع على الحضور باقة من الأرقام الوهمية مدعيا بأن قناته هي الأكثر مشاهدة في الجزائر وبأن 70 بالمائة من الجزائريين تابعوا الدورة الأخيرة من كأس إفريقيا للأمم في كرة اليد عبر "نسمة تي في"، وهي الأرقام التي هالت الوفد الجزائري، كونها لا توجد إلا في رأس صاحبها فالمعروف أن المركز الوحيد لقياس نسبة المتابعة التلفزيونية بالمنطقة يوجد في المغرب وليس في تونس أو الجزائر، وهو ما أكده السيد مصطفى بن نبي، مسؤول التعاون في التلفزيون الجزائري، الذي وإن نفى، في تصريح ل"الشروق" أن يكون النقاش مع بن عمار حول هذا الموضوع قد بلغ حد "الأزمة الدبلوماسية"، لكنه أخبر بأن "الوفد الجزائري تدخل في ذلك النقاش ليوضح الصورة وليكشف بأن الأرقام التي أوردها طارق بن عمار بعيدة عن الصحة ولا تستند إلى أي مقياس علمي". * كل هذه الوقاحة كانت ستبدو أدبا لو أن صاحبها توقف عندها ولم يتجرأ على الحديث عن الجزائر وكأنها "جمهورية موزية"، يضحك على واقعها الإعلامي الرسمي "وعوض التصفيق أنتم تريدون الغلق، بينما أنا أريد الانفتاح، في تونس لدينا قناتين خاصتين وفي الجزائر لا توجد واحدة"، ويعطي دروسا للدولة الجزائرية "التلميذة" عندما يتساءل: "الجزائر فتحت مجال المنافسة أما الصحافة المكتوبة فلما لا تعطي الفرصة ل "نسمة تي في". * وتتويجا لمهرجان الاستفزاز الحقير، ذهب بن عمار إلى حد "الكشف"، متحديا عن قرب ترخيص السلطات الجزائرية ل "نسمة تي في" بالبث من الجزائر، في الوقت الذي لازالت نفس السلطات تلح على أن الوقت لم يحن لفتح المجال السمعي البصري أمام المنافسة، ويكون قريب أرملة الرئيس التونسي بورقيبة بذلك قد أغلق الدائرة ونصب نفسه وزيرا للاتصال في الحكومة الجزائرية التي استغلت قناته تسامحها طويلا لتواصل رحلة الاحتيال على الجزائريين والضحك على ذقونهم وسبهم، وصدق المثل الشعبي إذ يقول: "ياكل الغلة ويسب الملة".