استقبل أمين عام المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام السابق للأفلان عمار سعداني الاثنين الفارط. وهذا وفقا لموقع "كل شيء عن الجزائر" الذي أورد الخبر نقلا عن مصدر نقابي. ولم يتسرب مضمون ما دار خلال اللقاء، الذي نوه الموقع، بأنه جاء بالموازاة، مع لقاء ثان جمع وفدا عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين، يقوده مسؤول التنظيم الطيب حمارنية، مع جمال ولد عباس أمين عام الأفلان بمقر هذا الأخير. وكان حزب جبهة التحرير قد نشر وقتها بيانا عن هذا الاستقبال على موقعه الالكتروني جاء فيه، أن وفدا من الاتحاد العام للعمال الجزائريين "عبر عن دعمه اللامشروط للأفلان، على اعتبار غالبية المنتمين لهذه المنظمة، هم مناضلون مهيكلون في الحزب، بدليل أن غالبية أعضاء أمانة الاتحاد هم مناضلون ومسيرون في الحزب". ويثير استقبال سيدي السعيد لأمين عام الأفلان السابق سعداني، كثيرا من التساؤلات، لاسيما وأن سعداني أعلن انسحابه من الساحة السياسية "طواعية ولدواع صحية" حسب تصريحه، في حين يؤكد خصومه بأنه لم يتنح طوعا بل أطيح به من على رأس "الحزب الجهاز". وتعد المركزية النقابية، من أقوى التنظيمات الجماهيرية، ويعول عليها للعب أدوار مفصلية، على صعيد تهدئة الجبهة الاجتماعية، عشية دخول قانون المالية للعام 2017 حيز التطبيق. وهذا المعطى يجعل للمركزية النقابية وأمينها العام وزنا مهما لدى السلطة في هذه المرحلة الدقيقة، ما قد يفسح المجال لاستنتاج أن ثمة مجال لوساطة يقوم بها سيدي سعيد بين سعداني والقيادة الجديدة للأفلان أو أطراف في السلطة لغرض ما. ويشار هنا أن العلاقة بين الرجلين (سعداني وسيدي السعيد) كانت جيدة، ومن أبرز محطاتها، استصدار سيدي السعيد من المركزية النقابية، تأييدا لمبادرة سعداني في العام 2015، التي أطلقها لدعم الرئيس بوتفليقة وبرنامجه، رغم وجود قياديين بارزين في المركزية النقابية منتمين للأرندي وهو الحزب الذي رفض الالتحاق بالمبادرة.