تحويل رحلاتها مؤقتا نحو حاسي مسعود في حال وصول غيمة البركان للبحر المتوسط ألغت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، منذ الجمعة الماضي، مع بداية أزمة النقل الجوي في أوروبا المعلنة من قبل هيئة الطيران الدولية، 85 رحلة جوية، من مجموع رحلاتها باتجاه شمال وجنوب أوروبا ونحو بكين (الصين) أيضا نتيجة استمرار سحابة رماد بركان ايسلندا، والتي كانت من المقرر أن تقل أزيد من 21 ألف مسافر، بمعدل 6500 مسافر يوميا، قبعوا بالمطار الدولي هواري بومدين وباقي المطارات الدولية. وبلغت الخسائر المالية التي تكبدتها الشركة على الصعيد المحلي ما يعادل 300 مليون دج يوميا، أي قرابة 90 مليار سنتيم على مدى ثلاثة أيام. وأفاد، بوعلام عناد، مدير العمليات الجوية بالشركة ومسؤول خلية الأزمة المنصبة من قبل "الجوية الجزائرية"، أمس، في تصريح ل "الشروق"، بأن وضعية النقل الجوي تتجه نحو التعقد، وأنهم وضعوا "سيناريو" لضمان استمرارية النقل الجوي، بتغيير مطار إقلاع الطائرات من إحدى الوجهتين الغرب أو من الشرق حسب اتجاه غيمة البركان، موضحا أن مطاري برشلونة وأليكانت باسبانيا ومطار روما بايطاليا فقط ما بقي من المطارات الممكن التوجه إليها، وأكد عناد أن فوضى بالمطارات الأوروبية، نتيجة إلغاء 17 ألف رحلة جوية كانت ستقلع من فضاء أوروبا، أول أمس، صعبت الحصول على الموافقة للقيام برحلات إضافية، حيث طلبت الشركة ثلاث رحلات باتجاه أليكانت ورحلتين باتجاه روما، وقال المتحدث بأنهم ضمنوا، أمس، القيام برحلة نحو مرسيليا. وصرح المتحدث بأن الاهتمام البالغ لشركة الطيران الحكومية هو نقل الجزائريين بالخارج إلى بلدان إقامتهم في أقرب الآجال، وضمان حضور ضيوف الندوة الدولية للغاز المقررة بوهران، موضحا أن رحلات إضافية ستبرمج عقب انتهاء الأزمة وأن الأولوية ستكون لمن قاموا بالحجز وفي قائمة الانتظار، سابقا قبل حلول الأزمة، معيدا تأمين نقل جميع المسافرين إلى قدرة المطارات الأوروبية على الاستيعاب. وكشف رئيس خلية الأزمة عزم الشركة تحويل جزء من طائراتها مؤقتا نحو قاعدة في حاسي مسعود، نتيجة الاضطرابات التي تعرفها الملاحة الجوية، "وفي حال وصول غيمة الرماد إلى البحر المتوسط، من الجهة الشرقية سنتجه للجهة الغربية والعكس صحيح لضمان استمرارية تنقل المسافرين، ومن أجل مواصلة برنامج الاستغلال الموجه للمواطنين وعمال سوناطراك". وعن أمن وسلامة طائرات الأسطول الجوي للشركة، أفاد مدير العمليات الجوية، أن المسحوق الدقيق الذي تحمله السحابة يدخل في حجرة الطائرة وتجهيزاتها التي قد تعطل حسابات الحاسوب وحتى على المستوى الصحي فقد تلحق ضررا برئتي المسافرين وحتى العينين"، مضيفا "محركات طائرات الشركة الماكثة على أرضيات المطارات محمية عن طريق "عوازل" قصد تفادي ترسب هذه المادة في حالة تنقل سحابة الرماد نحو جنوب المتوسط".