بدون أي حرج يتصل مستمعو إذاعة عنابة للسب على الهواء مباشرة، بدون أي حرج أيضا صدرت مذكرة داخلية تمنع عمال الإذاعة من دخولها أثناء عطلهم أو أيام راحتهم، وبدون أي حرج تفادى مديرها التحدث في الموضوع، رغم أن تقارير أقدم سبعة صحافيين لا تزال على مكتبه، مكتب ميهوبي ومكتب نقابة الإذاعيين. علمت "الشروق" من مصادر موثوقة أن الوضع في إذاعة عنابة قد تفجر بداية الأسبوع الجاري، بعد سلسلة من السقطات والفضائح كانت مقدمتها سب وشتم يطلقه المستمعون المتصلون بالحصص الإذاعية المباشرة ويكتبه زوار موقع الإذاعة، ولو أن عدة تعليقات جارحة قد حذفت منذ أيام قلائل فقط بعد أن تفطن المعنيون لها واستغربوا لأنها لم تخضع لمقص الرقابة المعمول به في هذه الحالات. وقد حصلت "الشروق" على نسخة من الصفحة الخاصة بهذا المقلب.هذا وقد قام سبعة إطارات- حسب ذات المصادر- بإرسال نسخ عن تقارير رفعوها إلى مدير الإذاعة، عز الدين ميهوبي، ونقابة الإذاعيين ولازالوا ينتظرون الفصل في جملة ما رفعوه من شكوى تضمنت أساسا "التهميش التام والإقصاء الكلي". هذا وقد أكدت ذات المصادر أن الصحافيين السبعة قد تعرضوا إلى تهديد بالإحالة على مجلس التأديب ليفاجؤوا بقرار ضرورة أخذهم العطل المؤخرة وإصدار مذكرة داخلية مفادها "لا يسمح بدخول إطارات الإذاعة وعمالها الذين هم في عطلة أو ليس لهم عمل في يوم زيارتهم إلى مقر الإذاعة".هذا وأفادنا بعض المقربين من الإذاعة أن كل من رضوان حرياطي، إيمان حاقة، فتيحة زايدي، بلقاسم بنعجة، آمال زرقاوي، محسن غرايبية وسعاد ماجري وهم الصحافيون المعنيون بالتقارير قد صدرت في حقهم عدة إجراءات أهمها استبدال المنشط رضوان بمنشط مبتدئ فشل في تعويضه بشهادة مستمعي الإذاعة، حصة "جلسة مع فنان" التي عرّفت بفناني المنطقة على غرار لطفي دوبل كانون في بداياته، قالوها ناس زمان، منك وإليك، التي تنشطها آمال زرقاوي منذ 11 سنة، راي أف أم، نادي الأطفال،اليد في اليد التي كانت لسان حال المحتاجين وأكثر الحصص صدى لبعدها التضامني.وتجدر الإشارة إلى أن تقلص الحجم الساعي الذي ألغى العديد من الحصص الليلية لا يكفي أيضا لاستقطاب صحافيين من إذاعة قسنطينة لتنشيط حصص في وجود مجموعة هائلة من الأسماء التي أسست الإذاعة منذ انطلاقتها والتي أصبحت عرضة لسب المستمعين على المباشر.اتصلت "الشروق" بالطرف الثاني قصد الاستفسار عن الخلفيات الحقيقية لهذه الفوضى فما كان من علاوة بوشلاغم إلا أن اعتذر عن إعطاء أي معلومة بحجة أن الموضوع يستدعي التنقل إلى المقر، ولو أن الهدف ليس معاينة المكان وإنما التأكد من ممارسات أقصت عمالا في مؤسسة عمومية إعلامية تكفل قوانينها هذا الحق وتكرّس لتحفيز الصحافيين على الأداء الجيد. قالت مصادر متطابقة إن المدير كلما غضب يكرر جملة أصبحت معروفة ومعلومة لدى الجميع "الوزير بوكرزازة صديقي ولا أخاف أحدا". وبين صحة هذه المقولة أو عدمها، يبقى الأكيد هو فشل هذه الإذاعة في مواكبة النجاحات التي حققتها الإذاعات المجاورة "سوق أهراس، سكيكدةوقسنطينة" وآخرها كان عدم إدراجها لا ضمن المرشحين ولا الفائزين بالميكروفون الذهبي.