في هذا الحوار، يتحدث حمانة بوشرمة رئيس "حزب الشباب" عن التحديات التي تواجه نزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة، التي من بينها الصلاحيات "المحدودة" الممنوحة للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات وكذا خلفية تشكيلة أعضائها، فضلا عن حظوظ حزبه في هذا الاستحقاق. ماذا تعني التشريعيات المقبلة بالنسبة إلى حزبكم؟ مثل هذا الاستحقاق في الدول الديمقراطية هو موعد يُحتكم فيه إلى الشعب، ومحطة للتداول السلمي على السلطة. ونحن في "حزب الشباب" نرفض سياسة الكرسي الشاغر، ومن هذا المنطلق سيكون حزبنا حاضرا في التشريعيات المقبلة، وسيتوجه إلى الجزائريين كي يحثهم على النزول بقوة إلى الصناديق يوم الاقتراع.
هناك مصطلح شائع لدى الرأي العام، وهو أن هناك أحزابا صغيرة وأخرى كبيرة، وحزبكم يوصف بأنه حزب صغير.. هل أنتم قادرون على جمع ال 04 بالمائة من التوقيعات؟ أولا، أنا أتحفظ على هذه التسمية.. فليس الإعلام من يصنف الأحزاب على أنها صغيرة أو كبيرة، بل صناديق الانتخابات هي التي تقرر. وطالما أن هناك حديثا عن التزوير قبل وبعد أي استحقاق انتخابي، رغم الضمانات التي اعتادت السلطة تسويقها، فمن غير المعقول أن نصنف الأحزاب وفق ما سبقت الإشارة إليه. أما فيما يخص حزبنا، فأنا أرفض رفضا قاطعا أن يوصف "حزب الشباب" بأنه حزب مجهري. حزبنا يحوز 230 منتخب محلي ونائبين اثنين في المجلس الشعبي الوطني وعشرة رؤساء بلديات. كما أن حزبنا غير مطالب بجمع التوقيعات في 10 ولايات، لذلك أؤكد: حزبنا غير معني بهذه التسمية. ما يخيفنا هو التزوير، والتخلي نهائيا عن منطق "الكوطة".
ما دمتم تحدثتم عن التزوير و"الكوطة".. هناك هيئة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات أقرها الدستور وأسندت رئاستها إلى الوزير السابق، عبد الوهاب دربال.. ألا يشكل هذا ضمانة بالنسبة إلى حزبكم؟ نحن في "حزب الشباب" كنا من الأوائل الذين طالبوا بضمانات لحماية الانتخابات من التزوير عندما التقينا مدير الديوان برئاسة الجمهورية، وكنا اقترحنا استحداث هيئة تشرف على العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها. غير أن الهيئة التي أسندت رئاستها إلى عبد الوهاب دربال، لا تتماشى مع المطالب التي رفعها حزبنا، ولدينا عليها مؤاخذات، فنصف تعدادها المتكون من القضاة عينهم وزير العدل الذي هو قيادي في الأفلان، كما أن النصف الآخر متكون من المجتمع المدني الذي يتحرك في محيط السلطة. فضلا عن كون هذه الهيئة لا صلاحيات لها ومن ثم فلا نرجو منها شيئا.
ضعف الإمكانات المالية لحزبكم، ألا يؤثر على التحضير الجيد؟ نحن متخندقون مع الشعب ولم نبتع ولم نشتر مع السلطة. والدليل هو أن حزبنا لا يتوفر على مقر وطني، كما أن الكثير من المقرات الولائية هي هبات من قبل الجزائريين.. ومع ذلك سنخوض الاستحقاقات المقبلة بإرادة قوية يجسدها عمل جواري بعيد عن المهرجانات والكرنفالات.
يكثر الحديث عن "الشكارة".. هل المال الفاسد وضع يده على السياسة برأيكم؟ هذا الأمر أصبح حقيقة، والمؤسف هو أن السلطة هي من توزع "الشكارة"، بدليل ما يحدث في التجمع الوطني الديمقراطي، الذي وضع على جل رؤوس قوائمه أصحاب "الشكارة"، وهي سياسة مقصودة أعقبت تصفية الحزب من إطاراته الكفأة.